تفاصيل الهجوم والخسائر
أعلنت شركة دانة غاز، عن تعرض مستودع في حقل غاز كورمور بصاروخ الليلة الماضية. ذكرت "دانة غاز" في بيان أن الإنتاج قد توقف للسيطرة على الحريق، وأن الشركة على تواصل مع المسؤولين المحليين لمزيد من المتابعة.
وبحسب مصادر محلية، فإن طائرة مُسيَّرة استهدفت حقل كورمور للغاز في
إقليم كردستان ليلة الأربعاء، ما تسبب بـ"انقطاع إمدادات الغاز لمحطات الكهرباء". وتقول المصادر إن الهجوم أدى إلى توقف جزء من إنتاج الغاز المُجهَّز لمحطات الكهرباء، ما انعكس مباشرة على ساعات التجهيز في المحافظات.
كما أن استقرار التجهيز – بحسب المصادر – مرتبط بسرعة استكمال إصلاحات خط الغاز داخل الحقل، في وقت تُعاني فيه مناطق عديدة من ساعات تجهيز محدودة، الأمر الذي أثار استياءً شعبياً واسعاً، خاصة مع انخفاض درجات الحرارة خلال هذه الفترة.
وقالت وزارتا الموارد الطبيعية والكهرباء في بيان: "في الساعة (23:30) (20:30 ت.غ)، تعرَّضت منشأة حقل كورمور لهجوم بطائرة مُسيَّرة، ما أدى إلى انقطاع إمدادات الغاز بالكامل لمحطات الكهرباء".
وأكدتا العمل "بالتعاون مع شركة "دانة غاز" الإماراتية "على خط المتابعة والتحقيق في ملابسات الحادثة واستعادة الوضع الطبيعي". المسيَّرة "استهدفت خزانات الغاز"، ما أدّى إلى "انفجار كبير ثمّ حريق كبير".
من جانبها، أعلنت
قيادة العمليات المشتركة في بيان، أن حقل "خورمور" الغازي في
السليمانية تعرَّض عند الساعة الحادية عشرة والنصف من ليل الأربعاء (26 تشرين الثاني 2025) إلى استهداف، ما أدى إلى اندلاع حريق في إحدى الخزانات الرئيسة داخل الحقل، من دون تسجيل خسائر بشرية، مع التأكيد على أن الهجوم يمثّل "عملاً إرهابياً خطيراً" يستهدف مصالح العراقيين ويعرقل جهود ترسيخ الاستقرار الأمني والاقتصادي.
وأشارت القيادة إلى أن الاعتداء ستكون له آثار سلبية على المنظومة الكهربائية، خصوصاً في أربيل والسليمانية، بفعل تأثر إمدادات الغاز المُغذّية لمحطات توليد الطاقة، وما يترتب على ذلك من أضرار في موارد البلاد ومصادر الطاقة.
تلقى رئيس حكومة إقليم
كردستان مسرور
بارزاني، اليوم الخميس 27 تشرين الثاني (نوفمبر) 2025، اتصالاً هاتفياً من رئيس
مجلس الوزراء محمد شياع السوداني.
وخلال المكالمة الهاتفية، أدان
السوداني واستنكر بأشد العبارات الهجوم الذي استهدف حقل كورمور للغاز، عادّاً إياه هجوماً على
العراق بأكمله. كما تقرر تشكيل لجنة تحقيق مشتركة ستباشر مهامها في أقرب وقت، للكشف عن المنفذين وإلقاء القبض عليهم وتقديمهم للعدالة.
في المقابل، أعلنت وزارة الكهرباء الاتحادية، اليوم الخميس، عن فقدان 1200 ميغاواط نتيجة توقف حقل غاز كورمور في إقليم كردستان. ونقلت الوكالة الرسمية عن المتحدث باسم الوزارة، أحمد موسى، أن "منظومة
الطاقة الكهربائية خسرت 1200 ميغاواط بسبب توقف عقود شراء الطاقة من المحطات الاستثمارية في إقليم كردستان"، وأضاف أن "ذلك جاء نتيجة توقف حقل غاز كورمور".
وما تزال معظم مناطق محافظات إقليم كردستان، تعيش منذ ليلة أمس على وقع انقطاع واسع في التيار الكهربائي، عقب الهجوم الذي استهدف حقل كورمور الغازي في قضاء جمجمال، والذي يُعد المغذّي الرئيس لمحطات إنتاج الكهرباء في الإقليم.
وسبق أن ندد سياسيون ومسؤولون في كردستان بهجمات سابقة مُتفرِّقة على حقل كورمور. فمطلع شباط/فبراير، تعرَّض الحقل لهجوم بمسيَّرة لم يُسفر عن أضرار، وفي نهاية نيسان/أبريل 2024، قُتل أربعة عمّال بقصف من طائرة مُسيَّرة استهدف الحقل.
وفي شهري حزيران/يونيو وتموز/يوليو من العام الحالي، توالت هجمات عدّة إذ استهدفت مُسيَّرات مُفخَّخة بشكل أساسي حقول نفطية عدّة في إقليم كردستان، مُسبِّبةً أضراراً مادية كبيرة. ولم تُعلن أي جهة مسؤوليتها عن أي من تلك الهجمات.
ويُعدّ حقل كورمور للغاز أكبر حقل للغاز الطبيعي في العراق، تُقدَّر احتياطاته بـ 8 تريليون و200 مليار قدم مكعب. يقع الحقل الذي تبلغ مساحته 135 كيلومتراً مربعاً، في قضاء قادر كرم بمحافظة السليمانية، وتديره حكومة إقليم كردستان منذ عام 2003.
يُشرف على الحقل شركتا "دانة غاز" و "
الهلال" الإماراتيتان، وينتج أكثر من 450 مليون قدم مكعب من الغاز و22 ألف برميل من النفط يومياً.
ينتج الحقل 4200 ميغاواط من الكهرباء يومياً، منها 2800 ميغاواط تُرسل إلى إقليم كردستان والباقي إلى محافظتي كركوك والموصل. وينقل حقل كورمور الغاز الطبيعي عبر الأنابيب إلى محطتي توليد كهرباء جمجمال وأربيل، ويوفر 67% من كهرباء إقليم كردستان.
حتى لحظة إعداد هذا التقرير، تعمل فرق الصيانة على إصلاح شبكة الأنابيب المُتضرِّرة، فيما لم تُعلن بعد أي جهة مسؤوليتها عن الهجوم. ورغم الوعود الرسمية بإعادة الإمدادات سريعاً، إلا أن المخاوف من تكرار الهجمات تُلقي بظلال ثقيلة على مستقبل أمن الطاقة في الإقليم والعراق عموماً.
وبينما تتجه
الحكومة الاتحادية إلى حلول طارئة لتخفيف العجز بالتجهيز، يواجه المواطنون في كردستان واقعاً صعباً فرضته طائرة مُسيَّرة واحدة، أعادت مدناً كاملة إلى الظلام، وأعادت ملف أمن الطاقة إلى واجهة المشهد الأمني والسياسي من جديد.