وفيما يلي تقرير مطول حول نجاحاته منذ توليه المنصب:
1. استعادة الاستقرار السياسي:
عند تولي السوداني السلطة، كان العراق يعاني من أزمة سياسية خانقة بعد أشهر من الاحتجاجات الشعبية وعدم القدرة على تشكيل حكومة مستقرة. من خلال سياسات الحوار الوطني والتوافق، استطاع السوداني التوصل إلى حل وسط بين القوى السياسية المتناحرة، ما مكنه من تشكيل حكومة توافقية تضم جميع التيارات السياسية الرئيسية.
كانت إحدى خطواته الرئيسية هي تحسين العلاقة بين الحكومة الاتحادية وحكومة إقليم كردستان، حيث تمكن من التفاوض على اتفاقيات حول تقاسم الموارد النفطية، مما خفف من التوترات المزمنة بين بغداد وأربيل.
2.مكافحة الفساد
قضية مكافحة الفساد كانت ولا تزال من أكثر القضايا تعقيدًا في العراق. السوداني وضع هذا الملف في صدارة أولوياته، حيث أطلق العديد من المبادرات لملاحقة الفاسدين واسترداد الأموال المنهوبة.
في تشرين الأول 2023، كشف السوداني عن خطة متكاملة لمكافحة الفساد تعتمد على تعزيز مؤسسات الرقابة والمحاسبة. وقد تم اعتقال عدد من الشخصيات المتورطة في ملفات فساد كبيرة، وأعيدت مئات الملايين من الدولارات إلى خزينة الدولة. كما أطلق السوداني حملات توعية لتعزيز ثقافة النزاهة في المؤسسات الحكومية.
3. تعزيز العلاقات الخارجية:
على صعيد السياسة الخارجية، نجح السوداني في تحسين علاقات العراق مع محيطه الإقليمي والدولي. تمكن من تحسين العلاقات مع دول الخليج، خاصة مع المملكة العربية السعودية والإمارات، ما أدى إلى توقيع العديد من الاتفاقيات الاقتصادية. كذلك، واصل السوداني تعزيز العلاقات مع إيران في إطار التعاون الاقتصادي والأمني، خاصة في مجال الطاقة والمياه.
أما على المستوى الدولي، فقد تمكن من توطيد العلاقات مع الولايات المتحدة وأوروبا. كان للعراق دور فعّال في محادثات الطاقة الدولية، خاصة بعد ارتفاع أسعار النفط، مما ساهم في تحسين موقعه كدولة ذات تأثير في السوق النفطية العالمية.
4. الإصلاح الاقتصادي والمالي:
ورث السوداني اقتصادًا يعاني من تداعيات انخفاض أسعار النفط، الفساد المالي، والبطالة المرتفعة. بفضل استقرار أسعار النفط والزيادة في الصادرات النفطية، تمكن العراق في ظل حكومة السوداني من تحقيق فائض مالي. استخدم هذا الفائض في تمويل مشاريع تنموية كبيرة في مجالات البنية التحتية، الصحة، والتعليم.
وأطلق السوداني أيضًا خطة طموحة لتنويع مصادر الاقتصاد العراقي من خلال دعم القطاع الزراعي والصناعي.
بالإضافة إلى ذلك، تم تفعيل المبادرات الحكومية لدعم الشركات الصغيرة والمتوسطة، ما ساهم في خلق فرص عمل جديدة للشباب وتخفيف العبء عن القطاع العام الذي يعاني من تضخم في أعداد الموظفين.
5. تحسين مستوى الخدمات العامة:
منذ تولي السوداني السلطة، تم التركيز على تحسين الخدمات العامة في البلاد. تم تخصيص ميزانيات كبيرة لإعادة بناء منظومات الكهرباء والمياه التي تضررت خلال سنوات الحرب والإهمال. كما تم تحسين البنية التحتية في مجالات النقل والطرق، وتوسيع شبكات الاتصال والإنترنت.
في قطاع الصحة، تم افتتاح مستشفيات جديدة وتوسيع المرافق الصحية الموجودة، مع التركيز على توفير الأدوية والمعدات الطبية الحديثة. كما أطلقت الحكومة حملات تطعيم موسعة ضد الأمراض المعدية.
6. الإصلاحات الاجتماعية وحقوق الإنسان:
على الرغم من التحديات الكبيرة التي يواجهها العراق في مجال حقوق الإنسان، استطاع السوداني إدخال بعض التحسينات في هذا الملف. أطلقت حكومته مبادرات لدعم حقوق المرأة وتعزيز دورها في المجتمع، إضافة إلى تحسين أوضاع الأقليات الدينية والعرقية.
وفي إطار تحسين الوضع الاجتماعي، ركزت الحكومة على برامج الحماية الاجتماعية لدعم الشرائح الفقيرة. تم زيادة مخصصات الدعم للفئات ذات الدخل المحدود، كما تم إطلاق برامج تدريبية للشباب لتحسين مهاراتهم وزيادة فرصهم في سوق العمل.
7. الأمن ومكافحة الإرهاب:
منذ عام 2017، تمكن العراق من تحرير معظم أراضيه من قبضة تنظيم "داعش"، لكن الخلايا الإرهابية ما زالت تشكل تهديدًا في بعض المناطق. تحت قيادة السوداني، تم تعزيز جهود مكافحة الإرهاب عبر توسيع التعاون الأمني مع التحالف الدولي والدول المجاورة.
واستطاعت قوات الأمن العراقية تنفيذ العديد من العمليات الناجحة ضد بقايا تنظيم داعش، مما قلل من وتيرة الهجمات الإرهابية بشكل كبير. وتم تعزيز التنسيق بين الأجهزة الأمنية العراقية، بما في ذلك الجيش والشرطة والحشد الشعبي.
8. البيئة والتنمية المستدامة:
في ظل التغيرات المناخية، يعاني العراق من تحديات بيئية كبيرة مثل التصحر وتلوث المياه. أدركت حكومة السوداني الحاجة إلى معالجة هذه المشكلات، حيث تم إطلاق مبادرات وطنية لتشجير المناطق المتضررة والتعاون مع دول الجوار لتحسين إدارة الموارد المائية، خاصة مع تركيا وإيران.
كما تبنت الحكومة برامج للطاقة المتجددة، حيث تم توقيع اتفاقيات لتطوير مشاريع الطاقة الشمسية والرياح، بهدف تقليل الاعتماد على الوقود الأحفوري وتحسين الوضع البيئي.
التحديات المستقبلية:
على الرغم من هذه النجاحات، لا تزال حكومة السوداني تواجه تحديات كبيرة. الفساد متجذر في العديد من المؤسسات، والإصلاحات الهيكلية في الاقتصاد تتطلب وقتًا طويلًا لتحقيق نتائج ملموسة. كما أن التوترات الإقليمية قد تؤثر على استقرار العراق، خصوصًا مع استمرار الصراعات في لبنان وغزة.
ويمكن القول إن محمد شياع السوداني نجح في تحقيق العديد من الإنجازات على مدار فترة حكمه القصيرة، لكنه يواجه تحديات كبيرة تتطلب منه مواصلة العمل الجاد لإحداث تغيير حقيقي ومستدام في العراق.