وقالت "DW"، انه "في غضون أسابيع قليلة، ستغادر البعثة الخاصة للأمم المتحدة إلى
العراق البلاد إلى الأبد، والتي تتواجد في العراق منذ ان تم انشائها بعد وقت قصير من الغزو الأمريكي للعراق عام 2003".
وقال رئيس البعثة محمد الحسان ان خروج البعثة يمثل "بداية فصل جديد متجذر في قيادة العراق لمستقبله"، وكانت
الحكومة العراقية قد طلبت مغادرة البعثة لان العراق يريد ان يكون "دولة طبيعية"، ولم تعد بحاجة الى البعثة الأممية لضمان الانتقال الديمقراطي.
وأغلقت البعثة خلال الصيف مكتبها الذي كان يضم حوالي 700 موظف، ومن المفترض ان تغلق باقي مكاتبها خلال أسابيع، وتُسلم المباني إلى الحكومة العراقية بالكامل، كما ستنسحب القوات الأميركية من العراق بحلول سبتمبر/أيلول المقبل بالكامل أيضا، بعد اتفاق مخطط له في عام 2024.
وكان هناك 200 جندي امريكي في العراق بعد انتهاء الغزو، وغادر معظمهم بحلول 2011، قبل ان يعود 1500 منهم عام 2014 بعد غزو داعش، ثم ارتفع العدد الى 2500 بعد الازمات الأخيرة في المنطقة، لكنهم بدأوا يغادرون بالفعل من
بغداد والانبار باتجاه
كردستان، وبحلول أيلول 2026 سيغادرون كردستان أيضا والأراضي العراقية بالكامل.
وبينما وصف
السوداني هذا التحول بانه "بداية عهد جديد"، يطرح تساؤل عن كيف سيبدو هذا العصر الجديد، بدون بعثة
الأمم المتحدة والجيش الأمريكي، ترى فيرونيكا إرتل، رئيسة مكتب
الأردن لمؤسسة كونراد أديناور الألمانية، ان الاعتقاد بان هذا العصر سيكون عصر سيادة كاملة للعراق هو امر مبالغ به، وان الانسحاب "ليس نهاية المطاف، بل إعادة تقييم للنفوذ الدولي، وخاصةً للعلاقات الأمريكية العراقية".
وتضيف: "بينما يُعتبر هذا، من جهة، إشارةً مهمةً للابتعاد عن الاحتلال والحرب، فقد أدركت العديد من الجهات العراقية الفاعلة أيضًا الأثر المستقر لهذه القوات".
وعلى سبيل المثال، في أكتوبر 2025، اتفق العراق والولايات المتحدة على أنه ليس من المفترض أن تغادر جميع القوات الأميركية ومن المرجح أن يبقى ما بين 250 و350 جندياً في قاعدة أميركية في
كردستان العراق، للعمل كمستشارين ومدربين، خصوصا بعد تقلبات المنطقة والتوترات القائمة في الشرق الأوسط.
كما يتوقع الخبير في
الشؤون العراقية إيرتل استمرار التعاون العسكري بين العراق والولايات المتحدة، إذ تشرف
وزارة الخارجية الأميركية على كيانين تديرهما
وزارة الدفاع تحت إشراف سفيرها، فضلاً عن بعثة
حلف شمال الأطلسي في العراق، فضلا عن التعاون الاقتصادي.
أما بالنسبة لبعثة اليونامي، فسيتم نقل المسؤوليات الى فريق الأمم المتحدة المتمركز في العراق من خلال ممثلين يعملون في جميع المجالات تقريبًا، كما لا يبدو النفوذ الأمريكي في العراق سيتلاشى قريبًا، مع مساعي
ترامب خلال الأشهر القليلة الماضية، إلى تعزيز نفوذ
واشنطن في بغداد، وارسال مبعوث خاص.