وتعزو الدراسة التي نُشرت في مجلة "بي إم جيه (BMJ) للصحة العامة"، هذا الخطر المتزايد إلى البرودة وانخفاض درجات الحرارة الداخلية في هذه الأنواع من المساكن. ومع ذلك تشير النتائج إلى أن تحسين جودة السكن لمعالجة هذه المشكلات يمكن أن يخفِّض من وفيات أمراض القلب والأوعية الدموية، خصوصاً بين الرجال.
ووفق البيان المنشور، الجمعة، فإن
منظمة الصحة العالمية (WHO)، أصدرت في عام 2018، إرشادات السكن والصحة، والتي تشير إلى أن أمراض القلب والأوعية الدموية، مثل السكتة الدماغية وأمراض القلب، أكثر شيوعاً في المنازل الباردة. وأكد تقرير المنظمة أن التعرُّض للبرد يرفع ضغط الدم، وهو عامل معروف بارتفاع خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية.
أدلة إضافية
ويقدِّم الباحثون في "معهد
طوكيو للعلوم" باليابان الآن أدلةً إضافيةً على وجود اختلافات واضحة في خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، تبعاً لحالة السكن.
وتظهر الدراسة الجديدة التي شملت نحو 39 ألفاً من كبار السن، أن مكان سكننا يؤثر على طول حياتنا. وتشير الأدلة المتزايدة إلى أن جودة السكن تؤثر على خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية.
وكانت دراسات سابقة أُجريت في
اليابان قد أظهرت أن المنازل المنفصلة تميل إلى أن تكون باردةً، ودرجات الحرارة الداخلية فيها منخفضة وغير مستقرة، مما يمكن أن يرفع ضغط الدم ويزيد من تقلباته.
وكان الرجال أكثر عرضةً للخطر، ويرجع ذلك على الأرجح إلى ارتفاع ضغط الدم لديهم بشكل عام مقارنة بالنساء. ووفقاً لإرشادات "الجمعية اليابانية لارتفاع ضغط الدم"، يميل الرجال في العقدَين السادس والسابع من العمر إلى أن يكون ضغط الدم الانقباضي لديهم أعلى من ضغط الدم لدى النساء في العمر نفسه.
العزل الرديء
ووفق نتائج الدراسة، فقد تم تحديد سوء جودة السكن في شقق الإيجار بوصفه عاملاً آخر، حيث يتميز كثير من العقارات الإيجارية بعزل رديء، ويعود ذلك جزئياً إلى أن المُلاك لا يبدون دافعاً كافياً للاستثمار في التحسينات التي تعود بالنفع على المستأجرين بشكل رئيسي. وتُظهر المسوحات الوطنية أن 15 في المائة فقط من المنازل الإيجارية في اليابان مزودة بنوافذ زجاجية مزدوجة، مقارنةً بـ38 في المائة من المنازل المملوكة.
وتستند النتائج إلى دراسة جماعية استمرّت 6 سنوات وشملت 38731 من كبار السن في اليابان، بمتوسط عمر 73.6 عام، حيث ربط الباحثون بين مساكن المشاركين، وأنواع حيازاتهم، والسجلات الرسمية للوفيات الناجمة عن أمراض القلب والأوعية الدموية، مثل احتشاء عضلة القلب الحاد، وعدم انتظام ضربات القلب، وقصور القلب، والسكتات الدماغية.
ويشير الباحثون إلى أن أحد التفسيرات يكمن في الاختلافات الهيكلية بين أنواع المساكن التي تؤثر على الظروف الحرارية الداخلية. فالمنازل المنفصلة، المعرَّضة للبيئة الخارجية من جميع الجوانب كانت أكثر عرضةً لدرجات الحرارة الداخلية المنخفضة والمتقلبة، على عكس الشقق المعزولة بوحدات سكنية مجاورة.
وشدَّد الباحثون على أن تحسين العزل، والحفاظ على درجات حرارة داخلية أعلى من 18 درجة مئوية كما توصي منظمة
الصحة العالمية يمكن أن يُقللا من وفيات أمراض القلب والأوعية الدموية، خصوصاً بين كبار السن وفئة الرجال.
يقول الأستاذ المساعد واتارو أوميشيو، من
قسم الهندسة المعمارية بجامعة طوكيو للعلوم في اليابان، الذي قاد هذه الدراسة: "يمكن لمثل هذه المبادرات الرامية إلى تعزيز تبني مساكن عالية الجودة أن تُسهم ليس فقط في تحسين صحة القلب والأوعية الدموية، بل أيضاً في تعزيز صحة الكوكب من خلال التخفيف من آثار تغيّر المناخ من خلال خفض استهلاك الطاقة".