السومرية نيوز/
اربيل
"أنا اناضولي" هو عنوان المعرض الجديد للفنان التشكيلي التركي سعيد كلش، الذي اقامه بمدينة اربيل بالعراق وتناول في لوحاته الحضارات السومرية والآشورية وحضارات شعوب المنطقة الأخرى، وفيما عبر عن احتجاجه على قيام الحكومة التركية بإغراق مواقع مدن قديمة لإقامة السدود، أكد أنه يريد لفت انتباه سكان المنطقة إلى أن هذه السياسة تستهدف حضارات الشعوب غير التركية.
وقال الفنان التركي ذي الاصول الكردية في حديث لـ"السومرية نيوز"، متحدثا عن معرضه "ظهرت حضارات كثيرة في منطقة الاناضول ومنها الحضارات السومرية والآشورية وشعوب أخرى مثل الترك والكرد والارمن وغيرهم، وأردت أن أتناولها في لوحاتي".
وأضاف "كذلك عرضت باثنين من لوحات معرضي الحالي لماساة الانفال التي وقعت بكردستان العراق".
والمعرض هو الرابع والخمسين للفنان الذي يعيش في
اسطنبول، وسبق له أن طرح مواضيع جريئة تنتقد بشدة سياسة الحكومة التركية إزاء حضارات الشعوب غير التركية.
واكد الفنان أن "هناك سياسة تركية لطمر حضارات نشات في المنطقة ولا تمت بصلة للحضارة
التركية، وقد قمت في احد معارضي باحراق لوحاتي احتجاجا على غمر آثار حسن كيف بالمياه".،
وأوضح أن هناك "مدينة اسمها انتيك زيوكما وتقع في منطقة عنتاب بجنوب
شرق تركيا، وهي مدينة يونانية قديمة، وباتت الآن تحت المياه بفعل سد اقامته الحكومة التركية، وهي يريدون فعل الامر نفسه مع اثار حسن كيف".
وأشار كلش إلى ان "موقع السد الذي تريد
تركيا انشاءه قرب اثار حسن كيف، لو أبعد مسافة 200 متر فقط لما أغرقت المياه تلك الاثار، لكن اختيار الموقع متعمد، لاجل بناء سد لن يزيد عمره عن سنوات قليلة سيقومون بطمر حضارة عمرها مئات السنوات".
ولفت الفنان التشكيلي التركي "ارى انه من مسؤوليتي التطرق للحضارات التي
نشأت ببلدي، كذلك لمشاكله، ومعارضة سياسة تركيا واية دولة تقوم بايذاء شعوبها وحضارتهم"، مشيراً إلى انه "بسبب مواقفي منعت من الاشتراك في معارض فنية اقيمت بتركيا، وسجنت عدة ايام بعد ان طرحت في لوحاتي موضوع اثار حسن كيف".
وأكد الفنان سعيد كلش الى انه هدفه من اقامة معرضه في اربيل هو "نقل رسالة للاقليم مفادها ان الفن هو الذي يعبر عن حضارة والاهتمام به من اساسيات التطور والنهضة الحضارية"،
وبين كلش أن اقامته معرضه الجديد في اربيل الذي استمر عشرة ايام للفترة ( 21- 30 حزيران)، جاء كذلك بدافع "لفت انتباه السكان في المنطقة الى السياسة التركية التي تستهدف حضارات الشعوب غير التركية"، مشيراً إلى أن "الناس ربما يتغاضون او يتناسون هذه السياسة وأردت ان انبههم لذلك".
وتابع الفنان التركي بالقول "عشت الافكار التي رسمتها بمعرضي وكل معارضي، وهي استهداف الحضارات وتعايشت مع آثار ماساة الانفال التي استهدفت الكرد، لذا رسمت لوحات عنها، ولا استطيع ان ارسم فكرة لم اعشها او اتعايشها والا اصبحت تاجر لوحات".
ووضع الفنان لوحة رسمت بالاسود والاصفر في صدر بهو فندق
ديوان التركي الفاخر باربيل، حيث اقام كلش معرضه، وقال الفنان عنها "رسمتها بتكنيك خاص، رؤوس نسوة بكوفيات، تعكس حالة الحزن والرفض والعصيان والالم، تشعر من خلال اللوحة بما حصل للكرد وبشكل خاص للمراة الكردية خلال حملات الابادة التي سميت بالانفال".
واختتم حديثه "لدي مشروع فني كبير ستكون
كردستان مسرحها، سادعو عددا من الفنانين التشكيليين الكرد العام المقبل، سنقيم معرضا مشتركا كبيراً، هدفي من وراءه المساهمة بالتعريف بكردستان عبر الفن"، مضيفاً "هناك فن في المنطقة أريد ان اسلط الضوء عليه، فلا وجود لشعب من دون ان يكون له فنه المتميز".