البحث عن لقمة العيش ومصدر رزق شبه ثابت هو ما دفع المئات من الشباب الإيزيديين إلى التوجه للعاصمة بغداد لغرض العمل في محال بيع المشروبات الكحولية أو الحانات، كونها مهنة لا تتعارض مع معتقداتهم الدينية، إلا أنه خيار بات أشبه بالانتحار بعد أن تحولوا إلى أهداف بشرية للجماعات المسلحة، ما أضطرهم إلى العودة مرة أخرى إلى مناطق سكناهم.
السومرية نيوز/دهوك
البحث عن لقمة العيش ومصدر رزق شبه ثابت هو ما دفع المئات من الشباب الإيزيديين إلى التوجه للعاصمة بغداد لغرض العمل في محال بيع المشروبات الكحولية أو الحانات، كونها مهنة لا تتعارض مع معتقداتهم الدينية، إلا أنه خيار بات أشبه بالانتحار بعد أن تحولوا إلى أهداف بشرية للجماعات المسلحة، ما أضطرهم إلى العودة مرة أخرى إلى مناطق سكناهم.
عمال إيزيديون كانوا يعملون في بغداد، أكدوا لـ"السومرية نيوز" أنهم والمئات من أقاربهم وأصدقائهم غادروا العاصمة خلال الأيام الماضية ولجأوا إلى مناطقهم خشية تعرضهم لقتل، إذ يقول وديع هرمز (25 سنة)، وهو شاب إيزيدي كان يعمل في أحد المحال التجارية بمنطقة الكرادة وسط بغداد، "تركت عملي في بغداد خوفا من الاستهداف من قبل الجماعات المسلحة".
ويؤكد ان "أكثر من 200 شاب من أبناء قريتي دوغات، عادوا مؤخرا من بغداد إلى القرية خشية استهدافهم"، مضيفاً ان "سوء الظروف الأمنية جعلت وجود الإيزيديين في بغداد صعباً".
ويوضح هرمز ان "أكثر من 500 شاب إيزيدي من أبناء قريتي يعملون في العاصمة، غالبيتهم يعملون في الفنادق والنوادي الليلية والحانات ومحال بيع المشروبات الكحولية والمخازن التجارية".
من جانبه، يبين المواطن الإيزيدي وليد كرو لـ"السومرية نيوز"، "نخشى أن يؤدي سوء الأوضاع الأمنية إلى محاصرتنا في مناطقنا ما سيؤثر سلباً على حياتنا وأوضاعنا الاقتصادية"، مشيراً إلى أن "أكثر من 25 شخصاً من أبناء قريتي قتلوا في بغداد على أيدي الجماعات المسلحة خلال الأعوام الماضية".
لكن كرو يستدرك "رغم الظروف الصعبة في بغداد لكننا مصرون عللى الذهاب مجددا والعمل فيها، بغداد عاصمتنا ومصدر رزقنا".
وشهدت بغداد، في (14 آيار 2013)، مقتل ثمانية أشخاص وإصابة 14 آخرين من الإيزيديين بهجوم مسلح نفذه مجهولون استهدف عدداً من محلات بيع المشروبات الكحولية، في منطقة زيونة شرقي بغداد، فيما هاجم مسلحون مجهولون بقنبلة يدوية، في (2 آيار 2013)، محلاً لبيع الخمور في منطقة الشعب شمالي العاصمة، ما أسفر عن مقتل خمسة من الإيزيديين العاملين في المحل.
إلى ذلك، حذر مدير دائرة الشؤون الإيزيدية خيري بوزاني، من أن "حياة أفراد المكونات الدينية والقومية الصغيرة في العراق في خطر منذ العام 2003".
ويشير في حديث لـ"السومرية نيوز" إلى أن "الأعمال الإرهابية دفعت بالعديد من أبناء الأقليات الدينية والقومية إلى الهجرة خارج العراق خوفا من الاستهداف".
ويلفت بوزاني إلى أن "المواطن الإيزيدي في بعض المناطق العراقية ينكر هويته الإيزيدية خوفاً من القتل على الهوية"، محملاً الأجهزة الأمنية مسؤولية "التقصير في حماية الأقليات الدينية والقومية".
وتعرض أبناء الطائفة الإيزيدية في العراق بعد العام 2003، إلى عمليات استهداف منظمة وخاصة في المناطق ذات الأغلبية الإيزيدية، إذ شهدت حوادث عنف تتمثل غالبيتها بتفجيرات تستهدف تجمعات أفراد الطائفة، فضلاً عن تعرض العديد منهم للخطف والهجمات المسلحة، وكانت عملية استهداف مجمعين سكنيين في قضاء سنجار سنة 2007، التي أسفرت عن مقتل أو إصابة أكثر من ألف شخص وتدمير مئات المنازل، أبرز الهجمات التي تعرض لها أتباع الديانة الإيزيدية خلال السنوات الماضية.
يذكر أن الديانة الإيزيدية هي بقايا ديانة شرقية قديمة لا تزال تحتفظ ببعض التقاليد والعقائد التي تعود لشعوب وادي الرافدين في القدم، ويصل عدد معتنقي الديانة الإيزيدية في العراق إلى أكثر من نصف مليون نسمة، ويسكن معظمهم في مناطق تابعة لمحافظتي نينوى ودهوك كسنجار، وشيخان، وتلكيف، وبعشيقة، وسيميل، وزاخو، إضافة إلى وجود نحو 20 ألف إيزيدي هاجروا من البلاد في بداية التسعينيات إلى أوروبا ويتمركزون بغالبيتهم في ألمانيا والسويد، ويعد معبد لالش الذي يقع في منطقة شيخان التابعة لمحافظة نينوى المركز الديني المقدس لمعتنقي هذه الديانة.