السومرية نيوز/
كربلاء
طالبت
اللجنة الاقتصادية في
مجلس محافظة كربلاء،
الثلاثاء،
وزارة التجارة بالتدخل والسيطرة على أسعار السوق خلال شهر رمضان، مؤكدة أن العشرات من تجار المواد الغذائية في المحافظة تعهدوا بعدم رفع الأسعار خلال
هذا الشهر، فيما شكك مواطنون بجدوى الإجراءات التي اتخذتها اللجنة للحد من ارتفاع الأسعار.
وقال رئيس اللجنة
طارق الخيكاني في حديث لـ"السومرية نيوز"،
إن "أسواق المواد الغذائية في كربلاء شهدت خلال الأسبوعين الماضيين، ارتفاعا كبيرا
بأسعار المواد الغذائية، وهو أمر خطير بات يؤثر على محدودي الدخل" مطالبا وزارة التجارة بـ"التدخل ولعب دور نشط يحد من هيمنة القطاع الخاص على السوق
خلال شهر رمضان".
وأضاف الخيكاني أن "السلطات المحلية لا
يمكنها ضبط الأسعار"، معتبرا أن "ضبطها لا يتحقق بالقوة وإنما من خلال تدخل
حكومي في القطاع التجاري لا سيما من خلال وزارة التجارة".
وأوضح رئيس اللجنة الاقتصادية في
مجلس كربلاء
أن "اللجنة اجتمعت بعشرات تجار المواد الغذائية وطلبت منهم الحد من ارتفاع أسعار
المواد الغذائية ولاسيما خلال شهر رمضان"، مؤكدا أن "التجار وقعوا على تعهدات
خطية تمنعهم من رفع الأسعار أو إدخال مواد غذائية فاسدة إلى السوق لتصريفها استغلالا
لتزايد الطلب خلال الشهر".
وتابع الخيكاني أن "سياسة العرض والطلب
التي تقوم عليها السوق العراقية باتت تتسبب بمشاكل معيشية واقتصادية كبيرة للمواطنين"،
لافتا إلى أن "هناك عدد محدد من التجار ممن يوردون المواد الغذائية إلى
العراق،
وبإمكان هذا العدد أن يحتكر السوق ويقرر الأسعار وليس هناك منافسة حقيقية في النشاط
التجاري".
وأشار رئيس اللجنة الاقتصادية في مجلس كربلاء أن "أسواق
العراق ترتفع في مناسبات عديدة ومنها شهر رمضان وهذا يدلل على وجود خلل لابد على الدولة
من تداركه"، مشددا على ضرورة "التفكير جديا في دخول الدولة كمنافس في النشاط
التجاري لتكون معدلا ايجابيا في هذا النشاط يفرمل عند الحاجة الارتفاع بالأسعار".
من جانبهم شكا مواطنون من ارتفاع أسعار المواد
الغذائية مع اقتراب شهر رمضان متهمين التجار باستغلال الشهر المبارك لتحقيق أرباح مالية
على حسابهم، فيما شكك مواطنون آخرون بجدوى الإجراءات التي تتخذها الحكومة المحلية للحد
من ارتفاع الأسعار.
وقال المواطن جميل
حمدان، في حديث لـ"السومرية
نيوز"، إنه "ليس من المعقول أن يستغل التجار شهر رمضان لتحقيق أرباح على
حساب المواطنين البسطاء"، مضيفا أن "الأسعار ارتفعت بشكل مفاجئ مع اقتراب
الشهر".
واعتبر حمدان أن "هذا الارتفاع لا علاقة له
بقيمة الدولار أو بما يجري في
سوريا وغيرها من الدول الإقليمية"، مؤكدا أن "كل
المواد الغذائية مكدسة في مخازن التجار وعملية رفع أسعارها جاءت استجابة لزيادة الطلب
عليها".
فيما شكك المواطن حسين مصطفى في حديث لـ"السومرية
نيوز"، "في جدوى توقيع التجار على تعهدات بعدم رفع الأسعار"، مؤكدا
أنهم "لا يلتزمون بها ولا توجد قدرة للحكومة المحلية على محاسبتهم".
وأضاف مصطفى أن "المواطنين يدفعون ثمن الارتفاع
بالأسعار"، مشيرا إلى أن "الحكومة تتحدث كثيرا وتعمل قليلا، وإجراءاتها غائبة".
بدورهم أعرب عدد من التجار عن رفضهم للاتهامات
التي وجهها لهم مواطنون بكربلاء، وأكدوا أنهم لا يملكون التحكم بالسوق.
وقال تاجر المواد الغذائية
رزاق أبو طحين،
في حديث لـ"السومرية نيوز"، إن "التجار المحليين يتأثرون بالسوق ولا
يؤثرون فيه"، موضحا أن "هؤلاء التجار يعتمدون على آخرين كبار يستوردون البضائع
والسلع من خارج العراق".
وكان مجلس كربلاء حذر في حزيران الماضي، التجار
من رفع أسعار المواد الغذائية قبل شهر رمضان، وأكد أنه لن يسمح لهم باستغلال المواطنين
تحت أية ذريعة، وشدد على
لجنة الصحة بفرض إجراءات صارمة على التجار ممن ينقلون ويبيعون
المواد الغذائية خارج شروط السلامة.
يذكر أن اغلب الأسواق المحلية في المدن العراقية
تشهد سنوياً قبل حلول شهر رمضان زيادة ملموسة في أسعار المواد الغذائية بنسب متفاوتة
مما يشكل عبئاً مادياً لاسيما على الأسر محدودة الدخل، في حين تتباين مبررات التجار
بشأن أسباب رفع الأسعار برغم اتفاقهم على تحميل التجار الكبار مسؤولية ذلك واستغلالهم
زيادة الطلب على المواد الغذائية خلال رمضان لجني المزيد من الأموال.