السومرية نيوز/
بغداد
ذكر شهود عيان ، الثلاثاء، ان مجموعة من الشبان قاموا، بتوزيع صور لقائد
الثورة الإيرانية الخميني وللمرشد علي الخامنئي في
منطقة الكرادة وسط بغداد، وهي حركة أراد القائمون عليها أن تكون رداً على "العراك" بالأيدي الذي نشب ، امس الاثنين، بين نائبين في
مجلس النواب حول شرعية أو عدم شرعية رفع صور هذين القائدين الشيعيين الإيرانيين في ساحات وشوارع بغداد.
عراك بالأيدي
"عركة" البرلمان بين النائبين حيدر الملا "القيادي في العراقية" وكاظم الصيادي "من
التحالف الوطني" لم تكن المشادة الأولى التي يخلقها الجدل حول صور الخميني والخامنئي، فقبل شهر تقريباً في ذكرى يوم القدس العالمي قتل جاسم الحجامي أحد المنتسبين للتيار الصدري على يد أحد منتسبي "أهل الحق" في إطلاق نار بمدينة
الصدر إثر اعتراض الحجامي على رفع صور لقادة شيعة غير عراقيين.
ظاهرة رفع صور رجال دين إيرانيين أصبحت شائعة، المدافعون عنها يرون فيها فعلاً طبيعياً لا يعدو كونه إعلاء لرموز وايقونات مقدسة يمكن أن تراها لدى كل الأديان والطوائف، بل ان
رئيس التحالف الوطني
إبراهيم الجعفري، شبّه تعليق صور الخميني وخامنئي في ساحات العاصمة بقيام الشبان اليساريين بلبس قمصان عليها صور الثائر الشيوعي الأشهر "تشي غيفارا".
المسألة سياسية أم شرعية
لكن حيدر الملا الذي اضطره موقفه الرافض لتعليق هذه الصور إلى الاشتباك بالأيدي تحت قبة البرلمان، يرى في الأمر "مساساً بالسيادة العراقية" مؤكداً لـ"
السومرية نيوز" ان "ذاكرة العراقي قوية فلا نستطيع أن ننسى بأن الخميني كان ـ إضافة إلى سلطته الرمزية ـ القائد العام للقوات المسلحة الإيرانية خلال الحرب العراقية الإيرانية، كما لا نستطيع أن نتغافل عن حقيقة ان كل بيت في الجنوب والوسط والشمال والغربية لديه شهيد بسبب إصرار الخميني على استمرار الحرب" ولهذا ـ يضيف الملا ـ فإن "من يرفع صوره في بغداد فهو يجرح مشاعر العراقيين ويمس السيادة العراقية".
النائب عن التحالف الوطني علي شبر ينظر للمسألة من زاوية شرعية، فهو يرى ان صور العلماء تدخل في باب الشعيرة الواجب احترامها، وقال في تصريح لـ"السومرية نيوز" ان "لدى الشيعة اعتقاداً بأن المرجع الأعلى رمز وخط أحمر لا يمكن التجاوز عليه بغض النظر عن جنسيته وقوميته، وهذه قضية دينية مذهبية، وهناك مقلدون للإمام الخميني في
العراق والأمر لا علاقة له بالحرب التي نشبت بين العراق وإيران، كما أن أغلب أئمة السنة غير عراقيين مثل أبي حنيفة النعمان والشافعي وابن مالك، وهم أئمة محترمون من قبل السنة والشيعة ولا يمكن التجاوز عليهم لأنهم غير عراقيين أو ليسوا عرباً".
الخميني وأردوغان
حيدر الملا ربما يمثل قريباً أمام لجنة شكلت لغرض التحقيق معه بتهمة "الاستهانة بالمرجعية"، وهو اتهام فصلّه النائب شبر بقوله ان "حيدر الملا اتهم الحكومة بأنها هيأت الظروف لرفع الصور واتهم شريحة كبيرة من العراقيين بالتبعية لإيران، وان أغلبية الشعب العراقي شعروا أن هناك إهانة للمراجع بل للمذهب الشيعي، ونحن نعتقد أن المرجعية خط أحمر لا يمكن التجاوز عليها أو الحديث عنها بالألفاظ التي أطلقها الملا".
الملا في حديثه لـ"السومرية نيوز" قال ان الاعتراض لا يأتي على صور القادة الإيرانيين وحدهم فقد " اعترضنا عندما رفع المتظاهرون في
الرمادي صور
أردوغان واستنكرنا هذا الفعل غير الوطني ونؤكد استنكارنا الآن، إذ ان القضية تتلخض في السؤال التالي: من مع السيادة العراقية ومن مع سيادة
إيران أو
تركيا على حساب العراق". مضيفاً ان "الاعتراض يأتي أيضاً بحق من يرفعون علم النظام السابق، فكيف لا أعترض ضد من يرفعون صور قادة غير عراقيين". وخلص الملا إلى اننا "لدينا مراجعنا العظام في
النجف والأنبار كما لدينا شخصياتنا الوطنية ممن يمكن أن تزهو شوارع بغداد بصورهم لا أن نأتي بصور لشخصيات غير عراقية ونضعها في ساحاتنا".
نظفوا الأرض تحت صورة الرمز
مثقفون وناشطون كانت لهم ردات فعلهم حول الموضوع الذي أثارته عركة النائبين، فالشيخ غيث
التميمي كتب في صفحته على
فيسبوك " ماحدث أمس في مجلس النواب ارهاب فكري ضد النائب حيدر الملا الذي اختلف معه كثيرا"، أما الناشطة أفراح شوقي فقد طالبت الملا بعدم الاعتذار بقولها " لاتعتذر ياحيدر.. لاتعتذر لهم .. .. لاتعتذر وكلنا معك ... ارفعوا صور اعداء العراق من البلاد.. الارض ارضنا ولن تكون لقندهار". وهو قريب من رأي الصحفي عصام كشيش الذي كتب في صفحته " لا الخميني ولا الخامنئي ولا اي مرجع اخر ولا اي شخصية دينية كانت او سياسية او اجتماعية تحتاج ان نرفع صورها في عراقنا .... كفانا صنمية وتقديسا فارغا".
الفنان نزار الراوي لم يخض في شرعية رفع الصور بل طالب المعنيين بتنظيف الأرضية التي تعلوها صور هؤلاء القادة فكتب مخاطبا الساسة والمسؤولين " هلا كنستم ماتحت الصور من أوساخ وقاذورات ونفايات سياسية ومجتمعية واخلاقية؟ هلا مهدتم لتك الصور فضاءً نظيفاً يليق بحبكم لهم أولاً؟ أم اننا مللنا الهدوء وصرنا بحاجة الى صراعات جديدة تحرك الدم في العروق فانتقيتم لنا هذا الصراع الجديد، صراع الصور ودلالاتها؟".