Alsumaria Tv

جدل واسع بعد اعتذار محافظ لمكون عراقي

2025-09-05 | 01:53
Alsumaria Tv https://www.alsumaria.tv/authors
جدل واسع بعد اعتذار محافظ لمكون عراقي

السومرية نيوز – محلي
أثار اعتذار محافظ نينوى للمكون الإيزيدي، بعد عبارة ارتبطت بالاستعاذة من الشيطان، جدلاً واسعاً في الأوساط السياسية والاجتماعية والإعلامية، إذ انقسمت ردود الأفعال بين من اعتبر الاعتذار موقفاً إيجابياً ونادراً في الساحة السياسية العراقية، وبين من رأى فيه تكريساً لسوء الفهم التاريخي تجاه الإيزيديين وربطهم بما لا يمتّ إلى عقيدتهم بصلة.

فيان دخيل
النائبة الإيزيدية فيان دخيل كانت في طليعة المعلّقين على الحادثة، إذ أعربت عن استغرابها من الاعتذار الذي قدّمه المحافظ، متسائلة "ما مبرر الاعتذار وما علاقة الإيزيديين بالشيطان؟".
وأضافت دخيل: "نحن الإيزيديون أول الموحدين بالله، والافتراءات التي تتحدث عن عبادتنا لغيره ليست سوى ذرائع استُخدمت عبر التاريخ لإبادتنا وتشريدنا".
صحفي ايزيدي
وأبدى الصحفي الإيزيدي سامان داود موقفاً أكثر تفصيلاً، قائلاً "الديانة الإيزيدية لا علاقة لها بالشيطان إطلاقاً، فهذا المفهوم أُدخل ضد الإيزيديين عبر قرون من سوء الفهم والعداء والتأويل الخاطئ للنصوص الدينية".
وأوضح داود أن "الإيزيديين يقدسون طاووس ملك كرمز للنور والطاعة لله، وليس كما يفسره الآخرون".
لكنه أشار إلى أن كلام محافظ نينوى "أدى إلى فتح باب خطابات الكراهية التي نحن في غنى عنها"، مضيفاً أن الاعتذار "خطوة نادرة في تاريخ السياسيين العراقيين، لكنه في الوقت نفسه أشعل جدلاً جديداً وكان من الأفضل تجنّبه من الأساس".
وتابع داود: "المشكلة الحقيقية ليست فقط في تصريح مسؤول، بل في غياب الوعي المجتمعي وسوء فهم العقائد. المطلوب اليوم وعي جماعي يرفض خطاب الكراهية ويعزز ثقافة التعايش".
من هم الإيزيديون؟
والإيزيديون جماعة دينية عرقية تتحدث غالبية أبنائها باللهجة الكرمانجية، ويتركز وجودهم في شمال العراق، خصوصاً في قضاء سنجار.
ويُعرفون بعبادتهم لله تحت اسم إيزدان، ويقدسون الملائكة وعلى رأسهم طاووس ملك ويتبنون فلسفة تقوم على وحدة الخير والشر كمظاهر مشيئة إلهية، ما يجعل مفهوم العصيان والشيطان غير موجود في عقيدتهم، كما يقدسون الظواهر الطبيعية كالشمس والقمر والماء والنار باعتبارها تجليات للخالق ولا يقبلون التحوّل إلى ديانتهم، إذ يشترط أن يولد الإنسان من أبوين إيزيديين ولا يملكون اليوم كتاباً مقدساً متكاملاً، بعدما ضاع كتاباهم "مصحف رش" و"الجلوة" خلال موجات الإبادة في العهد العثماني.
وتعرض الإيزيديون عام 2014 لإبادة جماعية على يد تنظيم داعش، خلّفت آلاف الضحايا والمخطوفين، وما زال ملف الناجيات والناجين مفتوحاً حتى الآن.
جدل ديني واجتماعي
الباحثون في الأديان يؤكدون أن الاتهام بعبادة الشيطان هو "إسقاط خارجي" ارتبط بالعداء التاريخي وسوء الفهم، إذ لا وجود لمفهوم الشيطان ككائن عاصٍ في النصوص الإيزيدية.
ويشير الباحث جندي إلى أن "طاووس ملك أحد أسماء الله في الديانة الإيزيدية، ويرتبط بآلهة قديمة مثل "آنو" عند السومريين و"فارونا" عند الهندوس، فيما يظل تقديس الشمس جزءاً من طقوسهم الروحية.
الموقف الإسلامي
من جانبه، قال أستاذ الشريعة في جامعة الأنبار مازن مزهر الحديثي إن "الإسلام كفل حياة طيبة لأهل الذمة جميعاً، بمن فيهم الإيزيديون، عملاً بالآية القرآنية {وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين}".
وأضاف أن "الإسلام نفى الإكراه في الدين"، مؤكداً أن "الإيزيديين مشمولون بالحماية والحقوق كغيرهم من المكوّنات".
وانتقد "بعض أعراف الإيزيدية مثل رفض قبول من يولد لأب غير إيزيدي"، واصفاً ذلك بأنه "نوع من الشوفينية والانغلاق".
قراءة في المشهد
ويرى مراقبون أن "الجهل بالعقائد المختلفة يفتح المجال أمام خطاب الكراهية والتأويلات المغلوطة".
ويؤكد آخرون أن "اعتذار المحافظ، رغم الجدل الذي أحدثه، قد يكون بداية لثقافة سياسية جديدة في العراق تقوم على مواجهة الأخطاء والاعتراف بها، وهو أمر نادر في المشهد العام".
والجدل الأخير حول اعتذار محافظ نينوى لم يكن مجرد سجال سياسي، بل أعاد فتح ملف طويل من سوء الفهم التاريخي للإيزيدية، وأبرز حاجة العراق إلى حوار جاد عن التعايش وقبول الآخر.
وبينما يرى البعض أن الاعتذار أنهى أزمة، يعتقد آخرون أنه زادها اشتعالاً.
لكن الثابت أن الإيزيديين، كمكوّن أصيل في العراق، يستحقون أن تُبنى المواقف تجاههم على المعرفة لا على الخرافات، وعلى الاحترام لا على خطاب الكراهية.
>> تابع قناة السومرية على  منصةX 
+A
-A
facebook
Twitter
Whatsapp
telegram
Messenger
telegram
Alsumaria Tv
أحدث الحلقات
من الأخير
Play
العسكري ينهر العمائم عن درب سافايا - من الأخير م٢ - حلقة ١٠٠ | الموسم 2
14:00 | 2025-12-14
Play
العسكري ينهر العمائم عن درب سافايا - من الأخير م٢ - حلقة ١٠٠ | الموسم 2
14:00 | 2025-12-14
نشرة أخبار السومرية
Play
نشرة ١٤ كانون الاول ٢٠٢٥ | 2025
12:45 | 2025-12-14
Play
نشرة ١٤ كانون الاول ٢٠٢٥ | 2025
12:45 | 2025-12-14
العراق في دقيقة
Play
العراق في دقيقة 14-12-2025 | 2025
12:30 | 2025-12-14
Play
العراق في دقيقة 14-12-2025 | 2025
12:30 | 2025-12-14
Live Talk
Play
العراق يعتلي منصات التتويج العالمية في كمال الأجسام - Live Talk - الحلقة ١٨٠ | 2025
10:30 | 2025-12-14
Play
العراق يعتلي منصات التتويج العالمية في كمال الأجسام - Live Talk - الحلقة ١٨٠ | 2025
10:30 | 2025-12-14
ناس وناس
Play
بغداد ساحة الوثبة - ناس وناس م٨ - الحلقة ١٧٧ | الموسم 8
04:00 | 2025-12-14
Play
بغداد ساحة الوثبة - ناس وناس م٨ - الحلقة ١٧٧ | الموسم 8
04:00 | 2025-12-14
عشرين
Play
رئاسة الوزراء بين تصريحات المبعوثين ومواصفات المرشحين - عشرين م٤ - الحلقة ٤٥ | الموسم 4
15:30 | 2025-12-13
Play
رئاسة الوزراء بين تصريحات المبعوثين ومواصفات المرشحين - عشرين م٤ - الحلقة ٤٥ | الموسم 4
15:30 | 2025-12-13
رحال
Play
قصر مهمل في كربلاء... ما قصته؟ - رحال م٦ - الحلقة ٢٦ | الموسم 6
13:30 | 2025-12-13
Play
قصر مهمل في كربلاء... ما قصته؟ - رحال م٦ - الحلقة ٢٦ | الموسم 6
13:30 | 2025-12-13
Biotic
Play
انخفاض كثافة العظام بعد الولادة - م٤ Biotic - الحلقة ٣٢ | الموسم 4
14:30 | 2025-12-12
Play
انخفاض كثافة العظام بعد الولادة - م٤ Biotic - الحلقة ٣٢ | الموسم 4
14:30 | 2025-12-12
حصاد السومرية
Play
واشنطن "يائسة" من ديمقراطية العراق - حصاد السومرية م٢ - حلقة ٣٦ | الموسم 2
13:30 | 2025-12-12
Play
واشنطن "يائسة" من ديمقراطية العراق - حصاد السومرية م٢ - حلقة ٣٦ | الموسم 2
13:30 | 2025-12-12
علناً
Play
الاطار التنسيقي ورئاسة الوزراء - علناً م٤ - الحلقة ٢٧ | الموسم 4
15:30 | 2025-12-11
Play
الاطار التنسيقي ورئاسة الوزراء - علناً م٤ - الحلقة ٢٧ | الموسم 4
15:30 | 2025-12-11
الأكثر مشاهدة
اخترنا لك
الضباب يشل مطار بغداد
01:06 | 2025-12-15
للتدخل الطارئ بحوادث الضباب.. الدفاع المدني ينتشر على طرق كربلاء (صور)
00:57 | 2025-12-15
ضباب يخفي وجه بغداد.. والمرور تشكل خلية أزمة
00:16 | 2025-12-15
البطاط يعلن استعداده لحل فصيله بشرط حل باقي الفصائل
14:03 | 2025-12-14
اجراءات محلية متلكئة لمعالجة ملوحة المياه في البصرة
14:00 | 2025-12-14
تحديثات جديدة.. امطار في هذه المناطق وموعد انتهاء الحالة الجوية
13:27 | 2025-12-14
إشترك بنشرتنا الاخبارية
انضم الى ملايين المتابعين
إشترك
حمل تطبيق السومرية
المصدر الأول لأخبار العراق
Alsumaria mobile app on Android Alsumaria mobile app on Android
Alsumaria mobile app on IOS Alsumaria mobile app on IOS
Alsumaria mobile app on huawei Alsumaria mobile app on huawei
إشترك بخدمة التلغرام
تحديثات مباشرة ويومية