وقال عبر حسابه الرسمي على موقع تويتر، إنّ "المعلومات المضللة والأخبار غير المؤكدة والكاذبة المتداولة، تسببت خلال الزلزال الأخير بإلحاق أضرار جسيمة خلال عمليات الإنقاذ". وأضاف أنّ "الناجين من الزلزال والذين يضحون بأنفسهم في الميدان، عانوا بشكل كبير من هذا الكم الهائل لهذه المعلومات".
واستشهد بعدد من الأمثلة لادّعاءات لا يمكن تصديقها، مثل محاولة المواطنين إخلاء المدينة لتجربة صدمة جديدة، وانقطاع أنشطة البحث والإنقاذ بسبب كذبة أنّ سد هاتاي انفجر وستغرق المدينة. كما كان للمعلومات المضللة دورٌ في تعطيل توفير الاحتياجات الأساسية لضحايا الزلزال، مثل المأوى والدواء.
ودفع انتشار الأخبار المضللة الحكومة التركية إلى الإعلان عن تفعيل تطبيق "خدمة الإبلاغ عن المعلومات المضللة" على الهواتف الذكية، يسمح للمستخدمين بالإبلاغ عن الذين أنشؤوا أو نشروا أخبارًا زائفة أو مضللة وروّجوها
عبر الإنترنت.
الجدل حول إمكانية التنبؤ بحدوث زلازل يعود مجدّدًا
انتشرت ادّعاءات بشكل واسع عقب الزلزال الذي ضرب تركيا وسوريا، تفيد بأنّ علماء الفلك والجيولوجيا يتوقعون أنّ زلزال سيضرب دول
الخليج واليمن والعراق، وأخرى تدّعي بأنّ زلزالا كبيرًا جديدًا سيُصيب
سوريا وفلسطين وتركيا. كما أنّ سكان كولونيا الألمانية فرّوا من بيوتهم بسبب خبر كاذب عن زلزال يُتوقع حدوثه.
وفي مقال بعنوان "هل يمكن التنبؤ بموعد وقوع الزلازل؟، استند موقع "مسبار" لتقصي الحقائق إلى عددٍ من المراجع الموثوقة مثل هيئة المسح الجيولوجيّ الأميركية، التي أفادت أنّه لم يتوقع أي عالم على الإطلاق حدوث زلزال كبير، وأشارت إلى أنّ العلماء يستطيعون الحديث في احتمالية حدوث الزلازل في مناطق معينة خلال أطر زمنية معينة، دون تحديد الوقت والمكان بالضبط.
أخبار مضللة مرتبطة بنظرية المؤامرة حول مشروع هارب
وحول الادّعاءات التي أفادت أنّ الزلزال قي تركيا قد يكون مفتعل عبر مشروع هارب الأميركي، تناول الموقع عبر مقالان الادّعاءات التي تحدثت عن تسبب مشروع هارب بزلزال تركيا وسوريا، الأول بعنوان "آلاف الحسابات روجت لمؤامرة تسبُّب برنامج هارب بزلزال تركيا وسوريا" والثاني "هل يمكن أن يتحكم هارب بالطقس أو يفتعل الكوارث الطبيعية؟".
ووجد الموقع أنّ الأبحاث والمصادر العلمية أثبتت أنّه لا يمكن أن يتحكم "هارب" بالطقس اليومي أو أن يتسبب في الكوارث الطبيعية كالفيضانات أو الزلازل. ويعمل مشروع "هارب" على نقل موجات الراديو عالية التردد إلى طبقة الأيونوسفير الجويّة، من أجل إثارتها وتسخين منطقة محدودة فيها، مما يُحدث تأثيراتٍ صغيرة تستمر لبضع ثوان. يدرس العلماء هذه التأثيرات بهدف توسيع معرفتهم بالغلاف الجوي العلوي للأرض، وتأثيراته على انتشار الموجات الراديوية، من أجل تطوير الأبحاث وتعزيز تكنولوجيا الاتصالات اللاسلكية.
رصد الأخبار الزائفة عن زلزال تركيا وسوريا
يواصل فريق مسبار جهوده في رصد عشرات الأخبار الزائفة التي انتشرت عقب زلزال تركيا وسوريا. إذ نشر ما يزيد عن 50 مادة تحقق، منها:
تداولت حسابات على موقع تويتر، مقطع فيديو ادّعت أنّه يوثّق تحطم قشرة الأرض بالقرب من مدينة هاتاي التركية، عقب زلزال جنوبي تركيا وشمالي
سورية. وتبين أنّ الادّعاء مضلّل، والفيديو قديم ونشرته وسائل إعلام صينيّة في تشرين الثاني عام 2022.
وأوضح الموقع حقيقة مشاركة فئران في البحث عن ضحايا الزلزال الأخير في تركيا؟ وحقيقة سحب تسع دول غربية لسفرائها من تركيا قبل 24 ساعة من الزلزال.
والفيديو الذي يُظهر كلبًا يجلس في أحد المكاتب، فاستشعر وقوع الزلزال وفر هاربًا، اتضح أنّه مضلّل وقديم، ومنشور في كانون الثاني عام 2010.
كما أن فيديو البحث عن جراء من تحت الأنقاض قديم وليس عقب زلزال تركيا وسوريا. وفيديو لإنقاذ قطة عالقة قديم وليس من تحت الأنقاض في تركيا.
ومقطع الفيديو الذي تداوله مستخدمون على مواقع التواصل الاجتماعي على أنّه لقطع أذن لص تركي حاول سرقة منازل المتضررين من الزلزال، توضح أنّه قديم نشرته بعض المنتديات في كانون الثاني الفائت.
أما صورة الرجل الذي يبكي حاملًا الخبز والتي انتشرت عقب الزلزال، تبيّن بالتحقق أنّها قديمة ومنشورة على مواقع التواصل الاجتماعي منذ عام 2014.
وفيديو الطفل السوري الذي يتحدث عن وفاة أفراد عائلته ليس بعد الزلزال الأخير، يعود إلى عام 2016، وهو لطفل من أحياء مدينة حلب السورية، يشرح حاله وحال عائلته التي قتل معظم أفرادها جراء قصف قوات النظام السوري على المنطقة.
وأما الفيديو المتداول على أنّه لتدفق المياه في سدود
العراق بعدما أمر الرئيس التركي
رجب طيب أردوغان، بفتح بوابات السدود التركية بسبب تحذيرات الخبراء أن كميات المياه الهائلة المخزنة هي أحد أسباب الزلازل، تبين أنّه مضلّل وقديم.
ادّعاءات طاولت فنانين ورياضيين
فيديو رسالة لاعب كرة القدم
البرتغالي كريستيانو رونالدو لأطفال سوريا قديم وليس بعد الزلزال الأخير الذي ضرب سوريا وتركيا. ولم يشارك الممثل التركي
بوراك أوزتشيفيت في عمليات الإنقاذ عقب الزلزال.