السومرية نيوز/
ديالى
بعد انتهاء يوم انتخابي لمجالس المحافظات، ومع ساعات الصباح الأولى، بدأ فقراء
بعقوبة جولة تنافس للظفر بغنائم الانتخابات المحلية في أطراف مدينتهم والمتمثلة بصور المرشحين ولافتاتهم الدعائية، فيما قدرت مؤسسة مدنية ما صرف على الحملة الانتخابية بخمسة مليارات دينار.
ويقول محمد نعمان، في حديث لـ"
السومرية نيوز"، وهو يمسك معول ويقف على جانب طريق رئيس قرب منطقة حي المعلمين، (6 كم غرب بعقوبة) وعلى مقربة من بوستر انتخابي كبير لأحد مرشحي
مجلس ديالى "هذه غنائم الانتخابات نسعى اليوم إلى حصادها فهي تمثل مصدر رزق لنا وتسد حاجتنا لبعض الوقت".
ويؤكد محمد، وهو شاب يبلغ من العمر 25 عاماً ويملك عربة خشبية يقودها حصان منهك، "نسعى للحصول على الألواح الحديدية التي ترتكز عليها بوسترات الناخبين لان أسعارها غالية ويمكن بيعها الى ورش الحدادة لإعادة استخدامها في أمور أخرى".
أما احمد وادي، وهو شاب يبلغ من العمر 30 عاماً، فقد نظم حملة مع إخوته الثلاث من اجل رفع اكبر عدد ممكن من البوسترات الانتخابية قرب منطقة العثمانية، (12 كم
جنوب غرب بعقوبة)، وهو يؤكد أنه "يعمل منذ مساء أمس في رفع البوسترات".
ويضيف وادي، وهو رب أسرة فقيرة تتألف من خمسة أشخاص، في حديث لـ"السومرية نيوز"، أنه "يسكن بيتاً متواضعاً في عشوائية سكنية قرب بعقوبة دفعته ظروفه الصعبة الى رفع البوسترات الانتخابية من اجل الحصول على ما تحويه من ألواح الحديد لبيع جزء منها واستخدام الجزء الأخر داخل منزله، والاستفادة من صور الناخبين في تدعيم سقف المنزل المتهاوي".
فيما يرى صالح زاهد كريم، البالغ من العمر 45 عاما، وقد دخل في شجار مع احد الأشخاص بسبب خلاف على مواد بوستر كبير، أن "مبالغ تلك البوسترات كافية لسد حاجة الفقراء أشهر عدة".
ويبدي كريم، في حديث لـ"السومرية نيوز"، استغرابه "هل نصدق أننا أغنى شعب في العالم ونركض وراء مخلفات الانتخابات من اجل بيعها أو استخدام بعضها في
ترميم منازلنا التي تكاد تتهاوى مع أي هبوب الرياح أو تساقط الأمطار".
وينجح
أبو سامي، البالغ من العمر 46 عاماً، في رفع أكثر من
ثمانية بوسترات انتخابية كبيرة من الشارع الرئيسي
شرق مدينة بعقوبة، ويؤكد في حديث لـ"السومرية نيوز"، أنه "حقق حصاداً وفيراً في انتخابات مجلس ديالى للدورة الانتخابية الحالية".
وبين أبو سامي، وهو يبتسم، أنه "لم يكن طائفياً في جمعه مخلفات الدعاية، فقد رفع بوسترات تنتمي الى كتل سياسية مختلفة ذات توجهات فكرية متباينة"، وأشار إلى أن "سقف منزله سيحوي صور جميع الساسة وبهذا ينجح في توحيدهم".
ويدعو أبو سامي
الأجهزة الأمنية إلى "منحه فرصة رفع بوسترات كبيرة تقع في مناطق حساسة داخل مدينة بعقوبة"، كما طالب القوائم الانتخابية "بعدم منافسته على رفع البوسترات وتركها للفقراء".
من جهته يؤكد مدير مؤسسة
النور الجامعة في
محافظة ديالى احمد جسام، في حديث لـ"السومرية نيوز"، أن "إجمالي ما أنفقته الأحزاب والقوائم الانتخابية في حملاتها الدعائية ومنها صناعة البوسترات زاد على خمسة مليارات دينار".
ويضيف جسام أن "بعض المرشحين كان بذخاً في دعايته الانتخابية ونشر مئات البوسترات في اغلب مناطق ديالى في خطوة لكسب الأصوات الانتخابية".
في المقابل، يوضح
عبد الجبار الجبوري، وهو ناشط سياسي في بعقوبة، في حديث لـ"السومرية نيوز، أن "أسعار البوسترات الانتخابية تفاوت بناءً على حجمها وكمية الألواح الحديدية الموجودة فيها"، مشيراً إلى أن "قيمة البوستر تراوحت ما بين 50 ألف إلى 500 ألف دينار، فيما بلغ سعر عدد منها إلى ملايين عدة".
وتعد البوسترات الدعائية إحدى وسائل الدعاية الإعلامية التي يعتمدها مرشحو الانتخابات في اغلب محافظات
العراق ومنها بعقوبة وهي تصنع من قبل ورش متخصصة وبأسعار متفاوتة تعتمد على حجمها وكمية الألواح الحديدية الموضوعة فيها.
وجرت انتخابات مجالس المحافظات أمس السبت (20 نيسان 2013)، في 12 محافظة من أصل 18 محافظة عراقية، حيث أعلنت
المفوضية العليا المستقلة للانتخابات، ان نسبة المشاركين في الاقتراع العام بلغت 50 %، مبينة أن هذه النسبة سترتفع عند إضافة نسبة الاقتراع الخاص إليها لتبلغ 51%.
فيما أعلنت منظمة تموز للتنمية الاجتماعية ، أمس السبت (20 نيسان 2013)، في تقرير أولي أن نسبة المشاركة في الانتخابات المحلية التي جرت أمس وبحسب التوقعات الأولية ومن خلال تقارير مراقبيها بلغت بحدود 37% في عموم المحافظات المشمولة بالانتخاب.