السومرية نيوز/
كربلاء
كشفت صحة كربلاء، الأحد، عن إصابة شخص واحد من أهالي المحافظة يومياً بمرض
السل الرئوي، وفي حين حذرت من قصور في الثقافة الصحية لدى الكثير من المواطنين،
دعت المرضى للاهتمام بالعلاج خشية من تحوله إلى مرض مستعص.
وقال مدير العيادة الاستشارية للأمراض الصدرية والتنفسية في كربلاء د.عبد
الجليل كامل في حديث لـ"السومرية نيوز"، إن "ما بين 300 و350 شخصاً
على الأقل يصابون بالسل الرئوي في كربلاء سنوياً"، مشيراً إلى أن "هذه
النسبة من المصابين تعني أن شخصاً واحداً يصاب يوميا بهذا المرض".
وأضاف كامل أن "العلاج الخاص بالتدرن متوفر في العيادة الاستشارية
للأمراض التنفسية والصدرية"، محذراً من "قصور في الثقافة الطبية لدى
الكثير من المواطنين".
وأوضح مدير العيادة الاستشارية للأمراض الصدرية والتنفسية في كربلاء، أن
"المرض ينتشر في العادة بين أوساط الأحياء الفقيرة ويقابل بالإهمال من قبل من
يصابون به"، مبيناً أن "المرضى لا يسارعون إلى المراكز الطبية حال
شعورهم بأعراضه".
وأوضح كامل أن "هذا التردد في مراجعة الأطباء من قبل المصابين بالسل
الرئوي، يجعل منهم قنابل موقوتة تتنقل في أوساط المجتمع وتقوم بنقل المرض إلى
آخرين".
وكانت
وزارة الصحة العراقية أعلنت في آذار من العام 2011 الماضي، أن مرض
السل الرئوي، يقتل سنوياً نحو 4000 شخص، واعتبرت عدم مسارعة المصابين بأمراض
تنفسية بمراجعة المراكز الصحية سبباً رئيساً في تزايد الإصابة به.
وشدد كامل على ضرورة "إسراع الذين يشعرون باضطرابات في الجهاز
التنفسي، أو يصابون بأعراض غريبة مثل السعال والضعف العام وفقدان الشهية، بإجراء
الفحوصات الخاصة بمرض السل الرئوي"، لافتاً إلى أنه "كلما تم تشخيص
المرض بوقت مبكر كان ذلك أفضل للمريض والمجتمع".
وحذر كامل من "خطورة تحول المرض إلى مرض مستعص في حال لم يعر المصابون
ضوابط العلاج أهمية بالغة"، لافتا الى أنه "خلال ستة أشهر يمكن أن يشفى
المريض المستمر بتناول العلاج بانتظام".
ولفت كامل الى أن "جرثومة المرض تتحول إلى مرحلة متطورة لا تستجيب
للعلاج العادي في حال عدم التزام المريض بالعلاج، وحينذاك يتحول إلى مرض لا يمكن
علاجه، إلا بمدة أطول وبتكاليف مالية باهضة تصل إلى عشرات الملايين من
الدنانير".
يذكر أن
منظمة الصحة العالمية، أعلنت العام 2011 الماضي دعمها لوزارة
الصحة
العراقية في مساعيها للحد من انتشار مرض السل الرئوي، من خلال برنامج وطني لدحر
السل.
وكان
مدير البرنامج
الوطني لمكافحة التدرن الدكتور ظافر سلمان هاشم اكد، في آذار 2010، أن
العراق يحتل
المرتبة السابعة في منطقة الشرق الأوسط، والمرتبة الرابعة والأربعين في العالم في
انتشار مرض التدرن الرئوي بشكله الوبائي، مشيراً في الوقت نفسه إلى أن جهوداً
حثيثة تبذل في مجال اكتشاف الإصابة بالمرض ومعالجته.
وكانت
اللجنة الصحية
في
مجلس النواب أعلنت، في منتصف تشرين الأول 2010، عن وجود أكثر من 100 ألف مصاب
بالتدرن الرئوي في العراق، متهمة
وزارة الصحة بالتكتم على العدد الحقيقي للمصابين،
مضيفة أن نسبة تتراوح بين 10 و15 بالمائة من المرضى فارقوا الحياة.
ووصفت اللجنة الصحية
سبل مواجهة المرض في العراق بأنها متخلفة في ظل عدم وجود مستشفيات متخصصة لاستقبال
مرضى السل إلى حين إتمام علاجهم والتأكد من عدم تشكيليهم خطراً على الآخرين.
لكن
وزير الصحة السابق
صالح الحسناوي قال في حديث لـ"السومرية نيوز"، في 26 من تشرين الأول
2010، إن عدد المصابين بالتدرن الرئوي لم يتجاوز في العام 2009 سبعة آلاف شخص،
مبيناً أن نسبة شفاء المصابين تجاوزت الـ85 بالمائة.
وقد أعلن عن اكتشاف
العصية المسببة لمرض التدرن الرئوي (السل)، في 24 من آذار 1882، عن طريق د.روبرت
كوخ، وعد اكتشافه آنذاك ثورة في عالم الطب حيث مهد الطريق لتشخيص المرض وعلاجه.
وينتقل السل عن طريق
الهواء ويصيب أشخاصاً يعانون من ضعف في جهاز المناعة، فيما تشير الإحصاءات الدولية
إلى أن واحداً من كل ثلاثة أشخاص يحملون جرثومة المرض في أجسامهم أي نحو ملياري
شخص في العالم، غير أن هذه العصيات لا تنشط على مدى سنوات وعقود حتى يأتي يوم تضعف
فيه المناعة لأسباب مختلفة فتنشط ويصاب الفرد بالمرض، كما أن وجه الخطورة في
التدرن الرئوي يكمن في سهولة انتقاله من شخص إلى آخر عن طريق الهواء.