السومرية نيوز/
كركوك
في الخامس من كانون الاول من سنة 2013، كان يوما لاينسى في حياة
شيرين بعدما اخترقت جسد زوجها الصحفي المعروف كاوة كرمياني ثلاث رصاصات لترديه قتيلا داخل منزله في قضاء كلار في
السليمانية لتبدأ رحلة الألم والحزن على
رفيق دربها.
كاوه
محمد أحمد كرمياني والمعروف بكاوه كرمياني، هو صحفي كردي عراقي ولد في مدينة كلار التابعة لمحافظة السليمانية بإقليم
كردستان العراق في سنة 1981 وقد اغتيل في يوم 5 كانون الأول -
ديسمبر من سنة 2013 في منزله بقضاء كلار.
شيرين والتي كانت حاملا قبل مقتل زوجها ولدت ابنها الوحيد والي اسمته امد بعد مرور 81 يوماً على الحادثة ليفتح عينيه على الدنيا وهو يتيم لكنها لم تياس ودخلت معترك عالم السياسة قبل ان تدخل الى قبة مجلس نواب الاقليم لتتحول الى ايقونة كردستانية بثت الامل في نفوس الاف النساء.
شيرين والتي تتمع بشخصية قوية منفتحة ذات رؤية لواقع
كردستان وتحدياته في العقد الثالث من عمرها حاصلة على دبلوم في لادارة وهي موظفة حكومية منذ 8 سنوات وعملت قبل مقتل زوجها في عالم الصحافة متخصصة بشؤون المرأة والمشاكل الاجتماعية ورغم ان اسمها الكامل شرين امين الا ان الكثيرين يسموننها شرين كاوه كرمياني كونها كانت بطلة قضية راي عام.
ونجحت شيرين في حجز مقعد في مجلس نواب
اقليم كردستان بعدما حصلت على ثقة الناس لتصبح حالة فريدة من نوعها تؤكد قدرة المرأة وارادتها في تجاوز الصعاب وتحقيق النجاح في اصعاب الاوقات.
ام امد لاتزال تتذكر بالم وحزن الاحداث الاليمة التي اعقبت حادثة زوجها قبل خمس سنوات وكيف تعرضت اسرتها الى تهديدات وضغوط كبيرة وهي تسرد لـ (السومرية نيوز)، جزءا مهما من
مشوار حياتها قائلا.. " بعد مقتل زوجي، مررت انا وعائلته بمشاكل ومعوقات كثيرة لاسيما في المنطقة التي يسمونها بالمنطقة
الخضراء وذلك لهيمنة احد الاحزاب عليها، لاننا دائما ما نواجه ذلك الحزب و نوجه ايادي الاتهام الى مسؤولين بالتورط في عملية الاغتيال حتى اننا واجهنا القضاء و الاجهزة الامنية في منطقة كرميان ( اي قضاء كلار ) لانهم لم يقوموا بواجبهم تجاه متورطين بحادثة مقتل زوجي و لم يستطيعوا ان يردوا لنا حقنا، لكننا ثبتنا على موقفنا ولم نتراجع".
شيرين والتي ترتدي السواد حزنا على زوجها اوضحت ان "التهديدات كان بعضها مباشر مثلا يلقون في بيوتنا تهديدات عن طريق الرسائل او اشارات حتى نرفع ايدينا عن القضية، لكن لم ينجحوا في كسر ارادتنا واستمرت المطالبات بنيل حقنا في ملاحقة قتلة زوجي".
وكشفت شيرين ان "القضاء حكم على شخص في قضية مقتل زوجها بالاعدام ولكن بعد السنة تفاجئت بان الحكم تغير الى مؤبد، رغم ان كشف الدلالة يظهر بوضوح بان القاتل لم يقم وحده بالعملية الاجرامية بل كان ورائه اشخاص ذو نفوذ وسلطة"، لافتة الى انه "حتى نحن لا نعرف ذلك الشخص الذي حكم عليها في القضية و لم يوضح لنا لما قام بالعملية والسبب لايزال مجهولا".
وتابعت شيرين والتي كانت تتحدث بثقة عالية بالنفس بان لديها مشروع طموح يتضمن نيل حق شهداء القلم في كردستان وهم كاوة، سوران، سردشت ووداد وهي تامل انجازه من اجل ضمان حماية الصحفيين ولديها قناعة بان الكثير من النواب سيدعمنها في هذا المشوار تحويله الى قانون نافذ.
شيرين عبرت عن امنياتها ان تكون، رمزا للمدافعين عن حقوق الصحفيين تحت قبة البرلمان، وايصال اصواتهم مع امنياتي ان لا يجروا احد في السلطة ان يغتال صحفيا اخر.
وتحدثت عن ابنها الوحيد امد وكيف انه لايعرف حتى الان انه ابيه قتل قائلة "الطفولة فترة حساسة وصعبة ان نوضح له ما حصل، مهما اريد ان اخفي عليه ما حصل، في شهر كانون الاول عمر امد اصبح 5 سنوات، الان هو يدرس مرحلة الثانية في احدى روضات، كثيرا ما يسال عن الوالد خاصة بانه يرى اختلاف مع اصدقائه، لكن لا اريد ان اضعها في حالة نفسية وهو بهذا العمر".
شيرين كشفت عن اسباب اصطحاب ابنها امد الى مبنى برلمان اقليم كردستان "نريد ان نوصل رسالة الى السلطة، بان امد هو ضحية لافعالهم الا انسانية بانه لم يستطع الى الان ان يرد حقوق شهداء الحفيين الى اهلهم، امد وريث لشخص اغتيل لسبب انه كان يحمل ورقة مع القلم، ردت ان اصل صوت امد ذلك الطفل البرئ الذي لم يرى والده لان والده كان يحمل رسالة ضد
المفسدين و طالب بالحرية و حرية الراي".
واختتمت شيرين لقاءها مع "
السومرية نيوز"، وهي تقول ان "فوزها بمقعد في برلمان كردستان هو فوز جميع الصحفيين و كل من يريد العدالة في قضية قتل شهداء القلم، و كل من يطالب بحرية الراي، و هو اقل جواب لسلطة تقف بالسلاح تجاه كل من يحمل القلم، مبينة بان بان ظهورها مع ابنها امد في برلمان هو اصعب لحظة لحزبي السلطة في الاقليم".