السومرية نيوز/ البصرة
أعلنت مديرية الموارد المائية في البصرة، الثلاثاء، انخفاض التراكيز الملحية في مياه شط العرب بفارق كبير نتيجة للأمطار التي هطلت على معظم المحافظات خلال الأيام الماضية، فيما استبعدت حدوث موجة فيضانية في ظل قدرة الأهوار على استيعاب المياه الفائضة عن الحاجة.
وقال مدير المديرية علاء الدين طاهر في حديث لـ"السومرية نيوز"، إن "الأمطار الغزيرة التي هطلت على البصرة ومعظم المحافظات في الأيام الماضية أدت الى تدني نسب التراكيز الملحية في مياه شط العرب وعشرات الأنهار التي تنبع منه"، مبيناً أن "الإيرادات المائية التي تغذي شط العرب إرتفعت اليوم عند ناظم قلعة صالح الى 71 متراً مكعباً في الثانية، بعد أن كانت حتى بداية الشهر الحالي أقل من نصف هذه الكمية".
ولفت طاهر الى أن "السيطرة على ظاهرة ملوحة مياه شط العرب تتطلب رفده بانتظام بإيرادات مائية لا تقل كميتها عن 50 متراً مكعباً في الثانية"، مضيفاً أن "تراجع نسب الملوحة في الآونة الأخيرة تزامن مع إرتفاع منسوب مياه الشط".
وأشار طاهر الى أن "المديرية لا تستبعد هطول المزيد من الأمطار الغزيرة خلال فصل الشتاء الحالي، إلا أنها لا تنذر بموجة فيضانية"، موضحاً أن "مناطق الأهوار هي عبارة عن خزانات طبيعية ضخمة للمياه، وبالتالي يمكننا توجيه المياه الفائضة عن الحاجة باتجاهها عند الضرورة، كما أن المديرية في طور تنفيذ حملة لصيانة وتمتين السدود الفيضانية".
وأكد مدير الموارد المائية أن "وفرة الأمطار خلال فصل الشتاء الحالي ستنعكس بشكل إيجابي على الواقع الزراعي خلال فصل الصيف القادم".
يشار إلى أن محافظة البصرة، نحو 590 كم جنوب بغداد، تتعرض منذ عام 2007 إلى شح حاد في المياه الصالحة للري بسبب ظاهرة طبيعية كانت تعتبر نادرة الحدوث، وهي تقدم اللسان الملحي (الجبهة الملحية) القادم من الخليج في مجرى شط العرب نتيجة قلة الإيرادات المائية الوافدة من دجلة والفرات وقطع إيران لمياه نهر الكارون الذي ينبع داخل أراضيها، علاوة على قلة الأمطار في المواسم السابقة، حتى بلغت قبل ثلاثة أشهر نسبة التراكيز الملحية الذائبة (TDS) في مياه شط العرب الذي تروى منه معظم الأراضي الزراعية في المحافظة أكثر من أربعة آلاف جزء بالمليون بالقرب من مركز المحافظة، في حين المياه الصالحة للري يفترض أن لا تزيد ملوحتها عن 2500 جزء بالمليون.
وتعد أقضية الفاو وأبي الخصيب (جنوباً) وشط العرب (شرقاً) أكثر المناطق تضرراً من تلك الظاهرة، حيث جفت فيها العشرات من بحيرات تربية الأسماك، ونفقت الكثير من الحيوانات الحقلية، كما تراجع إنتاج النخيل من التمور، وهلكت معظم بساتين الحناء، بحيث أصيب الواقع الزراعي بشلل شبه تام.
يذكر أن الخطة الإستراتيجية لتنمية محافظة البصرة التي شرعت بتطبيقها الحكومة المحلية خلال العام الماضي 2011 وتمتد لغاية عام 2015 تفيد بأن البصرة تمتلك ما لا يقل عن 800 ألف دونم من الأراضي الصالحة للزراعة، وتشكل هذه المساحة نحو 10% من إجمالي مساحة المحافظة، فيما يبلغ المستغل من تلك المساحة 500 ألف دونم، وأكدت الخطة التي ساهمت بإعدادها منظمة الأمم المتحدة أن من أبرز التهديدات التي يواجهها الواقع الزراعي "زيادة ملوحة مياه شط العرب مع تزايد تهديد تقدم اللسان الملحي".
وكانت شركة إستشارية إيطالية دعت في دراسة أعدتها لصالح وزارة الموارد المائية إلى إنشاء سد على شط العرب للقضاء على ظاهرة ملوحة مياهه، واقترحت الدراسة ثلاثة مواقع للسد، ألأول عند مدخل الشط في قضاء الفاو، والثاني قرب ميناء أبو فلوس في قضاء أبي الخصيب، والثالث في منطقة كتيبان الواقعة شمال شرق البصرة، واعتبرت الشركة أن الموقع الأخير هو الأنسب في ضوء اعتبارات سياسية واقتصادية وبيئية.