وقال مدير العلاقات في
الهيئة العامة للمنافذ البرية والبحرية السورية مازن
علوش، في تصريح تابعته
السومرية نيوز، إن "وصول هذه الشحنة يؤكد عودة
سوريا إلى موقعها الطبيعي كممر تجاري ولوجستي رئيسي في المنطقة"، مشيراً إلى أن "المرافئ السورية، وعلى رأسها مرفأ طرطوس، أثبتت جاهزيتها العالية لاستقبال شحنات العبور بمختلف أنواعها، بما فيها الشحنات الحساسة كالمواشي الحية التي تتطلب إجراءات دقيقة من حيث الرعاية والتفريغ والنقل".
وأضاف علوش أن "الأقسام المعنية في المرفأ، من أمانة
الجمارك وقسم المخابر والجودة، نسّقت مسبقاً لضمان تطبيق جميع المعايير الدولية الخاصة بنقل الحيوانات الحية"، موضحاً أنه "بعد وصول الباخرة إلى المرفأ، أجريت الفحوصات البيطرية اللازمة للتأكد من سلامة العجول وخلوّها من الأمراض، ثم باشرت فرق العمل بعمليات التفريغ والنقل البري باتجاه الأراضي العراقية، وفق تسلسل منظم وآمن يضمن الحفاظ على صحة الحيوانات وسلامة الكوادر العاملة".
ورغم هذه التأكيدات، يثير خبر عبور العجول البرازيلية إلى
العراق من دون وضوح في آليات الرقابة العراقية موجة من الشكوك والقلق، خصوصاً بعد تسجيل حالات نفوق وانتشار أمراض وبائية بين المواشي العراقية قبل أشهر، حين تم الكشف عن دخول عجول مريضة إلى البلاد، يُعتقد أنها قدمت من دول
أمريكا الجنوبية عبر وسطاء إقليميين.
ويحذر خبراء الثروة الحيوانية في العراق من أن غياب التنسيق البيطري الصارم على الحدود قد يجعل البلاد عرضة لتسلل أمراض خطيرة كـ"الحمى القلاعية" و"الجلد العقدي"، والتي يمكن أن تلحق أضراراً جسيمة بالقطاع الزراعي والاقتصادي.
من جهته، أشار مصدر بيطري عراقي، فضّل عدم الكشف عن اسمه، إلى أن "العديد من شحنات العجول المستوردة لا تخضع للفحص الدقيق بل تدخل أحياناً عبر طرق مشكوك فيها"، موضحا ان "بعض تلك الشحنات تُهرّب أو تُستورد بأوراق فحص مزورة صادرة من دول العبور".
وأضاف المصدر أن "القلق يتضاعف عندما تكون الحيوانات من مناطق بعيدة كأمريكا اللاتينية، إذ إن رحلة النقل الطويلة قد تتسبب بإجهاد العجول وارتفاع احتمال إصابتها بأمراض تنفسية أو جلدية قبل وصولها إلى العراق".
ويطالب مختصون في مجال الطب البيطري والزراعة "بتشكيل لجنة تحقيق مشتركة من وزارتي الزراعة والداخلية وهيئة المنافذ الحدودية، للتأكد من سلامة هذه الشحنات وطرق دخولها"، مؤكدين أن "الرقابة الورقية لا تكفي، وأن العراق بحاجة إلى نظام تتبع إلكتروني لكل رأس ماشية يدخل أراضيه لضمان عدم انتقال الأمراض".
في المقابل، يرى مراقبون أن "الاعتماد المتزايد على الاستيراد الخارجي من العجول والماشية يعكس ضعف الإنتاج المحلي، ويكشف عن ثغرات في إدارة ملف الأمن الغذائي"، مؤكدين أن "تكرار دخول شحنات غير مفحوصة أو مريضة يهدد الثروة الحيوانية المحلية ويؤثر على أسعار اللحوم في الأسواق".
ومع توالي الشحنات القادمة من دول بعيدة دون إعلان رسمي عن تفاصيل فحصها داخل العراق، تبقى الأسئلة معلقة: من يراقب هذه العجول؟ وهل سيُسمح بدخولها للأسواق العراقية دون ضمانات بيطرية صارمة؟
سؤال ينتظر إجابة واضحة من الجهات المعنية قبل أن تتحول "العجول البرازيلية" إلى قنبلة صحية موقوتة تهدد الثروة الحيوانية في البلاد.