السومرية نيوز/
كربلاء
اتفق رجال دين عراقيون من أديان وطوائف مختلفة، الجمعة، على أن ثورة العشرين تجسد مثالا بارزا لوحدة الصف العراقي، مشددين على ضرورة نبذ "الإرهاب" والأفكار
المتطرفة الرامية إلى تعميق الخلافات الطائفية في مجتمع
العراق.
وعبر رجال الدين عن اتفاقهم هذا في احتفالية ذكرى ثورة العشرين التي أقامتها المرجعية الدينية الشيعية في العتبة
العباسية بمحافظة كربلاء، اليوم، تحت عنوان "من اجل وحدة واستقرار العراق"، والتي شهدت حضورا عشائريا إلى جانب الحضور الديني.
وتحتفل شرائح عراقية عدة بالذكرى السنوية لثورة العشرين في الأيام الأخيرة من شهر حزيران من كل عام، إذ شهدت هذه الأيام انطلاق الشرارة الأولى للثورة متمثلة بحادثة احتجاز زعيم عشيرة الظوالم شعلان ابو الجون في
السراي الحكومي ببلدة الرميثة (25 كم شمال
السماوة مركز محافظة المثنى)، ومن ثم تحريره من قبل عشرة رجال من عشيرته.
وقال المون سونيور بيوس قاشا خوري من كنيسة مار يوسف ببغداد، في حديث لـ"
السومرية نيوز"، إن "تواجدنا في كربلاء يعني لنا المحبة المنطلقة من هذه الأرض
المقدسة إلى الإنسان الآخر"، مضيفا "جميل أن نستلهم من ذكرى ثورة العشرين الدرس بأن العراق برمته وبكافة أطيافه جسد واحد، وان نتعلم كيف نحب ونسامح لمداواة جراح وبناء هذا البلد".
ويستغل رجال الدين هكذا مناسبات دائما لتأكيد أهمية الحفاظ على وحدة الصف وحرمة الدم العراقي ويدعون إلى التمسك بروح الأخوة وعدم الانجرار وراء محاولات البعض لإشاعة الاقتتال الطائفي في العراق.
وأكد رئيس طائفة الصابئة المندائيين ستار جبار لـ"السومرية نيوز"، إن "ثورة العشرين نموذج ناصع للثورات الحقيقية التي تنطلق من وحدة الشعب بكافة أطيافه"، متابعا "نحن سعداء بأن نرى هذه الأطياف بمن يمثلها تجتمع تحت سقف واحد لتعبر عن حقيقة
المجتمع العراقي المتآلف رغم اختلاف مكوناته".
وقال جبار "نأمل من المرجعية الدينية أن لا تكون لفئة واحدة من العراقيين، وإنما تكون خيمة لجميع العراقيين لما نعرفه عنها من سماحة وكونها صمام أمان للجميع"، مؤكدا "نحن بحاجة إلى هذه اللقاءات كي لا ننزلق إلى الدعوات التي تريد التفرقة بين أطياف الشعب والتي يروج لها الفكر المتطرف الذي يريد قتل الآخر وإهدار دمه".
ومخاوف العراقيين من اندلاع اقتتال طائفي في بلادهم متأتية من أعمال العنف المتكررة في جميع أنحاء البلاد، والتي تستهدف مناطق معروفة بأن غالبية من مكون معين تقطنها، وتستهدف بالمقابل مناطق تقطنها غالبية من مكون آخر، الأمر الذي يرسخ رأيا شبه متفق عليه بأن المنفذين لتلك الأعمال يسعون لبث التفرقة الطائفية بين العراقيين.
وقال ممثل
ديوان الوقف السني، أستاذ العلوم الإسلامية جمال عزيز خلف
الزبيدي في حديث لـ"السومرية نيوز"، على هامش الاحتفالية، إن "المتواجدين هنا من سنة وشيعة وصابئة ومسيحيين ما هو إلا تعبير صادق عن وحدة العراق، ونحن جئنا لنقف صفا واحدا أمام الإرهاب والأفكار المتطرفة ونقول أن هذا هو العراق ولا مكان للطائفية فيه"، مؤكدا "أننا شركاء في هذا الوطن، وما يشهده العراق سنتصدى له بالفكر والدعوة إلى الوحدة كما فعل أجدادنا في ثورة العشرين".
وشاركت في ثورة العشرين قبائل عراقية مختلفة الانتماءات، وهو ما يجعل العراقيين يعتبرون هذه
الثورة مثالا على وحدة صفهم، ويعتقدون أن توحد التوجهات لهذه الثورة أسهم في تحقيق الإنجاز الأبرز لها، وهو الإجهاز على مشروع ويلسون البريطاني المتمثل بعدم الاعتراف بدولة عراقية أو حكم عراقي.
وقال مدير المركز الوثائقي للدفاع عن المقدسات
محمد رضا الهاشمي في حديث لـ"السومرية نيوز"، إن "ثورة العشرين هي الملهم لنا لنحيي ارتباط ولحمة أطياف الشعب العراقي من جديد، لأننا نحتاج إلى هذه اللحمة في الوقت الحاضر وسط ما نشهده من خطاب طائفي مقزز"، موضحا أن "الجميل هو استجابة رجال الدين وشيوخ العشائر باختلاف انتماءاتهم للدعوة لحضور هذا الحفل، وهذا دليل على أن الأفكار التي تروج لقتل الآخر هي أفكار خارجية جاءت من وراء الحدود".