السومرية
نيوز/
البصرة
أزاحت الشركة
العامة للموانئ العراقية، الأحد، الستار عن تمثال مديرها السابق اللواء الركن مزهر
الشاوي خلال حفل حضره مسؤولون في الحكومة المحلية، فيما عزت إدارة الشركة عدم
تمكنها من تحقيق انجازات مثل الانجازات التي حققها الشاوي إلى محدودية صلاحياتها.
وقال مدير
عام
الشركة العامة للموانئ الكابتن البحري عمران راضي في حديث لـ"السومرية
نيوز"، إن "الشركة احتفلت، ليلة أمس، بإزاحة الستار عن تمثال مدير
الموانئ السابق اللواء الركن الراحل مزهر الشاوي"، مبيناً أن "التمثال
نصب على بعد أمتار من مقر الشركة في منطقة المعقل تخليداً لذكراه وتكريماً
وتثميناً لدوره الريادي في تطوير الموانئ".
وأضاف راضي أن
"الشاوي تولى إدارة الموانئ في مرحلة تأسيس الجمهورية العراقية، وكان الزعيم
عبد الكريم قاسم يسعى لنصرة الفقراء وانتشال الشعب من واقع مرير، بحيث انه سمح
للشاوي بالتصرف بإيرادات الموانئ كلها، ومنحه صلاحيات إدارية كبيرة، وتصرف الأخير
بحكمة وذكاء وأمانة حتى جعل الموانئ العراقية خلال خمس سنوات من أفضل الموانئ
التجارية في العالم"، مشيرا إلى أن "الأوضاع الآن تختلف عن السابق، ونحن
نسعى لتحقيق الأفضل".
من جانبه قال
المرشد الملاحي الأقدم في الشركة الكابتن البحري
كاظم فنجان في حديث
لـ"
السومرية نيوز"، خلال الحفل إن "الشاوي كان ومازال رمزاً
عراقياً من رموز العفة والإخلاص والنزاهة، وانجازاته تفرض نفسها على سكان البصرة
لغاية اليوم"، مؤكداً أن "الشاوي هو الذي ارتقى بموانئ
العراق إلى مستوى
العالمية، ووفر السكن المجاني لآلاف العمال وأسرهم، إلا أنه مات فقيراً".
وتضمن حفل
إزاحة الستار عن التمثال إطلاق ألعاب نارية في الهواء، وتكريم عدد من الربابنة
والمهندسين البحريين المتقاعدين الذين كانوا يعملون في الشركة عندما كان الشاوي
مديرها، وكانت في تلك الفترة تسمى "مصلحة الموانئ العراقية".
من جهته قال
منفذ التمثال الفنان علي
عاشور في حديث لـ"السومرية نيوز"، إن
"التمثال من مادة الكونكريت، ويتوسط مرساة كبيرة ومقود سفينة من طراز قديم،
وضعتا على منصتين حجريتين"، مبيناً أن "التمثال تأخر انجازه لان وزارة
النقل قررت التريث بنصبه، ما اضطرنا إلى إيقاف العمل لمدة شهر ونصف،
بعدها قررت
السماح لنا بإكمال المشروع الذي تكفلت بتمويله شركة (بصرة ماس) المحلية
للمقاولات".
وأكد عاشور
أن "البصرة لم تشهد إقامة تمثال شخصي بالحجم الاعتيادي منذ أكثر من عشرين
عاماً"، مضيفاً أن "المحافظة بحاجة ملحة إلى إنشاء تماثيل تخلد شخصيات
لها أثرها العميق في المجالات الفكرية والأدبية والعلمية".
بدوره قال محافظ
البصرة
خلف عبد الصمد الذي ترعرع في بيت يقع في منطقة المعقل التي يوجد فيها مقر
الشركة العامة للموانئ في حديث لـ"السومرية نيوز"، بعد انتهاء الحفل إنه
لما كان صغيراً في عهد الشاوي "كنت عندما أسير في شوارع المنطقة لا أرى
مطبات وحفر لكنها كثيرة حالياً، فيما كنت أشتم عطور الورود المنبعثة من
الحدائق
المنزلية والعامة أما الآن فتزكم أنوف المارة في بعض شوارع المعقل روائح
المجاري".
وأشار عبد
الصمد إلى أن "الإفراط في المركزية وعدم تخصيص إيرادات الموانئ لتطويرها هو
الذي يحول دون النهوض بها إلى المستوى الذي كانت عليه في زمن الراحل مزهر
الشاوي"، معتبراً أن "أموال المحافظة يجب ان لا تذهب نسبة منها الى
كردستان، وانما يفترض أن تخصص لاعمار البصرة لأنها تعاني من مشاكل كثيرة خلفها
البعثيون".
يشار إلى أن
مزهر
إسماعيل الشاوي ولد عام 1905 في قضاء
الحويجة (55 كم
جنوب غرب كركوك)، وهو من
قبيلة العبيد العربية، وتخرج برتبة ملازم ثان من الكلية الحربية في
بريطانيا في
العام 1929، وأكمل في العام 1937 دراسته العليا في كلية الأركان البريطانية، وشارك
كضابط مشاة في الحرب ضد
إسرائيل في العام 1948، وفي العام 1957 حصل على رتبة
(لواء) وأصبح معاوناً لرئيس أركان الجيش، كما انه كان أحد أعضاء تنظيم الضباط
الأحرار الذي أطاح بقيادة العميد عبد الكريم قاسم بالنظام الملكي في 14 يوليو
1958، وعين في نفس العام مديراً عاماً لمصلحة الموانئ، وحقق للموانئ إنجازات كثيرة
وكبيرة، وبنفس الوقت كان يهتم أشد الإهتمام بالعاملين فيها، فأمر ببناء مناطق
سكنية لهم ذات بنية خدمية متكاملة، كما قام بانشاء
حدائق ومنتزهات عامة وجوامع
ونواد ثقافية واجتماعية ومكتبات عامة ومسابح أولمبية، وبعد خمس سنوات قضاها في
منصبه اقيل نتيجة وصول البعثيين الى السلطة في انقلاب 8 شباط 1963، وفي العام 1984
توفي الشاوي في
بغداد.
يذكر أن الشركة العامة للموانئ هي من
أقدم المؤسسات الحكومية في العراق، إذ انها تأسست في العام 1919 باسم (سلطة
الموانئ العراقية)، وتم إفتتاح مقرها الحالي بمنطقة المعقل في العام 1931 بحضور
الملك فيصل الأول، وأعلن عنها كشركة عامة في العام 1997، ويعمل فيها حالياً أكثر
من عشرة آلاف موظف من بينهم ضباط بحريون، وتضم هيكليتها الإدارية عشرة أقسام
إدارية وفنية منها قسم المسافن والصناعات البحرية.