السومرية نيوز/
نينوى
انخفاض درجات الحرارة في فصل الخريف أمر طبيعي، إلا أنه في مناطق شمال
العراق يعد جرس
إنذار يؤذن بشتاء شديد البرودة، فيهرع المواطنون هناك إلى متاجر بيع المدافئ النفطية المستعملة (البالة) وملازمة محطات تعبئة الوقود للحصول على حصصهم من النفط الأبيض.
محافظة نينوى من تلك المناطق الشمالية التي تشهد حالة الإنذار الخريفي، بحسب ما يؤكد أهالي نينوى في أحاديثهم لـ"
السومرية نيوز".
آمنة وسعرها مناسب
أبو منتصر، رجل من أهالي مدينة
الموصل في العقد الرابع من العمر، يوضح أسباب إقباله على شراء المدافئ المستعملة بالقول "سعرها يتناسب مع دخلي المالي، بالإضافة إلي أنها من منشأ رصين".
ويلفت إلى أن خزان الوقود في هذه المدافئ مفصول عنها "ما يسهل عملية ملؤها بالنفط دون خوف من حدوث حريق".
هايس صالح، يعمل معاون طبي في قسم الحروق في إحدى مستشفيات الموصل، يقول "أكثر الحوادث التي نستقبلها في قسم الحروق سببها أما عبث الأطفال بالمدافئ النفطية، أو ملء المدفأة بالنفط وهي تعمل دون إطفائها ما يؤدي إلى نشوب حريق فيها، وأحياناً تكون حوادث مميتة".
بورصة "البالات"
ويعد
شارع النبي شيت وسط مدينة الموصل، المركز الرئيس لبيع المدافئ النفطية والكهربائية والأجهزة الأخرى المستعملة.
عمار محمود، في العقد الرابع من العمر، صاحب متجر لبيع المدافئ المستعملة، يعزو أسباب إقبال المواطينن على شراء المدافئ المستعملة إلى أن "أسعارها تتناسب مع قدرة المواطن الشرائية كما أنها تدوم لنحو خمس سنوات".
ويبين أن "سعر المدفأة الصالون من الحجم الصغير يصل سعرها إلى 30 ألف دينار، والحجم المتوسط 80 ألف دينار، فيما تصل الأحجام الكبيرة إلى 100 ألف دينار، في حين لا يقل سعر المدفأة الجديدة الصغيرة عن 100 ألف دينار ويصل إلى 300 ألف دينار للمدفأة كبيرة الحجم".
ويضيف محمود ميزة أخرى للمدافئ المستعملة موضحاً "مدافئ البالة منشأها أما ياباني أو ألماني في حين المدافئ الجديدة من منشأ صيني أو إيراني"، مشيراً إلى أنهم يستعدون لفصل
الشتاء "منذ شهر تموز ويستمر البيع حتى شهر كانون الثاني أحياناً".
شهاب
الجبوري، في العقد الثالث من العمر، وهو أيضاً صاحب متجر لبيع المدافئ المستعملة، يتفق مع زميله محمود، ويشير إلى ميزات أخرى في المدافئ المستعملة، مبيناً "مدافئ البالة سهلة الإدامة والتصليح كما أن كلف تصليحها بسيطة وأدواتها الاحتياطية متوفرة، على العكس من الجديدة فتصليحها مكلف وموادها الاحتياطية غير متوفرة".
ويتابع الجبوري "مدافئ البالة فيها صمام أمان في حال سقطت أو تعرضت لضربة قوية تنطفئ ذاتياً ما يحول دون حدوث حريق، كما أنها اقتصادية في استهلاك النفط وهذا ما يطلبه الزبائن ويبحثون عنه، وهذه مواصفات لا تتوفر في المدافئ الجديدة".
الأمن وتدني القدرة الشرائية
الخبير الاقتصادي فاضل حسن، يعزو إقبال المواطنين على شراء البضائع المستعملة ليس فقط المدافئ بل الملابس وحاجيات أخرى إلى "ضعف وتدني القدرة الشرائية للمواطن، فضلاً عن أن التدهور الأمني انعكس سلبا على أسواق الموصل وحركتها التجارية".
ويلفت إلى أن "عدم وجود سيطرة نوعية على البضائع المستوردة وبالأخص من المناشئ غير رصينة، أسهم برواج كبير للبضائع المستعملة كون أغلبها تأتي من مناشئ رصينة وذات جودة ومتانة".
ويختتم حديثه بالقول إن "الشتاء في نينوى طويل وقاسي البرودة ما يدفع المواطنين إلى البحث عن البضاعة الأكثر ملائمة للطقس، وطبعاً كلما كانت اقتصادية أكثر وقليلة الاستهلاك وتتوفر درجات حرارة عالية كان ذلك أفضل".