السومرية نيوز/
البصرة
أطلقت
وزارة الثقافة بالتعاون مع مركز دراسات البصرة والخليج العربي سلسة كتب أدبية وتأريخية تعنى بالبصرة في ماضيها وحاضرها، وصدرت من السلسلة أربعة كتب، منها كتاب عن
شط العرب، وآخر عن أحوال البصرة خلال
العهد العثماني.
وقال
مدير مركز دراسات البصرة والخليج العربي الدكتور عامر السعد في حديث لـ"
السومرية نيوز"، إن "وزارة الثقافة بادرت للمرة الأولى بإصدار سلسلة كتب بصرية بالتعاون مع مركزنا الذي يتولى ترشيح الكتب للوزارة، وقد صدرت من السلسلة أربعة كتب لغاية الآن، فيما توجد ستة أخرى قيد الطبع في سوريا"، مبيناً أن "الكتب الأربعة التي صدرت هي مجموعة شعرية للشاعر حسين
عبد اللطيف، وكتاب (البصرة مطلع العهد العثماني) للدكتور حسين المصطفى، وكتاب (ذاكرة البصرة) الذي هو عبارة عن مجموعة مقالات ودراسات تأريخية، وكتاب (على ضفاف شط العرب) للكابتن البحري
كاظم فنجان الحمامي".
ولفت مدير مركز الدراسات التابع لجامعة البصرة الى أن "الكتب الستة التي يجري طبعها هي كتاب (الإمام
علي بن أبي طالب في البصرة)، وكتاب (الإمامان
الكاظم والرضا في البصرة)، وكتاب (ميناء البصرة)، وكتاب (البصرة في عهد الإحتلال البريطاني) الذي يتناول أحوال البصرة خلال الإحتلال البريطاني الأول للعراق في عام 1914"، مضيفاً أن "سلسلة الكتب البصرية من المؤمل أن تشمل طباعة وتوزيع المزيد من الكتب على نفقة الوزارة، منها كتاب لي بعنوان (دلالة الأنساق البنائية في القرآن الكريم)، والذي هو عبارة عن دراسة لغوية".
يشار الى أن أول كتاب من السلسلة هو كتاب (ذاكرة البصرة) الذي يتألف من مجموعة دراسات ومقالات حول الأدب والفن والعمارة والحرف اليدوية وزراعة النخيل والتجارة والرياضة في مدينة البصرة في حاضرها وماضيها القريب، وتعود تلك الدراسات والمقالات لعدد من الباحثين والمؤرخين والأدباء، منهم حسين عبد اللطيف، علي أبو عراق، د. حسين مزهر حمدي، د. عامر السعد، د. جنان محمد أحمد، إحسان وفيق
السامرائي، د. طالب
جاسم محمد الغريب، كريم علاوي، عبد الغفور نعمة، ويقع الكتاب في 262 صفحة، وقد طبعته الوزارة في دار تموز للطباعة والنشر في دمشق وفق مواصفات جيدة.
أما الكتاب الثاني من السلسلة فهو يتألف من 50 مقالة عن شط العرب وسواحل البصرة والمياه الاقليمية العراقية كتبها الربان البحري والخبير الملاحي في
الشركة العامة لموانئ
العراق كاظم فنجان الحمامي في غضون الأعوام القليلة الماضية ونشرها متفرقة في عدد من الصحف والمجلات، فيما كان إهداء الكتاب الى شط العرب أيضاً، وجاء فيه "الى الشط الذي خبأ في ذاكرة الطين والماء أحزان البصرة وهمومها، وعلمنا أرقى فنون الإبحار والملاحة".
الحمامي تحدث في بعض المقالات التي احتواها الكتاب عن منشآت مينائية ساحلية قديمة لم تتبق منها حتى أطلالها، كما هو الحال في مقال (فنارات في ذاكرتنا الملاحية)، كما تناول الحمامي في مقال آخر قناة ملاحية مندثرة كانت تربط مدخل شط العرب بالبحر، وهي قناة روكا (Rooka Channel) التي أشارت إليها بعض الخرائط الملاحية الأجنبية القديمة، فضلاً عن وثائق ملاحية لشركة الهند الشرقية تعود الى عام 1923.
وقال الحمامي في حديث لـ"السومرية نيوز"، إن "عملية طباعة الكتاب وتوزيعه كانت بمثابة أمنية بالنسبة لي، وقد حاولت مراراً إقناع
وزارة النقل والشركة العامة للموانئ بطباعته لكن دون جدوى"، موضحاً أن "وزارة الثقافة هي التي بادرت بطبع الكتاب بتمويل كامل منها، بحيث تكفلت بكل شيء، كما تلقيت وعوداً من مسؤولين في الوزارة بطبع المزيد من كتبي، منها كتاب (نحو تطوير الموانئ العراقية والإرتقاء بها)، وأيضاً كتاب (كتابات من العصر الجلكاني) الذي يضم مجموعة مقالات نقدية ساخرة".
يذكر أن معظم المؤلفين والكتاب في البصرة يشكون منذ أعوام كثيرة من قلة وقدم المطابع المحلية وإرتفاع تكاليف طباعة كتبهم فيها في ظل غياب الدعم الحكومي، وهو ما يدفع ببعضهم الى طباعتها على نفقتهم في بيروت ودمشق وعمان، وفي حالة تعتبر نادرة محلياً تكفلت إحدى شركات الإتصالات بطلب من اتحاد الأدباء في المحافظة بطباعة أكثر من 50 كتاباً لأدباء وشعراء بصريين في غضون الأعوام القليلة الماضية.