زيارة رسمية ضمن مسار الانفتاح العربي
الزيارة جاءت في إطار العلاقات المتنامية بين
بغداد وأبوظبي، والتي شهدت خلال العامين الماضيين تطوراً ملحوظاً في مجالات الاستثمار والطاقة والتعاون الأمني والتنموي.
وتندرج هذه الخطوة ضمن سياسة
الحكومة العراقية القائمة على الانفتاح المتوازن مع
الدول العربية الشقيقة، بما يخدم المصلحة الوطنية العليا، ويعزز حضور
العراق كقوة اقتصادية إقليمية.
مشاركة نجله لا تعني شيئاً خارج السياق البروتوكولي
ورغم أن الزيارة كانت ذات طابع رسمي بحت، إلا أن مشاركة نجل
رئيس الوزراء مصطفى
السوداني في الوفد أثارت عاصفة من التعليقات على
وسائل التواصل الاجتماعي، حملت طابعاً شخصياً واستهدافاً سياسياً.
غير أن مراقبين يرون أن "هذه الضجة لا مبرر لها"، إذ لم يُعرف عن مصطفى السوداني أي تدخل في الشأن الحكومي أو السياسي، ولم يظهر يوماً في الإعلام أو في أي نشاط عام يوحي باستغلال موقع والده.
فمنذ تولي والده رئاسة الحكومة، لم يُشاهد مصطفى في أي موقع رسمي أو اقتصادي، ولم يتحدث باسم والده أو الحكومة، ولم يُعرف عنه أنه استثمر أو حصل على امتيازات بصفته "نجل رئيس الوزراء”".
وهو ما يجعل التساؤل مشروعاً: لماذا هذه الهجمة، وما الهدف من إثارتها الآن؟
تحليل خلفيات الحملة
مصادر سياسية وإعلامية رأت أن "الحملة تندرج ضمن محاولات بعض الأطراف المتضررة من نجاحات الحكومة، خاصة بعد الإنجازات التي تحققت خلال الفترة الماضية في مجالات الأمن والخدمات ومحاربة الفساد واستعادة الأموال المنهوبة.
ويُعتقد أن الجهات التي تقف وراء هذه الهجمات تحاول تشويه صورة رئيس الوزراء والتقليل من شعبية حكومته، عبر افتعال قضايا جانبية لإبعاد الأنظار عن الملفات الحقيقية التي يعمل عليها السوداني، مثل
مشروع طريق التنمية، والإصلاح المالي والإداري، وتحسين العلاقات مع دول الجوار.
استهداف للنجاح لا للشخص
المفارقة أن مصطفى السوداني، الذي أُقحم اسمه في سجال إلكتروني غير ذي معنى، لم يُشاهد يوماً يتحدث للإعلام، أو يتباهى بكونه نجل رئيس الوزراء، أو يظهر في نشاطات رسمية.
بل على العكس، فإنّ المقربين من عائلة السوداني يؤكدون أنه يعيش حياة طبيعية بعيدة عن الأضواء، وأن ظهوره المحدود لا يتجاوز الجانب العائلي أو الاجتماعي.
السوداني يواصل العمل بعيداً عن الجدل
في المقابل، واصل رئيس الوزراء
محمد شياع السوداني جدول أعماله المكثف في
أبوظبي، بلقاءات رسمية مع كبار المسؤولين الإماراتيين، ناقش فرص الاستثمار، ودعم مشاريع التنمية، وتعزيز التعاون الاقتصادي بين البلدين.
ويرى مراقبون أن "السوداني لا يلتفت إلى هذه الحملات الجانبية، متمسكاً بسياسة الهدوء والعمل الميداني، وهو ما أكسبه احتراماً محلياً وإقليمياً".
الجدل الذي أثارته مرافقة نجل رئيس الوزراء خلال الزيارة إلى الإمارات يبدو أبعد ما يكون عن القضايا الوطنية الحقيقية، ويكشف عن رغبة بعض الأصوات في خلط الأوراق والتقليل من المنجزات.
فالحقائق واضحة: لا مصطفى السوداني تولّى منصباً، ولا استثمر
أموال الدولة، ولا استغل نفوذ والده، بل إن ما جرى مجرد اصطياد إعلامي في الماء
العكر، ومحاولة للتشويش على جهود الحكومة التي تخطو بثبات نحو بناء عراق قوي ومنفتح على أشقائه العرب.