السومرية نيوز/
البصرة
أحيا
الصابئة المندائيون في البصرة، الأحد، عيدهم الصغير (عيد الإزدهار) من خلال تبادل التهاني فيما بينهم واستقبال المهنئين من
المسلمين في مندي (معبد) الطائفة، فضلاً عن إقامة طقوس التعميد على ضفاف
شط العرب، فيما كان طعامهم الرز واللبن الرائب كجزء من تلك الطقوس.
وقال رئيس
مجلس شؤون طائفة الصابئة المندائيين في البصرة سعد مجيد
الزهيري في حديث لـ"
السومرية نيوز"، إن "أبناء الطائفة يحتفلون منذ فجر اليوم بحلول عيد الإزدهار أو العيد الصغير (دهوا هنينا) من خلال تبادل التهاني فيما بينهم، ومشاركة معظمهم في طقوس الإصطباغ بمياه شط العرب في جزيرة السندباد"، مبيناً أن "عشرات المواطنين المسيحيين والمسلمين من السنة والشيعة توافدوا نهاراً على مندي (معبد) الطائفة الوحيد في المحافظة لتقديم التهاني، وكان باستقبالهم شيوخ وشباب الطائفة".
ولفت الزهيري الى أن "المندائيين تناولوا اليوم الرز واللبن الرائب كجزء من الطقوس الدينية الخاصة بإحياء المناسبة"، موضحاً أن "اللبن يرمز الى البياض الناصع، بينما يعد الرز من النباتات
المقدسة باعتباره أول نبات نبت في الأرض وفقاً للديانة المندائية".
وأشار الزهيري الى أن "عيد الإزدهار والأعياد الأخرى الخاصة بالطائفة توفر فرصة ثمينة للمندائيين في الداخل حتى يجمعوا ويتواصلوا فيما بينهم ويتداولون أخبار المندائيين الذين أجبرتهم الظروف على الهجرة خارج
العراق"، مضيفاً أن "رئاسة الطائفة ظلت تحلم على مدى عشر سنوات بالحصول على قطعة أرض محاذية لضفة شط العرب لاستخدامها في إقامة طقوس التعميد، ومن المؤمل أن يتحقق هذا الحلم بعد أشهر قليلة في ضوء موافقة الحكومة على تخصيص قطعة أرض شاطئية، وبعد انجاز اجراءات إستملاكها سوف نستخدمها في إقامة طقوسنا بحرية، بدل إقامتها في أماكن غير آمنة أو ملوثة بالنفايات".
بدوره، قال أحد وجهاء الطائفة ناهي
منصور سالم في حديث لـ"السومرية نيوز"، إن "المدائيين في البصرة يطمحون الى عودة أقاربهم وأصدقائهم الذين هاجروا في غضون الأعوام الماضية"، معتبراً أن "الأفراح خلال أعياد الطائفة لا تكتمل إلا بعودة الكثير من المواطنين المندائيين الذين هاجروا بسبب الظروف الصعبة".
ويعد عيد الإزدهار (دهوا هنينا) واحد من أصل أهم أربعة أعياد سنوية لدى الصابئة، والأعياد الأخرى هي عيد التعميد
الذهبي (دهفا ديمانا)، والعيد الكبير (دهواربا)، وعيد الخليقة (برونايا)، كما يحتفل المندائيون سنوياً داخل العراق وخارجه بثلاث مناسبات دينية أخرى، هي (أبو الفل)، و(أبو الهريس)، و(شيشان عبد).
وتعتبر الديانة المندائية من أقدم الديانات الحية في العراق، وأول ديانة موحِدة في تاريخ البشرية، وتؤكد مصادر تاريخية أنها نشأت في جنوب العراق، ومازال أتباعها يتواجدون في المحافظات الجنوبية، فضلاً عن إقليم الأحواز في
إيران، كما يقيم عشرات الآلاف منهم في
الولايات المتحدة الأميركية ودول أوربية، حيث هاجروا إليها واستقروا فيها.
يذكر أن
محافظة البصرة كان يسكن فيها آلاف المواطنين المندائيين، لكن غالبيتهم هاجروا في غضون الأعوام القليلة الماضية لأسباب أمنية واقتصادية وسياسية، والأسر المندائية المتبقية عددها لا يزيد عن 400 أسرة، معظمها تسكن وسط مدينة البصرة، في مناطق مثل الطويسة والحكيمية والعباسية والبريهة ومناوي باشا.
وقد عرف عن الصابئة المندائيين عملهم في تجارة المجوهرات وصياغة الذهب والفضة، وكان أبناء هذه الطائفة يفرضون سيطرتهم التجارية بشكل شبه كامل على سوق تجارة الذهب في البصرة، لكن الأحوال تغيرت بوتيرة متسارعة بعد عام 2003، حيث فقد الكثير من الصاغة والتجار المندائيين محالهم ومعارضهم في السوق.