النوجة.. تُعيد إحياء تقاليد الصيد النادرة في العراق

في خطوة تهدف الى إحياء تقاليد صيد الطيور الجارحة في العراق، شهدت جبال مكحول في محافظة صلاح الدين استخدام طريقة تقليدية في الصيد.

وتعرف هذه الطريقة باسم "النوجة" وهي متوارثة منذ أجيال، وتعتمد على الحيلة والصبر والتعاون بين الإنسان والطير.

كيف تعمل الطريقة

يقول سالم الحتحوت وهو صانع محتوى، في حديث لـ السومرية نيوز"، "هذه الطريقة متوارثة منذ أجيال، وتعتمد على الحيلة والصبر والتعاون بين الإنسان والطير وتبدأ الطريقة بحفر النوجة وهي حفرة صغيرة في الأرض يختبئ فيها الصيّادون بحيث لا يُرون من الأعلى"، مبينا انه وثق تجربة فعلية لهذه الطريقة بمجموعة صور رفقة الصيّاد أكرم الججاوي.

وأضاف "معهم غراب مدرب يُطلق عند رصد الطير الجارح، فيرتفع محلقًا وفي قدمه خصلة ريش، تبدو كأنها فريسة، ما يجذب الطير الجارح للنزول"، مردفا "في اللحظة المناسبة، تُستخدم حمامة حية لجذب الطير أكثر نحو نقطة الصفر، حيث تُنصب له شبكة محكمة تُسحب بخيط خفي لتوقعه في الفخ".

احترام الطبيعة
يقول الحتحوت إنهم "لا يحتجزون جميع الطيور التي يصيدونها بل يحرصون على إطلاق سراح الطيور التي لا تندرج ضمن الأنواع المطلوبة مثل الصقر الحر أو الشاهين، والتي تعتبر من أثمن أنواع الطيور الجارحة".

ويضيف "نحن نحب الطبيعة ونحترمها، ونوثق هذه المغامرات لنعرّف الناس على تراثنا وعلى الطرق القديمة التي كانت تُستخدم بذكاء وبدون إسراف".

رسالة من قلب الطبيعة
يرى الحتحوت أنه لا يقدم فقط مغامرات، بل ينشر رسالة بيئية ووطنية، تعكس جمال العراق.

ويلفت الحتحوت الى أن الرسالة تُشجع على الارتباط بالأرض والطبيعة، سواء من خلال الصيد التقليدي، أو عبر حملات زراعة الأشجار التي ينفذها في الجبال والمناطق الريفية.