السومرية نيوز/ بغداد
انتقد
رئيس الوزراء نوري المالكي، السبت، النظام الانتخابي في البلاد وتشكيل "حكومات توافقية او شراكة وطنية" لعدم "تحقيقهما للديمقراطية في البلاد"، وفيما حذر من تقسيم سياسي "يعمد الحدود بالدم"، دعا الى اعتماد سياسة خارجية متوازنة مع الدول الاقليمية والكبرى على اساس المصالح "لا الاجندات".
وقال
المالكي في كلمة ألقاها نيابة عنه، وزير
التعليم العالي والبحث العلمي علي الاديب خلال حفل (الشهيد العراقي) بذكرى استشهاد زعيم المجلس الاسلامي العراقي الاسبق
محمد باقر الحكيم، والذي اقيم ببغداد وحضرته "
السومرية نيوز"، إن "النظام الانتخابي الذي وضعناه، لتحقيق الديمقراطية في
العراق، لم يحقق حالة الانسجام والتوافق"، مشيرا إلى أن "حكومات
الوحدة الوطنية والشراكة والتوافق كانت مصداقاً للاتوافق، ما يستدعي منا مراجعة ما حدث".
وحمّل المالكي، "جميع اطراف العملية السياسية مسؤولية فشل التوافق السياسي وحكومات الشراكة"، موضحا أن "الديمقراطية حين تتحول الى اشبه ما يكون بالفوضى، ستنتج حالة من التردي في الاوضاع السياسية والامنية والاقتصادية والخدمية".
وشدد المالكي على أن "تجربة التحالفات لا يمكن ان تفضي الى استقرار سياسي"، داعيا إلى "تنسيق العمل بين الاطراف المتقاربة فكريا، وبين الاطراف المختلفة معها والموحدة وطنيا وفق الية عمل معينة ضد الاعداء في الداخل".
وأشار المالكي في الكلمة التي القاها الأديب وهو نائب الامين العام لحزب الدعوة الاسلامية إلى أن "الوطن يتمزق والتحديات كبيرة والانقسام النفسي والاجتماعي قائم، وبقي فقط ان يتوّج الانقسام السياسي الذي سيعمد الحدود بالدم، وهذا ما يحدث الان".
ونبّه الى "ضرورة فحص ملفات الماضي بدقة، وفحص جميع المطالب التي ترتفع من هنا وهناك، لنفهم جذورها وامتداداتها في الوضع الاقليمي والدولي"، منوها الى أن "ثقافتي التكفير والتدمير هي السائدة في جميع مناطق العراق وتتحركان في كل مكان، وهي ثقافة ورثناها من النظام السابق".
ودعا المالكي الى "ايجاد علاقات متوازنة مع دول الجوار، والتي تؤثر بشكل مباشر او غير مباشر في اوضاعنا الداخلية"، مشددا على أن "تكون لدينا دبلوماسية نشطة تحرك المسارات باتجاه منفعة البلاد، لا من اجل منافع اجندات تخص منافع تلك الدول".
وحذر المالكي من مغبة "رهن مستقبل البلاد بأي دولة كبرى كما كان يفعل الاخرون"، مطالبا بـ"تنظيم علاقاتنا مع الدول الكبرى التي تؤثر على ميزان القوى على اساس المنافع لا المزايدات".
يذكر أن العراق يعاني من أزمة سياسية كبيرة تفاقمت عقب خروج تظاهرات في عدة محافظات ذات "الأغلبية السنية"، احتجاجا على سياسة رئيس الحكومة نوري المالكي.
وكان
الائتلاف الوطني العراقي قد أصدر بيانا ألقاه رئيس الائتلاف
أحمد الجلبي خلال مؤتمر صحافي عقده بمبنى البرلمان، الاثنين (14 كانون الثاني 2013)، كلف بموجبه
رئيس المجلس الاعلى الاسلامي
عمار الحكيم لعقد اجتماع يضم زعماء الكتل السياسية بغية الجلوس على طاولة
الحوار الوطني لحل الازمة الراهنة، ولم تصل الحوارات بين الأطراف إلى عقد الإجتماع.