وليست الأمطار الأخيرة وحدها من تسببت بتعاظم الإهمال، كون
الديوانية تعاني من غياب الأماكن الترفيهية والتعليمية، وتتميز بانتشار المدارس الكرفانية بالرغم من وصولنا الى الثلث الأول من العام 2023!.
*نسبة الفقر 47%
مفوضية حقوق الانسان في
محافظة الديوانية كشفت عن وصول نسبة الفقر الى 47 %، فيما أشارت الى ان الديوانية تعد ثاني أفقر محافظة على مستوى
العراق.
بدوره، يقول محافظ الديوانية ميثم عبد اﻻمير الشهد في حديث لـ
السومرية نيوز: "وضعنا خططا وتصاميم حديثة لكورنيش الديوانية وساحة الاحتفالات وبانتظار ان تكتمل جميع التصاميم النهائية ورصد التخصيصات المالية لإعادة ترميمها لتكون متنفسا للعوائل في المحافظة".
من جهته، يقول أحد المواطنين الذين التقتهم
السومرية في الديوانية: "نحن على أبواب عيد الفطر، ونبحث عن اماكن ترفيهية لعائلاتنا، لكن للأسف لا توجد".
وتابع المواطن حديثة قائلا: "نضطر في المناسبات بالذهاب إلى العاصمة
بغداد أو المحافظات القريبة للتنفيس عن عوائلنا".
وأشار إلى، أن "أغلب الاماكن الترفيهية والمساحات
الخضراء تحولت الى اطلال او اماكن تجارية وضيقت على المدينة والعائلات فيها".
وتساءل عن مصير أموال قانون الأمن الغذائي والموازنات السابقة وأبواب صرفها، داعياً الإدارة المحلية إلى أهمية "اتخاذ قرارات إصلاحية للتخفيف عن كاهل المواطن، منها صرف مبالغ تعويضية عن الضرر الذي لحق بالمواطنين جرّاء الأمطار وما رافقها من غرق منازلهم وممتلكاتهم".
*محافظة منكوبة
من جانبه، طالب مواطن آخر من أهالي الديوانية،
السوداني أن "يتعامل مع الديوانية كمحافظة خرجت حديثا من الحرب، شأنها شأن المحافظات الغربية والموصل وصلاح الدين التي تحررت من داعش الإرهابي".
وأضاف، أن "الديوانية سُرقت ونُهبت وأُحتلت من قبل الفاسدين في المرحلة الماضية وتحديدا بعد العام 2003"، مبينا أن "السنوات الثلاث ونصف الماضية من عمر الديوانية شهدت قيام المسؤولين فيها بالقضاء على ما تبقى فيها من بنى وخدمات".
*فساد متراكم
إلى ذلك، شنَّ النائب عن المحافظة محمد نوري، هجوماً على الحكومات المتعاقبة وعلى الفساد الذي أدى إلى تردي الواقع الخدمي فيها، معلناً تشكيل صندوق لإعمار المحافظة لتمويل الخدمات.
وقال نوري في حديث للصحيفة الرسمية، انه "بسبب الحكومات المحلية المتعاقبة وقلة التخصيصات المالية، عانت الديوانية من سوء الخدمات، حتى وصلنا إلى هذه المرحلة"، وأضاف أنَّ "سبب نكبة الديوانية والوضع المزري فيها هو مشروع (مجاري الديوانية الكبير) الذي تسلمته شركة فاسدة وغير رصينة هي (شركة الرافدين)، وهي مختصة بالسدود وتم تسليمها المجاري بعقد بقيمة 180 مليون دولار في 2011"، وتابع أنَّ "المشروع توقف بعد أقل من سنة على البدء به".
وبين أنه "في عام 2019 دخلت (شركة نور الأفق) مع (شركة الرافدين) بعقد مشبوه ما أدى إلى تفاقم الحالة، وحتى الآن لم يكتمل المشروع، إذ استولى الفاسدون على الموازنات المخصصة للمحافظة"، مؤكداً "بدأنا العمل على تشكيل صندوق إعمار فعلي".
ولفت عضو
مجلس النواب إلى أنَّ "الديوانية تفتقر للمنافذ الحدودية والبترودولار والمشاريع الاستثمارية، وتم اضطهادها، مما سبب نكبة على مستوى الخدمات والعمل".
وأشار نوري إلى "بداية مرحلة جديدة، ونتطلع لأن تكون مرحلة بناء، ونعمل على تصحيح المسار".
ولم يقتصر الإهمال على الأماكن الترفيهية والشوارع وإنما استفحل في المدارس الحكومية، إذ أعلنت
وزارة التربية نهاية العام الماضي، إصابة 16 تلميذاً بجروح، إثر انهيار خزان للصرف الصحي كانوا يجلسون فوقه داخل إحدى مدارس محافظة الديوانية، وسط انتقادات لاستمرار إهمال البنى التحتية للمؤسسة التعليمية في البلاد.
ويعدّ الواقع الخدمي في أغلب مدارس العراق متردّياً جداً من ناحية البنى التحتية المتهالكة ونقص الخدمات والمستلزمات الضرورية، فضلا عن النقص الكبير بأعداد المدارس التي لا تستوعب أعداد الطلاب.
*هل غيرت الإجراءات الحكومية من واقع المحافظة؟
وفي تشرين الثاني 2022، أجرى
رئيس الوزراء محمد شياع السوداني زيارة إلى الديوانية، وترأس حينها اجتماعاً في مبنى المحافظة، خُصص لمناقشة الواقع الخدمي في المحافظة، بحضور وزراء الصحة والزراعة والمسؤولين المحليين.
وقال السوداني في كلمة له خلال الاجتماع إن "الديوانية تتصدر المحافظات في نسب الفقر والبطالة، وفي ضعف النشاط الاقتصادي على مختلف المستويات"، مشيرا الى ان "هذه المحافظة أعطت وضحّت، وقدمت قرابين من الشهداء والجرحى في مختلف المحطات التي مرت على البلد، كان آخرها الحرب على داعش".
وأشار السوداني إلى أن زيارته ليست "خاطفة" بل زيارة عمل، تهدف إلى استعراض المشاكل ووضع الحلول والاستماع إلى المبادرات والمقترحات والخروج بتوصيات.
ومضى بالقول، إن "هناك فريقاً يتابع التوصيات، وعلى أساس المتابعة يتم تقييم كل المعنيين، بدءاً من السيد المحافظ وانتهاءً بالمدراء ورؤساء الوحدات الإدارية وعموم الدوائر".
وتطرق السوداني إلى المشاريع الخدمية المتلكئة، وحث الوزراء والجهات المعنية على "متابعة واقع عمل الدوائر، وأن نضع الحلول ونذهب إلى تخصيصات المحافظة لنرى أين خصصت، والقطاعات المستفيدة منها".
وبعد أيام من زيارة السوداني إلى الديوانية، أمر بسحب يد محافظ الديوانية زهير علي الشعلان، وقال
المكتب الإعلامي للسوداني في بيان، ان " رئيس
مجلس الوزراء محمد شياع السوداني أصدر، أمراً بسحب يد محافظ الديوانية زهير علي الشعلان".
واضاف ان "ذلك جاء لوجود ملفات تحقيقية بحقه عن شبهات فساد إداري ومالي، يجري النظر بها من قبل المحاكم المختصة".
وأعلنت
هيئة النزاهة، في وقت سابق، صدور أمر استقدام بحق محافظ الديوانيَّة زهير علي الشعلان، على خلفيَّة خروقات وإضرار بالمال العام.
فيما كلف رئيس
مجلس الوزراء محمد
شياع السوداني، في آذار الماضي، ميثم الشهد محافظاً للديوانية، بدلاص عن الشعلان.