السومرية نيوز /
البصرة
احتفل أبناء الطوائف
المسيحية في
محافظة البصرة، الاثنين، بمناسبة تنصيب مطران جديد لطائفة الكلدان في المحافظة بحضور سفير الفاتيكان في
العراق، وتوقع رجال دين مسيحيون أن يسهم وجود المطران الجديد في تعزيز وحدة الطوائف المسيحية وتحسين أوضاعها.
وقال سفير الفاتيكان في العراق المطران جورجو لينكوا في حديث لعدد من وسائل الإعلام بينها "
السومرية نيوز"، إن "وفداً من رجال الدين جاؤوا الى البصرة من أجل تنصيب المطران حبيب النوفلي راعياً للكنيسة الكلدانية في البصرة وجنوب العراق"، مبيناً أن "الأسقف الجديد ينبغي عليه أن يمد جسور التواصل ويمهد طرق الحوار من أجل أن يعم السلام في البصرة".
من جانبه، قال بطريرك الكلدان في العالم لويس روفائيل ساكو في حديث لـ"السومرية نيوز" وعدد من وسائل الإعلام إن "البصرة التي أزورها للمرة الأولى تحظى بأهمية في تاريخ الديانة المسيحية، وكانت المسيحية فيها مزدهرة خلال القرون الأولى بفضل
الرسول توما (أحد الحواريين)، ومن الجنوب انتشرت في الشمال"، مضيفاً أن "وجود مطران جديد يعطي أهمية أكبر للبصرة، خاصة وانه سيعمل على تماسك المجتمع وتعزيز الأخوة بين جميع الأطياف والمكونات".
ولفت الى أن "العراقيين بحاجة ملحة في ظل الظروف الصعبة التي يواجهها العراق الى التكاتف ورص الصفوف"، معتبراً أن "الحل الوحيد للمشاكل القائمة هو
اللجوء الى الحوار وتعزيز روحية العيش المشترك ونبذ التفرقة".
بدوره، قال المطران الجديد للكلدان في البصرة والجنوب حبيب النوفلي في حديث لـ"السومرية نيوز"، إن "أهم الواجبات التي سنقوم بها في البصرة مد جسور الحوار والتفاهم، وسنعمل يداً واحدة لنكون علامة رجاء في هذا البلد"، موضحاً أن "العراق بحاجة الى عمل جاد لتحقيق الرقي والتقدم، وستكون مطرانية البصرة مقراً للحوار الحضاري من أجل بناء حضارة المحبة والسلام".
وبحسب عضو
مجلس محافظة البصرة عن المكون المسيحي نوفاك آرام بطرسيان، فإن "قرار تنصيب المطران حبيب النوفلي يدل على اهتمام الكنيسة الكلدانية بالبصرة، وسوف نستثمر وجوده من أجل خدمة المكون المسيحي في المحافظة"، مضيفاً في حديث لـ"السومرية نيوز"، إن "الطوائف المسيحية في البصرة تتطلع في المرحلة الحالية الى عودة أبنائها الذين هاجروا في الأعوام السابقة".
وشدد بطرسيان على أن "الطوائف المسيحية البصرية لا تعاني من التهميش، فعلى سبيل المثال قامت الحكومة المحلية في غضون الأعوام القليلة الماضية بتمويل مشاريع أسفرت عن
ترميم عدد من الكنائس والمقابر المسيحية القديمة"، مؤكداً أن "البصرة من المقرر أن تشهد خلال العام الحالي بناء مركز ثقافي كبير للطوائف المسيحية بكلفة ثلاثة مليارات دينار، وذلك بعد أن صادق مجلس المحافظة على تمويل المشروع من موازنة البصرة".
وتضمن حفل استقبال المطران الجديد والوفد الديني المرافق له قرع أجراس كنيسة "مار افرام" التي تضم مقر مطرانية الكلدان في جنوب العراق، فيما قام بعض رجال الدين بقراءة تراتيل دينية باللغة الآرامية (السريانية) القديمة.
من جهته، قال الشماس الانجيلي فرج يوسف في حديث لـ"السومرية نيوز"، إن "مواطنين من مختلف الطوائف المسيحية شاركوا في حفل تنصيب المطران الجديد، فهو سيعمل من أجل جميع المسيحيين وليس أبناء الطائفة الكلدانية فقط"، مؤكداً أن "البصرة ظلت بلا رجل دين مسيحي بمرتبة مطران منذ أن غادرها المطران جبرائيل كساب الى استراليا في عام 2007".
وقال النائب البطريركي لكنيسة السريان الكاثوليك في البصرة والخليج العربي عماد قليمس في حديث لـ"السومرية نيوز"، إن "أبناء الطوائف المسيحية في البصرة بحاجة منذ أعوام الى وجود مطران يتولى الاهتمام بشؤونهم الدينية"، معتبراً أن "تنصيب المطران الجديد سوف يؤدي الى تقوية العلاقات بين الطوائف المسيحية ويجعلها أكثر تماسكاً".
يذكر أن آلاف الأسر المسيحية كانت تسكن في محافظة البصرة لكن أغلبها هاجرت خلال التسعينيات نتيجة تدهور الوضع الاقتصادي، ومن ثم بسبب انهيار الوضع الأمني بعد عام 2003، ولا يوجد إحصاء رسمي يحدد عدد المسيحيين في المحافظة، إلا أن التقديرات تشير إلى وجود ما لا يقل عن 300 أسرة من طوائف الأرمن والكلدان والسريان الارثوذكس والسريان الكاثوليك والآشوريين والبروتستانت واللاتين، أما طائفة الأدفنتست (السبتية) فإنها لم تعد ضمن الطوائف المسيحية المعتمدة لدى دائرة الوقف المسيحي في البصرة بسبب هجرة جميع أبنائها، وإن كانت الطائفة ما زالت تمتلك كنيسة مغلقة ذات موقع جيد وطراز معماري جميل.
وتوجد لدى كل طائفة
مسيحية في المحافظة مقبرة وكنيسة خاصة بها، فيما توجد العديد من الكنائس المغلقة جراء قدمها وهجرة مرتاديها.
وعلى مستوى التمثيل السياسي للطوائف المسيحية فقد كان مجلس المحافظة يضم لجنة للأقليات الدينية، لكن تم إلغاء هذه اللجنة عند إعادة تشكيل لجان المجلس خلال العام المنصرم، ويتولى حالياً ممثل الطوائف المسيحية في المجلس نوفاك آرام بطرسيان رئاسة لجنة الشباب والرياضة.