السومرية نيوز/
كركوك
نظم اتحاد الأدباء في كركوك، السبت، احتفالية
لتكريم عميد أدبها المعاصر الراحل
جليل القيسي الذي يعد واحدا من ابرز أدباء
العراق
في العصر الحديث، فيما أكد مشاركون أنه يستحق التوقف
عنده وتحليل كتابته الأدبية، مطالبين بإقامة نصب تذكاري له تخليداً لذكراه باعتباره "حكواتي" المحافظة الوحيد.
وقال رئيس
الاتحاد محمد خضر في حديث لـ"السومرية
نيوز"، إن "كركوك ومثقفيها نظموا، اليوم، احتفالية لاستذكار وتكريم الأديب
الكبير الراحل جليل القيسي بالتزامن مع ذكرى تأسيس الحزب الشيوعي العراقي"،
مبينا أن "استذكار القيسي هو جزء من العرفان والوفاء لذكراه حيث يعتبر واحدا من
ابرز أدباء العراق في مجال كتابة القصة والمسرحيات".
وأضاف خضر أن "النزعة الأدبية التي يتميز
بها الأديب القيسي تكاد تكون منفردة من حيث التعامل الأدبي من مكونان القصة الأدبية
وربطها بواقعها التي دائما ما كان يعيشها الأديب في روايته وقصصه وحتى المسرحيات التي
يسطرها في خياله ويوضح فيها عامل البيئة والمجتمع في طرح موضوع أدبي وبأسلوب يكاد ينفرد
به".
وأوضح رئيس اتحاد أدباء كركوك أن "القيسي
عاش ما يقارب الثلاثين عاما في شرنقة العزلة التي لها قداسة غريبة إذا ما عرف الإنسان
كيف يتمدد على صليب معاناتها"، مشيراً إلى أن" العزلة تهب شحنات من القوة
الديناميكية شعور الإنسان في العزلة".
وأشار خضر إلى أن "حفل التكريم حضره حشد
من كبار مثقفي العراق منهم ناجح المعموري وجاسم عاصي وسعد عزيز عبد الصحاب وعقيل مهدي
وحسب الله يحيى وزهدي
الداودي والفنانة ازادوهي صموائيل وجرى خل الاحتفالية مناشقات
ادبية جرى التطرق فيها الى الاساليب التي كان يتبعها جليل القيسي في كتابة القصص والمسرحيات".
من جانبه، قال الأديب ناجح المعموري إن
"الراحل جليل القيسي يعتبر أحد الحالات الفريدة في الأدب العراقي، وأحد ابرز كتاب
القصة والمسرحيات"، لافتا إلى أن "العزلة التي انتهجها القيسي تقف وراءها
اجراءات النظام السابق بحقه".
وأوضح المعموري أن "الجميع يعي أن المثقف
العراقي عانى ما عانى من حيف وانعكس ذلك على عطائه الأدبي الثر وأسلوبه المميز في كتابة
القصة والمسرحية"، مؤكدا أنه "بحق عميد القصة والمسرحيات والاحتفاء به هو
جزء من الوفاء لما قدمه القيسي من عطاء ثر كبير".
وطالب المعموري "المسؤولين بضرورة بناء
نصب تذكاري كبير في إحدى ساحات كركوك عرفاناً من مثقفي المحافظة والعراق"،
لافتا إلى أن "هذا الأديب الكبير ترك أرثاً أدبيا في مجال القصة والمسرح العراقي
وهذا النصب سيكون وفاء من مدينة ارانجا (اسم مدينة كركوك في
العهد السومري)".
بدوره، قالت القاصة والشاعرة آمنة محمود إن
"القاص جليل القيسي يتميز بنوع من التأمل العميق بحثا عن عوالمه الغامضة وأسراره
التي تصطنع لها شفرات خاصة وأمكنة أكثر توهجا بالإنسان الحالم والمتمرد".
وبينت أن "هذا ما يمنح تجربة القيسي إغواءً ليس باتجاه الكشف عن الخصائص السردية
والبنيات الحكاية في كتاباته حسب بقدر ما يفضي الى الكشف عن
الزمن السياسي وارهاصاته واسئلته باعتبار ان القيسي جعل من هذا الزمن اطارا لكشف جوهر
القمع والاقصاء الذي يواجهه الانسان بحثا عن حريته ووجوده ".
وأضافت أن"
الاحتفاء بحكواتي مدينة ارانجا هو جزء من الوفاء لما قدمه القيسي الى الادب والثقافة
العراقية وهي
عرفان وتكريم من مثقفي كركوك والعراق الى حيث يرقد بسلام".
يذكر أن القيسي كان قد ولد في العام 1937 بمدينة
كركوك، ولكن ولادته الأدبية كانت مع مجموعته القصصية الأولى "صهيل المارة حول العالم"
التي صدرت عام (1969)، أما مجموعته القصصية الأخيرة فكانت "مملكة الانعكاسات الضوئية"
التي صدرت عام 1997.
ومن أهم كتابات القيسي القصصية إضافة إلى أول
مجموعة له وهي"صهيل المارة حول العالم"، قصص (الليل والطين) و(اسطوانة الزمن)
و(إذا فقد
الملح طعمه) و(أيام مثقوبة).
وأول عمل مسرحي للقيسي كان في عام 1971، وهو
مسرحية باسم (جيفارا عاد افتحوا الابواب)، وثاني عمل مسرحي له كان عام(1979) باسم
"شفاه حزينة"،ثم كتب عام(1988) مجموعته المسرحية "وداعا أيها الشعراء"،
فيما كان آخر عمل تركه القيسي هو مجموعة قصصية بعنوان "مملكة الانعكاسات الضوئية"
التي كتبها عام 1997.
ومن الجوائز التي نالها القيسي
جائزة أفضل كاتب
مسرحي في مهرجان السلام المسرحي، وجائزة العنقاء الذهبية للفنون وتكريم من قبل مؤسسة
الثقافة للجميع في العاصمة
بغداد.
وكان القيسي قد عانى من المرض في أيامه الأخيرة،
وقبل رحيله بتاريخ 27 تموز 2006 بعشرين يوما سافر إلى
تركيا حيث دخل احد المستشفيات وعولج
قبل أن يعود إلى مدينته التي احب..كركوك..ولكن صحته تدهورت فنقل إلى مستشفى ازادي العام
حيث رقد يومين ثم نقل إلى منزله ليموت على سريره ويطوي معه سفرا خالدا ورحلة عطاء ثرية
قدم فيها الكثير لمدينته كركوك والعراق وأقيمت مراسم عزائه في جامع
كركوك .