السومرية نيوز/
بغداد
أعلنت منظمة مراسلون بلا حدود، الخميس،
أن
العراق تراجع نحو 22 مرتبة في التصنيف العالمي للحريات خلال العام 2011،مشيرة إلى
أن اغتيالات الصحافيين وأعمال العنف التي مارستها
الأجهزة الأمنية ضدهم خلال
التظاهرات في بغداد وكردستان تعد من ابرز المؤشرات السلبية على الحريات الصحافية.
وقالت المنظمة التي تتخذ من
العاصمة الفرنسية
باريس مقر لها في تقريرها السنوي لعام 2011 وتلقت "السومرية
نيوز" نسخة منه، إن العراق خسر نحو 22 مرتبة في التصنيف العالمي لحرية
الصحافة خلال العام الماضي 2011،
موكدة أن "البلاد استعادة المرتبة 152 والتي
كان يشغلها عام 2001، بعد أن كان يشغل المرتبة 130 خلال العاميين الماضيين".
وأضافت المنظمة أن "اغتيالات
الصحافيين ولاسيما اغتيال الإعلامي هادي المهدي يعتبر نقطة فاصلة في تراجع الحريات
الصحافية التي تشهدها البلاد"، مشيرة إلى أن "تجدد موجة الاغتيالات للصحافيين
كانت السبب الرئيسي في تراجع العراق اكثر من 20 مرتبة في التصنيف العالمي
للحريات الصحفية".
وكان قد عثر، مساء الخميس 8 أيلول العام 2011، على الإعلامي
العراقي هادي المهدي مقتولا في بيته بمنطقة
الكرادة داخل وسط العاصمة بغداد، فيما
أكد عضو
مجلس محافظة بغداد محمد الربيعي أن الدلائل الأولية تشير إلى أن قاتل
المهدي هو أحد معارفه.
وتابعت المنظمة أن "استهداف
الصحافيين من قبل الأجهزة الأمنية خلال تغطية المظاهرات التي شهدتها بغداد ومدن إقليم
كردستان كان مؤشر آخر على تراجع مستوى الحريات الصحافية في العراق".
وكان وزير حقوق الانسان العراقي
محمد شياع
السوداني قال خلال مؤتمر صحافي عقده بمبنى الوزارة وحضرته "السومرية نيوز"،
أمس الأربعاء،( 25 كانون الثاني الحالي) أن "التحقيقات في قضية مقتل الصحافي
هادي المهدي تؤكد انها جريمة جنائية"، مبينا أن "هناك متهمين موقوفين
بالقضية من المقربين له.
وشهد العراق خلال العام الماضي 2011، لاسيما بعد الخامس والعشرين
من شباط، تظاهرات جابت أنحاء البلاد تطالب بالإصلاح والتغيير والقضاء على الفساد
المستشري في مفاصل الدولة، نظمها شباب من طلبة الجامعات ومثقفون مستقلون عبر مواقع
التواصل الاجتماعي في شبكة الإنترنت، في وقت لا تزال الدعوات تتصاعد للتظاهرات في
المحافظات كافة حتى تحقيق الخدمات بالكامل.
ويبلغ مجموع العاملين في الوسط الإعلامي الذين قتلوا في العراق منذ العام
2003 حتى عام 2011، إلى نحو 260 منهم 120 من العراقيين و19 صحافياً أجنبياً، فيما
أكدت جمعية حماية الصحافيين، ومقرها
نيويورك، أن 16 صحافياً سقطوا على أيدي القوات
الأميركية.
ويعد العراق واحداً من أخطر البلدان في ممارسة العمل الصحفي على مستوى
العالم، حيث شهد مقتل ما يزيد على 360 صحفيا وإعلاميا منذ الحرب الأميركية في عام
2003، فيما وثق
مرصد الحريات الصحفية أكثر من 160 حالة بحق الصحفيين في أنحاء
العراق، منها حوالي 60 انتهاكاً في
إقليم كردستان، منذ اندلاع الحركات الاحتجاجية
التي تطالب بالخدمات وإنهاء مظاهر الفساد الإداري والمالي خلال عام 2011.