السومرية نيوز/
بغداد
ثمن اتحاد علماء
المسلمين في
العراق وجماعة علماء العراق، الخميس، موقف
الحكومة العراقية من الأزمة
السورية واستقبال اللاجئين السوريين وايوائهم، وفي حين دعا السياسيين العراقيين لتجاوز
خلافاتهم والوقوف بوجه مؤامرات الدول الاقليمية ومنع تأجيج الفتنة الطائفية، أعرب عن تأييده مطالب شعبي
البحرين والحجاز العادلة واستنكاره المذابح الوحشية بحق المسلمين في مينمار.
وقال رئيس جماعة
علماء العراق في الجنوب، خالد
عبد الوهاب الملا، في بيان صدر اليوم، رداً عما دعاه
"مؤامرات قوى الاستكبار العالمية على أمتنا الإسلامية وما يجري من إحداث دموية
في المنطقة"، وتلقت "السومرية نيوز" نسخة منه، إن "ما يحدث من
ترويع وتخريب وسفك لدماء الشعبين السوري والعراقي على أيدي الإرهابيين والتكفيريين
وعملاء الموساد واضطهاد وقتل وتعذيب لأبناء الشعبين البحريني والحجازي في
المنطقة الشرقية
وغيرها من بلاد الحجاز، وتواصل نزيف شعب الأفغاني المظلوم والتصفية الدموية البشعة
لمسلمي مينمار يضع علماء
الإسلام الأعلام وأحرار الأمة الإسلامية أمام مسؤولية شرعية
وتاريخية لإظهار كلمة الحق في وجه الظلم والظالمين وردع الاستكبار الكافر واذنابه الماجورين".
وأضاف الملا، أن
"اتحاد علماء المسلمين في العراق وجماعة علماء العراق، يثمنان الموقف الإنساني
والأخلاقي للحكومة العراقية من الأزمة السورية وذلك باستقبال اللاجئين السوريين وايوائهم
وتأييد الاصلاحات والدعوة لتفعيل الحوار
الجدي بين الأطراف السورية كافة"، مشيراً
إلى أنهما "يشجبان الأعمال التخريبية وسفك دماء الأبرياء من أبناء الشعب السوري
ورفض أي تدخل عسكري أجنبي غربي إن كان أو إقليمي في الشأن السوري الداخلي، وعدم مصادرة
حق السوريين في اتخاذ قرارهم السياسي ورسم مستقبل بلدهم".
وكان رئيس الحكومة
العراقية،
نوري المالكي، وجه، في (23 من تموز الحالي)، باستقبال اللاجئين السوريين
على الأراضي العراقية وتقديم المساعدة لهم، كما قررت الحكومة العراقية، في (24 من تموز
الحالي)، بناء مخيمات في منفذي ربيعة والقائم، لاستقبال اللاجئين السوريين الذين هربوا
من الأحداث التي تشهدها بلادهم، وخصصت 50 مليار دينار لإغاثتهم ومساعدة العراقيين العائدين
بدورهم من
سوريا.
وأوضح الملا في
بيانه، أن "الاتحاد والجماعة يدعوان السياسيين العراقيين كافة لتجاوز الخلافات
وتغليب مصلحة البلاد العليا وعزل المكابرين والمتلاعبين بمصير البلاد"، مبيناً
أنهما "يشددان على ضرورة الوقوف أمام مؤامرات الدول الإقليمية وأجندتها الداخلية،
واحتواء تداعيات ما يحدث في سوريا على الداخل العراقي، والعمل على منع تأجيج الفتنة
الطائفية وتعطيل بناء العراق ومواجهة مجاميع الإرهاب ومن يقف وراءهم بكل قوة".
وتشهد الساحة السياسية
العراقية أزمة كبيرة هي الأخطر منذ انسحاب القوات الأميركية من العراق نهاية عام
2011 الماضي، تتمثل بتفاقم الخلاف بين ثلاث قوى رئيسة هي التحاف الكردستاني والقائمة
العراقية من جهة وائتلاف دولة القانون من جهة أخرى، قبل أن ينضم التيار الصدري للجانب
الأول الداعي لسحب الثقة عن حكومة
رئيس الوزراء نوري
المالكي، ولم تتمكن القوى السياسية
من احتواء تداعيات هذه الأزمة تماماً برغم المحاولات العديدة الرامية لذلك، ومن أبرزها
ورقة الإصلاح التي قدمها
التحالف الوطني الذي يضم دولة القانون.
وفي محور آخر من
بيانه، أعرب الملا، عن "تأييد اتحاد علماء المسلمين في العراق وجماعة علماء العراق
المطالب العادلة والحقوق الإنسانية للشعوب التي أقرتها القوانين والشريعة الإسلامية
ومنها المطالب العادلة لشعبي البحرين والحجاز"، مطالباً سلطات البلدين بضرورة
"رفع الحيف والاضطهاد عنهم وإيقاف مسلسل القتل واطلاق سراح سجناء الراي كافة".
وتشهد البحرين
منذ آذار من العام 2011 الماضي، تظاهرات حاشدة تطالب بتغيير النظام تحولت إلى صدامات
بين المتظاهرين والقوات الأمنية التي تساندها قوات درع الجزيرة، مما أسفر عن مقتل وإصابة
المئات من المتظاهرين، وإثارة حملة انتقادات عالمية لممارسات نظام الحكم هناك، في حين
تنتقد جهات عديدة سياسات النظام السعودي تجاه المنطقة الشرقية ذات الغالبية الشيعية.
وأبدى الملا
"استنكار الاتحاد والجماعة الشديد الإبادة الدموية والمذابح الوحشية للمسلمين
في مينمار"، مستغرباً من "صمت منظمات حقوق الإنسان الدولية عن هذه الانتهاكات
الصارخة لحقوق هذه الشعوب المغلوبة على أمرها".
وناشد اتحاد علماء
المسلمين في العراق وجماعة علماء العراق، بحسب البيان، الحكومات والمنظمات الإسلامية
والعربية "التحرك الفعلي لإيقاف نزيف الإبادة الجماعية ضد مسلمي مينمار".
يذكر أن عشرات
الآلاف من المسلمين في مينمار (بورما سابقاً)، تعرضوا للقتل أو التعذيب والاغتصاب،
على يد البوذيين بدعم قوات الأمن التي تعتبر مسلمي "الروهينجا" مواطنين غير
شرعيين، منذ حزيران المنصرم في ظل حالة من التعتيم والغموض الذي يسود هذه الدولة الآسيوية،
وقد أكدت
منظمة العفو الدولية ذلك.
وفي محور ثالث
من البيان، أوضح الملا، أن "الاتحاد والجماعة يدعوان الحركات المسلحة في الصومال
إلى وقف نزيف الاقتتال الذي سفك دمائهم، وأضعف قواهم واضر بقضيتهم ولم يخدم الشعب الصومالي"،
لافتاً إلى أن "التقاتل بينهم لم يبن دولتهم، لذلك عليهم أن يسلكوا طريق الحوار".
وخلص رئيس جماعة
علماء العراق في الجنوب، خالد عبد الوهاب الملا، في بيانه إلى "مطالبة المسلمين
المتواجدين في ساحات الدعوة والعمل والثوار الأحرار كافة في بلدان التغيير العربي والإسلامي
لأن يحذروا مؤامرات الاستكبار الغربي وعملاءه من اختطاف ثوراتهم وتحريف مسارها وإعادة
تأهيل الأنظمة الفاسدة التي سقطت على أيديهم"، مؤكداً على ضرورة أن "تبقى
فلسطين بمقدساتها وأرضها وشعبها محورهم المبدئي".
يذكر أن العديد
من
الدول العربية شهدت حركة احتجاجات واسعة النطاق ضد الفساد والسياسات التي تنتهجها
أنظمة الحكم فيها، منذ الربع الرابع من عام 2010 الماضي، مما أدى (حتى الآن) إلى الإطاحة
برؤساء تونس، مصر، ليبيا واليمن، في ظاهرة أطلق عليها تسمية "الربيع العربي".