السومرية نيوز /
البصرة
عقد اتحاد الأدباء والكتاب في البصرة، السبت، جلسة استذكارية للشاعر بدر شاكر السياب بمناسبة مرور نصف قرن على رحيله، ودعا المشاركون في الجلسة الى الارتقاء بمستوى الاحتفاء به، خاصة بعد أن قرر اتحاد الأدباء والكتاب العرب اعتبار العام المقبل عاماً للاحتفاء بالسياب وتسليط الأضواء على منجزه الإبداعي.
وقال رئيس اتحاد الأدباء والكتاب في البصرة الشاعر كريم جخيور في حديث لـ"
السومرية نيوز"، إن "الاتحاد عقد، اليوم، في مقره جلسة استذكارية خصصت للاحتفاء بالشاعر الكبير بدر شاكر السياب بمناسبة مرور 50 عاماً على رحيله"، مبيناً أن "الجلسة تضمنت قراءات شعرية، وأخرى نقدية تتعلق بمنجز السياب الشعري قدمها نخبة من أدباء وشعراء البصرة".
ولفت رئيس الاتحاد الى أن "الجلسة تمهد لتنظيم فعالية ثقافية كبيرة، فمن غير المعقول أن نكتفي بالجلسة، أو أن نتوجه بشكل جماعي الى تمثال السياب في
كورنيش العشار ونلتقط صوراً تذكارية"، مضيفاً أن "الاتحاد طلب من
وزارة الثقافة والحكومة المحلية في البصرة الاستعداد لإقامة فعالية كبيرة تليق بمكانة الشاعر بصفته رائد الحداثة الشعرية على المستوى العربي، وأحد أهم شعراء البصرة الى جانب محمود البريكان ومن بعدهما سعدي يوسف".
من جهته، قال عضو الهيئة الإدارية لاتحاد الأدباء والكتاب العراقيين الشاعر عبد السادة البصري في حديث لـ"السومرية نيوز"، إن "البصرة تحتفي اليوم بخجل بشاعرها السياب لأنها لا تمتلك بنية تحتية ثقافية"، مضيفاً أن "البصرة بحاجة كبيرة الى تطوير بنيتها التحتية الثقافية، فهي تخلو من صالات للسينما وقاعات للعروض التشكيلية، ولا مكان آخر لاحتضان المهرجانات الشعرية غير قاعة
المركز الثقافي النفطي، وهي مصممة لتكون قاعة مؤتمرات".
وأشار البصري الى أن "اتحاد الأدباء والكتاب العرب قرر في مؤتمره الخامس والعشرين الذي عقد مطلع العام الحالي في
المنامة اعتبار العام المقبل 2014 عاماً للسياب"، معتبراً أن "كل المدن العربية ستحتفي بالسياب، ونحن لا ندري كيف سنحتفي به".
من جانبه، قال الشاعر والإعلامي
محمد صالح عبد الرضا في حديث لـ"السومرية نيوز"، إن "الاحتفاء يبدو مبسطاً، ولايرقى الى مكانة السياب، في حين توجد في العالم الكثير من الجمعيات الثقافية التي تحمل اسم السياب، وفي
فرنسا توجد جمعية ثقافية وضعت في حديقتها تمثالاً نصفياً للسياب"، مبيناً أن "الاحتفاء بالسياب يجب أن يرتفع الى القيمة الريادية لهذا الرجل، ليس بصفته بصرياً، ولا عراقياً، ولا عربياً، بل بصفته أحد الشعراء العالميين".
وأكد عبد
الرضا، وهو مؤلف كتاب "بدر شاكر السياب... مقدمات وصفحات نادرة"، وكذلك كتاب "27 قصيدة للسياب بخط يده"، أن "الاحتفاء بالسياب ينبغي أن يكون عالمياً لتعزيز قيمته الفكرية والشعرية"، مضيفاً أن "بعد رحيله ظهرت الكثير من المدارس النقدية في العالم، ولم يطبق إلا بعضها على شعره، وعليه، ينبغي الاحتفاء به من خلال دعوة أدباء كبار لدراسة شعره من منظور حداثوي، وكذلك من منظور ما بعد الحداثة".
يذكر أن بدر شاكر السياب يعد أبرز رواد حركة الشعر الحر في
العراق وعلى المستوى العربي، وقد ولد عام 1926 في قرية جيكور، وهو ينحدر من عائلة بصرية ذات وجاهة اجتماعية، ودرس
اللغة العربية ومن ثم الإنكليزية في دار المعلمين ببغداد، وعمل مدرساً ومن ثم موظفاً إدارياً في مؤسسات عدة آخرها مصلحة الموانئ العراقية، وتوفي داخل المستشفى الأميري في
الكويت عام 1964 بعد صراع مرير مع المرض، ودفن جثمانه بمقبرة الحسن البصري في قضاء
الزبير، ومن دواوينه التي نشرها في حياته "أزهار ذابلة"، "غريب على
الخليج"، "الأسلحة والأطفال"، "حفار القبور"، و"المعبد الغريق".
وقد واجه السياب مثل الكثير من الشعراء والأدباء العراقيين من مجايليه ظروفاً قاسية بسبب مواقفه السياسية، حيث اعتقل وفصل من الوظيفة مراراً، وفي عام 1952 اضطر إلى الهرب متخفياً بجواز سفر مزور إلى
إيران، ومنها انتقل إلى الكويت قبل أن يعود إلى العراق، وكان قبل إكمال دراسته منتمياً إلى الحزب الشيوعي ثم فصل منه ووجه له انتقادات لاذعة عبر اعترافات نشرها بصيغة سلسلة مقالات خلال عام 1959 في جريدة (الحرية) البغدادية تحت عنوان "كنت شيوعياً".