السومرية نيوز/
البصرة
أبدى مواطنون في
محافظة البصرة، الاربعاء، امتعاضهم من افتتاح
أجنحة خاصة في
المستشفيات العامة يحق لمن يرغب تلقي العلاج فيها مقابل اجور مقاربة
للاجور التي تفرضها المستشفيات الأهلية، فيما دافعت
لجنة الصحة النيابية عن الاجراء،
واعتبرته خطوة للضغط على المستشفيات الأهلية لتقليل الاجور المرتفعة التي تفرضها
على المرضى.
وقال المواطن راضي
عبد الحسين في حديث
لـ"السومرية نيوز"، إن "المفاجأة كانت كبيرة عندما طلبت مني إدارة
مستشفى عتبة
بن غزوان للأطفال والولادة دفع مبلغ مقداره 300 ألف دينار مقابل رقود
زوجتي في المستشفى لمدة ثلاثة أيام من دون إجراء أية عملية لها"، مبيناً أن
"المبلغ حصلوا عليه بذريعة انها رقدت في جناح خاص".
واعتبر عبد الحسين أن "تنفيذ
مشاريع من هذا النوع داخل المستشفيات التابعة للدولة يعد تعدياً على حقوق
المواطنين".
بدوره، قال مواطن آخرى يدعى صباح صلاح في
حديث لـ"السومرية نيوز"، إن "عملية جراحية صغرى أجريت لابنتي في
مستشفى الشفاء العام كلفت نحو 200 ألف دينار"، موضحاً أن "إدارة المستشفى
خيرتنا ما بين رقودها في جناح عام أو خاص مع تأكيدها على أن الأخير أحسن من العام
ويحضى فيه المريض برعاية أفضل".
وأكد صلاح أن "المستشفيات العامة يفترض
أن تقدم خدماتها مجاناً للمرضى، أو مقابل اجور رمزية"، مضيفاً أن "وجود
صالات خاصة وعامة داخل المستشفيات الحكومية يشكل إحراجاً للمواطنين الفقراء، ويعد
انتهاكاً لكرامتهم".
وتابع صلاح أن "هذا يؤكد وجود تمييز بين المواطنين في تقديم الخدمات، فمن
يدفع أكثر في مستشفى عام يحصل على خدمات أفضل"، ثم استدرك متسائلا "فأية
مستشفيات هذه؟"، حسب قوله.
من جانبه قال مدير منظمة أطفال
الرافدين الإنسانية مكي
التميمي إن "وجود أجنحة خاصة وعامة في المستشفيات العامة يثير التعجب
والاستغراب لان تلك المستشفيات ممولة من المال العام".
وأوضح التميمي في حديث لـ"السومرية
نيوز"، أن "المرضى الذين يلجأون الى المستشفيات العامة لو كان وضعهم
الاقتصادي جيداً لقصدوا بدلاً عنها المستشفيات الأهلية لان خدماتها أفضل"، داعيا إلى "التحقيق في هذه القضية لعلاقتها بصحة وكرامة المواطنين، ومعاقبة المسؤولين
عن إفتتاح تلك الأجنحة، فضلاً عن مكافحة المظاهر السلبية الكثيرة في المستشفيات
العامة".
وفيما امتنع رئيس لجنة
الصحة في مجلس
المحافظة منصور
الموسوي عن الحديث، قال عضو لجنة الصحة والبيئة النيابية جواد
البزوني في حديث لـ"السومرية نيوز"، إن "الأجنحة الخاصة داخل
المستشفيات العامة ليست ظاهرة جديدة، وانما كانت موجودة قبل عام 2003"،
مبيناً أن "وجودها يهدف الى خلق حالة من التنافس بين المستشفيات العامة
والأهلية لدفع الأخيرة الى تخفيض الاجور الثقيلة التي تفرضها على المرضى".
وشدد البزوني على "عدم وجود تمييز في
التعامل مع المرضى الذين يرقدون في الأجنحة الخاصة والعامة"، مؤكداً أن
"الأجنحة الخاصة وجدت لميسوري الحال الذين باستطاعتهم دفع مبالغ إضافية".
وأشار البزوني إلى أن "الأموال التي تحصل عليها المستشفيات العامة من المستفيدين من
أجنحتها الخاصة تخصص كلها لتطوير المستشفيات وتحسين خدماتها".
يذكر أن محافظة البصرة، نحو 590 كم جنوب العاصمة
بغداد، والتي يعيش فيها أكثر من ثلاثة
ملايين نسمة، يوجد فيها ما لا يقل عن خمسة مستشفيات أهلية صغيرة، بحيث ان بعضها
تشغل مبان مصممة كدور سكنية، كما تحتوي على 14
مستشفى حكومي، هي الموانئ والجمهوري (البصرة العام)
وعتبة بن
غزوان والصدر التعليمي والفيحاء والقرنة والمدينة والفاو وأم قصر والزبير وأبي الخصيب
والشفاء، وأحدثها مستشفى الطفل التخصصي الذي أنجز بدعم خارجي، فيما تعتزم
الحكومة المحلية بناء عدد من المستشفيات العامة والمراكز الطبية التخصصية بتمويل
من موازنة المحافظة.