ومنذ ذلك الحين، ولدت
السومرية لتكون صديقة العائلة العراقية وموضع ثقة واحترام لدى جمهور واسع داخل
العراق وخارجه.
واليوم، وبعد مرور واحد وعشرين عامًا على انطلاقتها، توقد
قناة السومرية شمعتها الحادية والعشرين، محتفية بمسيرة حافلة بالنجاحات والتحديات، لتثبت أنها واحدة من أبرز المؤسسات الإعلامية العراقية والعربية، وأكثرها تأثيرًا في صياغة الرأي العام ومواكبة الأحداث.
الانطلاقة في بيئة مليئة بالتحديات
لم يكن تأسيس قناة السومرية حدثا عابرا، بل جاء في وقت عصيب كانت فيه البلاد تمر بمرحلة انتقالية غير مسبوقة. فبعد العام 2003، غابت المنابر الإعلامية المستقلة والرصينة، وبرزت الحاجة إلى منصة تعتمد المهنية والحيادية وتخاطب جميع العراقيين دون تمييز.
مجموعة من الإعلاميين العراقيين المتخصصين، مدفوعين برغبة في تقديم إعلام مختلف، أسسوا القناة لتكون نموذجا جديدا يوازن بين نقل الحقيقة بدقة وبين الحفاظ على مصلحة
المجتمع العراقي. ومنذ لحظة ولادتها، تبنّت السومرية خطًّا تحريريًا واضحًا يقوم على الموضوعية والابتعاد عن الانحياز لأي طرف سياسي أو طائفي. وهذا ما أكسبها ثقة المتابعين، لتصبح قناة "البيت العراقي" بامتياز.
ومنذ الأيام الأولى لانطلاقتها، وضعت السومرية هدفا أساسيا أمامها: أن تكون قريبة من العائلة العراقية. ولهذا، لم تقتصر على تقديم نشرات الأخبار أو البرامج السياسية، بل تنوعت برامجها لتشمل مختلف جوانب الحياة، بدءًا من الأخبار ومرورًا بـ الحوارات السياسية، وصولًا إلى البرامج الثقافية والاجتماعية والترفيهية.
وفي النشرات الإخبارية تميزت بالموضوعية والتوازن، ناقلة الحدث المحلي والعالمي بعمق ودون تهويل. أما البرامج الحوارية فقد جمعت مختلف الأطراف، لتفتح باب النقاش حول قضايا مصيرية، ولتكون منصة لعرض الحلول لا لتأجيج الخلافات.
وبشأن الأعمال الدرامية التي قدمتها القناة كانت مرآة للواقع العراقي، عكست هموم الناس وقصصهم الحقيقية، وتركت بصمة في ذاكرة المشاهد. بينما حرصت البرامج الترفيهية والثقافية على أن تكون في متناول الأسرة العراقية، لتصنع توازنًا بين الجدية والمرح.
هذا التنوع جعل السومرية تحتل مكانة خاصة في قلوب العراقيين، إذ وجدوا فيها شاشة قريبة من تفاصيل حياتهم، تشاركهم أفراحهم وأحزانهم، وتقدم محتوى يناسب جميع أفراد العائلة.
شاهد السومرية أينما كنت عبر البث المباشر، اضغط
هنا.
على مدار عقدين من الزمن، لم يكن عمل الإعلام في العراق سهلًا. فقد مر البلد بأزمات سياسية وأمنية كبرى، من الاحتلال الأمريكي، إلى صعود التنظيمات الإرهابية مثل "داعش"، وصولًا إلى الصراعات السياسية والاحتجاجات الشعبية.
في كل هذه المحطات، كانت كاميرا السومرية حاضرة في الميدان، ناقلة صورة الحدث بدقة، ومقدمة تقارير متوازنة تعكس المعاناة والآمال على حد سواء.
لقد دفعت القناة ثمنًا باهظًا لتمسكها بالعمل الميداني؛ إذ تعرض العديد من مراسليها وصحفييها لمخاطر جسيمة، من تهديدات واعتقالات واستشهاد بعضهم أثناء أداء واجبهم. ومع ذلك، استمرت السومرية في أداء رسالتها، مؤكدة أن الحقيقة تستحق التضحية.
التحول إلى الإعلام الرقمي
مع التطور الكبير في وسائل الإعلام الرقمية، لم تتوقف السومرية عند البث التلفزيوني التقليدي، بل وسّعت حضورها ليشمل الإنترنت ومنصات التواصل الاجتماعي. إذ ان الموقع الإلكتروني للسومرية نيوز أصبح واحدًا من أبرز المواقع الإخبارية في العراق والعالم العربي، يقدم الأخبار العاجلة والتقارير المعمقة والتحليلات الموثوقة.
كما ان منصات التواصل الاجتماعي مثل
فيسبوك ويوتيوب وتويتر وإنستغرام تحولت إلى جسور للتفاعل المباشر مع الجمهور، حيث يتابع الملايين حسابات القناة ويشاركون محتواها. بينما سمح البث المباشر عبر الإنترنت للعراقيين في المهجر والجمهور العربي الأوسع بمتابعة القناة لحظة بلحظة.
بهذا، لم تعد السومرية مجرد قناة تلفزيونية، بل أصبحت مؤسسة إعلامية متعددة المنصات، تواكب العصر وتواكب جمهورها أينما كان.
حمّل تطبيق السومرية الآن، اضغط
هنا.
فيما لم تقتصر السومرية على الأخبار والبرامج السياسية، بل أولت اهتماما خاصا بالجانب التوعوي والاجتماعي. فقدمت برامج تناولت قضايا مثل: التعليم ودوره في بناء المستقبل. والصحة العامة ومشاكل النظام الصحي. وحقوق المرأة وتمكينها في المجتمع العراقي. والتنمية المستدامة والبيئة. وقصص النجاح والمبادرات الشبابية التي تبعث الأمل في نفوس العراقيين.
من خلال هذه البرامج، ساهمت السومرية في نشر ثقافة الوعي والتنمية، وعملت على تعزيز روح المواطنة والمسؤولية الاجتماعية، لتكون أكثر من مجرد شاشة ناقلة للخبر، بل منصة تسهم في بناء مجتمع مدني واعٍ وقوي.
حضور إقليمي ودولي
لم يقتصر تأثير السومرية على الساحة العراقية فحسب، بل تجاوز الحدود ليصل إلى العالم العربي والدولي. تغطياتها المتميزة، وبرامجها النوعية، جعلتها حاضرة في المشهد الإعلامي العربي، كما حصدت القناة ومؤسساتها العديد من الجوائز والتقديرات:
حصلت السومرية والسومرية نيوز على المركز الأول في أكثر من استفتاء محلي، مقارنة بمؤسسات إعلامية عراقية أخرى:
*نالت القناة ثلاث جوائز كأفضل إذاعة ووكالة وأداء إعلامي لعام 2018.
*في 2019، فازت بالمركز الثاني كأفضل قناة فضائية في استطلاع كلية الإمام الكاظم.
*في 2021 و2022، فازت وكالة السومرية نيوز وإذاعة سومر FM بجائزة أفضل وكالة وإذاعة في الاستطلاع السنوي لكلية الإعلام بجامعة بغداد.
*وفقًا لتصنيف حديث لموقع "فيد سبوت"، جاء موقع السومرية في المرتبة الرابعة عربيا ضمن أفضل 100 موقع إخباري عربي يوصى بمتابعته لعام 2024.
*كما فاز برنامج "الله بالخير"، وهو برنامج إنساني اجتماعي، بجائزة أفضل "برنامج إنساني" في موسم رمضان 2024 خلال مهرجان "الهلال الذهبي".
وهذه الإنجازات تعكس مكانة السومرية كمنصة إعلامية رائدة ذات حضور محلي وإقليمي ودولي.
مستقبل السومرية
مع بلوغها الحادية والعشرين، تقف السومرية على أعتاب مرحلة جديدة مليئة بالتحديات والفرص. فالمشهد الإعلامي العالمي يتغير بسرعة، والتكنولوجيا الرقمية تفرض واقعا جديدا، والمنافسة بين القنوات والمنصات الإعلامية تزداد حدة.
لكن السومرية، بفضل خبرتها الطويلة وكادرها المبدع، وضعت استراتيجية واضحة للمستقبل، تقوم على التطوير المستمر للتكنولوجيا المستخدمة في البث والإنتاج، وكذلك تعزيز المحتوى التفاعلي لزيادة التواصل مع الجمهور، والابتكار في البرامج لتلبية تطلعات المشاهد العراقي والعربي، بالإضافة الى الحفاظ على المهنية العالية والحيادية التي صنعت سمعتها.
إنها مسيرة متواصلة لإعلام رصين وهادف، يثبت أن الصحافة العراقية قادرة على الإبداع رغم الصعوبات.
منذ لحظة انطلاقتها في عام 2004 وحتى اليوم، أثبتت قناة السومرية أنها أكثر من مجرد وسيلة إعلامية، فهي شاهد على تحولات العراق السياسية والاجتماعية، وشريك في معركة الوعي والتنمية، وصوت محايد يعلو فوق الانقسامات.
وإطفاء الشمعة الحادية والعشرين ليس مجرد ذكرى سنوية، بل هو تتويج لمسيرة طويلة من العطاء والتضحيات والنجاحات، ورسالة بأن السومرية باقية في قلب المشهد الإعلامي العراقي والعربي والعالمي، بعزيمة أقوى ورؤية أوضح.
إنها قصة إصرار ونجاح، بدأت في العاصمة بغداد لتصل إلى كل بيت عراقي، وتُثبت أن الإعلام يمكن أن يكون جسرا للتواصل ومنبرا للحرية ورمزا للوحدة.
شاهد برامجكم المفضلة على قناة السومرية على اليوتيوب، اضغط
هنا.