بعد أشهر من إصدار حكم الاعدام بحقه،
الرياض تنفذ حكم الاعدام بالرجل الدين الشيعي
نمر النمر و
ثمانية وأربعين شخصًا آخرين بتهمة الارهاب بحسب بيان اعلنته الداخلية
السعودية .
الرجل بقي في سجون النظام السعودي اكثر من اربعة اعوام بعد ان اعتقلته السلطات في الرياض بتهمة "الخروج على ولي الامر" و "اشعال الفتنة الطائفية".
إعدام قد يكون مفاجئ بالنسبة للكثيرين خصوصًا بعد المطالبات الدولية والمحلية لشخصيات سياسية ورجال دين بايقفاف حكم الاعدام بحق
النمر الذي اشتهر بمواقفه و خطبه الدينية المنتقدة لنظام الحكم السعودي وطريقته في ادارة الدولة .
ويعتبر الشيخ "
نمر باقر النمر" المولود في القطيف نهاية خمسينات
القرن الماضي، أبرز رجال الدين السعوديين
الشيعة وقد سبق أن اعتقلته السلطات السعودية لمرتين سابقتين، الاولى عام الفين وستة، والثانية عام الفين وثمانية على خلفية انتقادات وجهها للحكومة السعودية.
ولعل أبرز المواقف المطالبة بوقف تنفيذ حكم الاعدام بحق النمر، تلك التي صدرت عن الامين العام للامم المتحدة وزعيم التيار الصدري
مقتدى الصدر وغيرها من الشخصيات العربية والعالمية.
ائتلاف القانون: تنفيذ الاعدام بحق النمر خطوة يراد منها اشعال المنطقة
وفي أول موقف نيابي عراقي، اعتبر ائتلاف دولة القانون بأن تنفيذ الاعدام بحق النمر خطوة يراد منها اشعال المنطقة واثارة الفتنة الطائفية فيها ، فيما تحدثت اطراف اخرى منضوية في الائتلاف نفسه عن ان توقيت اعدام النمر كان بمثابة ثأر لاعدام الرئيس السابق
صدام حسين حسب رأيها، مطالبة بتصعيد المواقف إزاء الرياض عبر طرد سفيرها من
العراق.
أما الكتل السنية في البرلمان فأول رد فعل لها، كان عبر النائب عن اتحاد القوى الوطنية لقاء وردي التي اعتبرت ان اعدام النمر شأن داخلي سعودي ، مشددة على ان الاعتراض على اعدامه يفسح المجال للسعودية الى التدخل بالأحكام الصادرة بحق نائب رئيس الجمهورية السابق
طارق الهاشمي ووزير المالية
رافع العيساوي.
توقيت إعدام النمر
ويعتقد كثيرون أن توقيت إعدام النمر وتنفيذه له دلالات كثيرة وكبيرة.
فمن جهة، ربما سيفتح قرار إعدامه باب الانتقاد الدولي للنظام السعودي المتهم أصلاً بتقصيره في ادارة ملف الحريات و حقوق الانسان سيما وان التهم الموجهة للنمر يندرج جزء كبير منها ضمن لائحة حرية التعبير.
ومن جهة أخرى، يعتبر البعض ان توقيت اعدامه سيساهم بتوتر اجواء المنطقة التي تعاني من اضطرابات ومشاكل كبيرة يحمل معظمها طابعًا طائفيًا قد تساهم هذه الخطوة بزيادة حدته.
توتر تنبأت به
طهران التي اعتبرت عبر خارجيتها أن اعدام النمر سيكلف السعودية ثمنا باهضا، فيما شهدت
البحرين تظاهرات فرقتها السلطات بالغازات المسيلة للدموع استنكارًا لهذه الخطوة التي اعتبرها كذلك المجلس الشيعي في
لبنان خطأ فادحا.