يمكن للأطفال من مختلف الأعمار إنشاء شخصيات افتراضية “أفاتار”، والدخول في عوالم متعددة، والقيام بمهمات متنوعة، تتراوح بين الاستكشاف، التجارة، اللعب الجماعي وحتى المحاكاة الافتراضية لمهن أو أنشطة حياتية.
لماذا تُثير القلق؟
على الرغم من شعبيتها الكبيرة، إلا أن خبراء التربية والتقنية يحذرون من مخاطر عدة قد تواجه الأطفال عند الانغماس في اللعبة لفترات طويلة، أبرزها:
-محتوى غير مناسب:
بما أن اللعبة تعتمد على محتوى ينشئه المستخدمون (User Generated Content)، فإن بعض الألعاب الفرعية قد تتضمن مضامين لا تتناسب مع أعمار الأطفال، سواء كانت عنفاً مبالغاً فيه أو سلوكيات غير تربوية.
-التواصل مع الغرباء:
وتتيح روبلكس خاصية الدردشة (Chat) بين اللاعبين، ما يفتح الباب أمام محاولات الاستدراج أو التنمر الإلكتروني من قبل مستخدمين مجهولين.
-عمليات الشراء داخل اللعبة:
وتعتمد اللعبة على عملة افتراضية تسمى “روبوكس” (Robux)، والتي يمكن شراؤها بالمال الحقيقي. وقد وقع كثير من الأطفال في فخ الصرف غير المراقب مما يسبب أعباء مالية على الأهل.
-الإدمان على اللعب:
وبسبب طبيعة العوالم المفتوحة وتنوع المهام، يقضي الأطفال ساعات طويلة أمام الشاشة، ما يؤثر على نومهم، تركيزهم الدراسي، وعلاقاتهم الاجتماعية الواقعية.
ووفق متابعة ميدانية، يُقدّر أن هناك ما لا يقل عن 35 طفلاً في إحدى المناطق المحلية يمارسون لعبة روبلكس بشكل يومي، وهو رقم يعكس مدى انتشارها حتى في البيئات التي لا يتوقع فيها أولياء الأمور أن تكون اللعبة بهذا الحضور القوي.
ويؤكد مختصون أن هذا الرقم وإن بدا محدوداً على نطاق ضيق، إلا أنه يعكس توجهاً متنامياً لدى الأطفال في
العراق ودول المنطقة نحو الألعاب الإلكترونية التفاعلية.
آراء الخبراء
الخبير التقني
أحمد السامرائي يقول "روبلكس ليست خطراً بحد ذاتها، لكن غياب الرقابة الأبوية يحوّلها إلى ساحة مفتوحة لمحتوى غير مناسب وسلوكيات مقلقة. الحل ليس المنع، بل المراقبة والتوجيه".
كما توضح الأخصائية التربوية
زهراء الجبوري ان "الأطفال ينجذبون لروبلكس لأنها تمنحهم حرية إنشاء عوالمهم الخاصة، لكن هذه الحرية قد تتحول إلى فوضى إذا لم يتدخل الأهل لتحديد
أوقات اللعب والتأكد من نوعية الألعاب التي يشارك بها أبناؤهم".
توصيات للآباء والأمهات
-تفعيل خاصية الرقابة الأبوية داخل اللعبة لمنع أي محتوى غير لائق.
-تحديد ساعات لعب مناسبة يومياً لتجنب الإدمان.
-متابعة عمليات الشراء عبر بطاقة الدفع والتأكد من عدم استغلالها.
-التحدث مع الأطفال بانتظام عن تجاربهم داخل اللعبة، وما إذا تعرضوا لمضايقات أو رسائل غريبة.
ولعبة “روبلكس” عالم واسع يفتح آفاقاً للإبداع والتعلم، لكنها في الوقت ذاته قد تحمل مخاطر حقيقية على الأطفال في حال غياب الرقابة الأبوية.
وانتشارها بين 35 طفلاً محلياً مثال حيّ على أن الظاهرة تتوسع، وأن الوعي المجتمعي مطلوب لحماية جيل كامل من سلبيات الاستخدام غير المنضبط للألعاب الإلكترونية.