السومرية نيوز/
بغداد
يتفنن المرشحون المتنافسون وكتلهم في ابتكار شتى الأساليب لـ"شراء" أصوات الناخبين، ويعتقدون أن الشباب
الخريجين شريحة "طيعة" ممكن أن تحقق لهم طموحهم بالفوز، علهم يحققون مرادهم.
وأحدث وسائل الدعاية، بحسب متابعين، هي تلك "المغلفة" بالإشفاق على الخريجين العاطلين، والمتمثلة بقيام ممول فضائية بمنح 150 ألف دينار لهم كـ"منحة" شهرية، مع وعد بتعيينهم بعد فوز قائمته بالانتخابات، الأمر الى اعتبره البعض "مِنَّةُ" لـ"شراء" الأصوات، في حين تقول مفوضية الانتخابات أنها لغاية الآن مجرد "آقاويل" بحاجة لإثبات.
ويقول الإعلامي إبراهيم صالح في حديث لـ"
السومرية نيوز"، إنه "تلقى اتصالا قبل ما يقارب الشهرين من الكثير من أقاربه وأصدقائه يستفسرون منه كونه إعلاميا عن تبني
قناة فضائية لمشروع تعيين العاطلين عن العمل من الخريجين ومنحهم 150 ألف دينار عراقي لحين حصولهم على فرصة للتعيين في إحدى دوائر الدولة"، مبديا استغرابه من "الأمر، الذي اتضح فيما بعد أنه برنامج انتخابي لمدير القناة الممول لقائمة انتخابية".
وتساءل إبراهيم "كيف يمكن لمرشح ما أن يعطي وعدا بهذا الحجم وهو لا يعرف إن كانت قائمته الانتخابية ستفوز في الانتخابات أم لا"، مبينا أن "من كان يذهب للقناة يقابله شخص ويقول له إن هذا المبلغ هدية من
مدير القناة الممول للقائمة الفلانية، كونه يحس بمعاناة الخريجين العاطلين، وبالمقابل يجب انتخاب قائمته".
ويؤكد إبراهيم أن "هذا العرض لم يروق للكثير من المتقدمين الذين اعتبروه شراء لأصواتهم بمبلغ بخس، فضلا عن أن وعود
التعيين غير مؤكدة".
من جهته، يقول المواطن
عمر محمد في حديث لـ"السومرية نيوز"، إنه "قبل شهرين قرأ اعلانا حول تبني احدى القنوات الفضائية مشروعا لمنح خريجي طلبة الجامعات مبلغا شهريا مقداره 150 ألف دينار، مع وعود بوظيفة"، مبينا أنه "سارع على الفور بمراجعة القناة وترويج معاملته باعتباره خريج إحدى الكليات وتم قبول معاملته وصرف المبلغ المذكور له".
ويضيف محمد أنه "فوجئ قبل يومين من استدعاء القناة له مع جميع المشمولين بمنحتها الى قاعة اجتماعات
وسط بغداد حيث التقى بهم احد المرشحين من القائمة التي يمولها صاحب القناة وطلب منهم انتخاب مرشحي القائمة من اجل الاستمرار في منحهم المبلغ"، موضحا أن "المرشح وعدهم بتوظيفهم في حال فوزه ووصوله الى السلطة".
وتابع أنه "رفض المقترح كما فعل الكثير من زملائه، كون أصواتهم أغلى من أي ثمن".
من جهته يقول رئيس الدائرة الانتخابية في
المفوضية العليا المستقلة للانتخابات مقداد الشريفي، إن "المفوضية لاتتعامل مع الأقاويل والأحاديث في مثل هكذا قضايا، وإنما مع مستمسكات رسمية تثبت الأمر".
وبدأت الحملة الانتخابية لمرشحي الانتخابات البرلمانية منذ ليلة الاثنين (31 اذار 2014)، وجاء ذلك بعدما أعلنت
المفوضية العليا المستقلة للانتخابات عن مصادقة
مجلس المفوضين على قوائم المرشحين لانتخاب
مجلس النواب، وقوائم مرشحي انتخابات مجالس محافظات
إقليم كردستان، وسط اتهامات متصاعدة بوجود "فاسدين" ومتهمين بـ"الإرهاب" سمح لهم بالمشاركة في الانتخابات.
يذكر أن الانتخابات البرلمانية تعد الحدث الأكبر في
العراق، كونها تحدد الكتلة التي ترشح
رئيس الوزراء وتتسلم المناصب العليا في الدولة، ومن المقرر أن تجري في 30 نيسان 2014، وإثر ذلك بدأت الحركات السياسية تنشط في عدة اتجاهات لتشكيل تحالفات من أجل خوض الانتخابات.