السومرية
نيوز/
البصرة
أعلن مركز
علوم البحار التابع لجامعة البصرة، الاثنين، عن قرب مباشرته بإنشاء متحف للتراث
الإنساني ومحطة دولية لأبحاث بيئة الأهوار في مرسى سياحي للزوارق أنشأته وزارة
الموارد المائية بكلفة ستة مليارات دينار في منطقة متاخمة للأهوار.
وقال مدير
مركز علوم البحار الدكتور مالك حسن علي في حديث لـ"السومرية نيوز"، إن
"المركز يتأهب للمباشرة بإنشاء محطة علمية دولية لأبحاث بيئة الأهوار في مرسى
سياحي للزوارق يقع في ناحية
الهارثة المتاخمة للأهوار"، مبيناً أن "مجلس
المحافظة قام اليوم بتسليم المرسى إلى المركز لغرض إنشاء المحطة، فضلاً عن متحف
يعنى بالتراث الإنساني لسكان الأهوار".
ولفت مدير
المركز إلى أن "
المحطة الدولية ستجهز بمختبرات علمية حديثة، ومن المؤمل أن
تستقبل الكثير من الباحثين العراقيين والأجانب"، موضحاً أن "الكثير من
الجامعات الأجنبية ترغب بإجراء دراسات وبحوث تخص بيئة الأهوار"، مضيفاً أن
"المركز سوف يسعى لتعريف العالم بأهوار
العراق على المستويين العلمي والاجتماعي
من خلال المحطة والمتحف".
من جانبها،
قالت رئيس
لجنة السياحة والآثار في مجلس المحافظة
زهرة البجاري في حديث
لـ"السومرية نيوز"، إن "المجلس سيحرص على عدم فقدان المرسى لمكانته
السياحية، ولهذا إشترط المجلس على مركز علوم البحار عند تسليمه المرسى السماح
للزائرين العراقيين والأجانب بدخوله مجاناً لأغراض السياحة"، مؤكدة أن
"مناطق الأهوار بحاجة إلى وجود محطة للأبحاث العلمية، إضافة إلى متحف للتراث
الإنساني والطبيعي".
وأشارت
البجاري إلى أن "موقع المرسى سيكون بعد افتتاح المتحف معلماً سياحياً بارزاً،
كما سيتحول إلى صرح علمي ينطوي على أهمية عالمية عند إنشاء محطة الأبحاث"،
مبينة أن "المرسى يتميز بموقع فريد من نوعه، إذ انه لا يبعد كثيراً عن مركز
مدينة البصرة، وفي نفس الوقت يقع ضمن نطاق الأهوار، بحيث يمكن الانطلاق منه
بالزوارق الى قلب الأهوار".
يشار الى أن
المرسى السياحي الذي يقع ضمن منطقة المنذوري في الطرف الشمالي لناحية الهارثة، نحو
20 كم شمال مدينة البصرة، أنشأته
وزارة الموارد المائية في العام الماضي في محاولة
منها لجذب السياح الى مناطق الأهوار، ولم يفتتح المرسى بعد إنجازه، وانما إستفادت
منه قوات الجيش في تنفيذ ثلاث مناورات تدريبية استخدمت فيها دبابات وطائرات مروحية
ومدافع هاون وقاذفات صاروخية، ويتكون المرسى من قاعة للإجتماعات والمؤتمرات وحدائق
ومجموعة من الغرف، علاوة على أرصفة لرسو الزوارق، ويحاكي المرسى في تصميمه الأكواخ
المصنوعة من القصب والطين، والتي يعيش فيها سكان الأهوار منذ آلاف السنين.
وكانت مناطق الأهوار خلال العقدين السادس والسابع من
القرن الماضي يزورها سنوياً مئات
السياح العرب والأجانب، إلا أن الواقع السياحي في الأهوار تدهور بشدة خلال
الحرب العراقية الإيرانية (1980-1988)، لينهار بالكامل خلال التسعينات، وهي
المرحلة التي شهدت قيام نظام الحكم السابق
بتجفيف مساحات واسعة من الأهوار وتهجير الكثير من سكانها الذين يعرفون محلياً
بـ"المعدان"، وغالبيتهم يعتمدون في معيشتهم على الزراعة وصيد الأسماك والطيور المهاجرة وتربية الجواميس.
يذكر أن محافظة البصرة، نحو 590 كم
جنوب بغداد، تتميز بتنوعها الجغرافي، حيث توجد
مناطق الأهوار في أطرافها الشمالية، فيما تضم الأجزاء الغربية منها مناطق صحراوية،
كما أنها تطل على
شمال الخليج من أقصى جنوبها، وتحديداً عند منطقة "رأس
البيشه" التي ربما تعني رأس
الشيطان باللغة
السريانية الآرامية القديمة، وقد أوجد التنوع الجغرافي في المحافظة حالة من التنوع الإحيائي الفريد من نوعه على مستوى المنطقة.