السومرية نيوز/
كركوك
أقام
الحزب الشيوعي العراقي في كركوك، الأحد، معرضاً للكتب والفن التشكيلي تزامناً مع قرب حلول الذكرى 54 لثورة 14 تموز 1958، في حين انتقد ممثل إدارة المحافظة ومشاركون تهميش دور المثقف العراقي في الحياة العامة وعدم تلبية احتياجات المواطنين من الخدمات الأساسية.
وقال
سكرتير الحزب الشيوعي لجنة كركوك،
ريسان حسين، في حديث لـ"السومرية نيوز"، إن "الحزب نظم اليوم، معرضاً للكتاب وآخر للوحات التشكيلية لعدد من الأدباء والفنانين في كركوك تزامناً مع الذكرى الرابعة والخمسين لثورة 14 تموز 1958 التي اطاحت بالحكم الملكي وحولته إلى النظام الجمهوري"، مشيراً إلى أن "المعرض ضم أكثر من 500 عنوان".
وأضاف حسين، أن "المثقف العراقي يعيش الآن في شرنقة أفكاره ورئته الحبيسة بسبب الإهمال الواضح لدوره وغياب الدعم الحكومي لنشاطاته برغم العمق الحضاري والمعرفي الضارب في القدم للبلاد التي علمت الإنسانية الكتابة وتشريع القوانين"، بحسب تعبيره.
من جانبه قال معاون محافظ كركوك،
علي حمادي، في حديث لـ"السومرية نيوز"، إن "المعرض وعلى الرغم من بساطته يحمل الكثير من الدلالات ويؤكد أن هناك حركة يقودها المثقف العراقي لكسر حالة الرتابة والجمود الذي يطاله".
وأضاف أن "الحزب الشيوعي هو قائد الحركة الثقافية في
العراق لاسيما أن أعضاءه تعرضوا لأبشع صور التنكيل من قبل النظام السابق"، وفقا لقوله.
إلى ذلك أكد عضو الحزب الشيوعي شاكر خضر، في حديث لـ"السومرية نيوز"، إن "المثقف العراقي يعاني من التهميش من جراء انشغال الكتل السياسية بالأزمات عن معالجة شؤون المواطنين وتوفير الخدمات لهم".
وأشار خضر إلى أن "المعرض الذي أقامه الحزب اليوم، شمل العديد من الجوانب النقدية لما يجري في العراق من سجالات سياسية عقيمة من خلال تسخير فرشاة الفنان لإيصال رسالة واضحة للحكومة والسياسيين تؤكد على ضرورة التنبه لشؤون المواطنين وتلبية احتياجاتهم، كونه هو من أوصلهم إلى سدة الحكم".
ويعد الحزب الشيوعي العراقي من أقدم الأحزاب العراقية، إذ تأسس في عام 1934 وانتخب عاصم فليح كأول سكرتير للجنة المركزية ثم انتخب يوسف سلمان يوسف الملقب فهد، سكرتيرا للحزب في 1941 حتى إعدامه في 1949 من قبل النظام الملكي قبل اختيار سلام عادل لرئاسة
اللجنة المركزية من العام 1956 حتى مطلع عام 1963 الذي تم إعدامه فيه من قبل البعثيين بعد نجاح انقلابهم على
عبد الكريم قاسم في الثامن من شباط من العام نفسه.
وتحل في 14 من تموز ذكرى الانقلاب العسكري الذي أطاح بالحكم الملكي في العراق سنة 1958، والذي التي قامت به مجموعة من ضباط الجيش بقيادة الزعيم
عبد الكريم قاسم، وقضى فيها الملك فيصل الثاني، والعديد من أفراد أسرته وأركان حكمه، وأدت إلى القضاء على الإقطاع، وحولت نظام الحكم في العراق من ملكي إلى نظام جمهوري، لكن حكم هذه الانقلاب العسكري على السلطة أو
الثورة وفقا لتسمية أصحابها وأنصارها، لم يدم طويلاً حيث تم إنهائه بانقلاب عسكري آخر سنة 1963 وتم خلاله إعدام الزعيم قاسم.
يذكر أن مدينة كركوك، 250 كم شمال شرق العاصمة
بغداد، التي تضم خليطاً من العرب والكرد والتركمان والمسيحيين، شهدت خلال العامين الماضيين العديد من المهرجانات الثقافية والأدبية برعاية وزارتي الثقافة والتربية ووزارة الشباب والرياضة، الأمر الذي مهد لاختيار المدينة عاصمة للثقافة العراقية العام الماضي 2010.