السومرية نيوز /
بغداد
أكد رئيس
حركة التغيير الكردية نوشيروان مصطفى، الجمعة، أن
إقليم كردستان يعاني حالياً من أزمات على جميع الأصعدة، مبيناً أن تلك الأزمات ناتجة عن السياسات الخاطئة للحكومات المتعاقبة في الإقليم، فيما أشار الى انهيار الإنتاج الزراعي والحيواني والصناعي فيه.
وقال مصطفى في لقاء متلفز دونه ووزعه مكتبه الإعلامي وتلقت "
السومرية نيوز" نسخة منه، إن "إقليم
كردستان يشهد أزمات تأتي كنتيجة حتمية للسياسات الخاطئة للحكومات المتعاقبة فيه"، مشيراً الى أن "بعض تلك الأزمات قديمة وموروثة واستفحلت بمرور الزمن، منها مشاكل الأراضي ومشاكل المناطق المستقطعة التي أضاعت القيادة الكردية الفرصة المواتية لحلها ابان سقوط النظام البعثي وإعادة بناء
الدولة العراقية، أما الأزمات الاخرى مثل الثروات والسلطة فقد نتجت جراء إخفاقات حكومات المناصفة بين
الاتحاد الوطني الكردستاني والحزب الديمقراطي الكردستاني".
وأوضح مصطفى أن "الإقليم يعاني الآن من أزمات على جميع الأصعدة، فعلى المستوى المحلي يعاني الإقليم من اقتصاد متفسخ جراء الاعتماد على نسبة الـ17% من موازنة
العراق المتأتية أصلا من بيع النفط"، لافتاً الى أن "الإنتاج الزراعي والحيواني والصناعي في كردستان انهار على نحو لم تعد عائداته تصل الى 6%".
وأضاف أن "معيشة شعب كردستان معتمدة على الرواتب الحكومية المعتمدة أصلا على
الحكومة الاتحادية التي صارت تستخدم هذه الورقة كحرب اقتصادية ضد الإقليم متى ما شاءت"، لافتاً الى "أزمة الرواتب المستفحلة منذ اشهر بموازاة الكساد والبطالة وشح السيولة النقدية وتلاشي الثقة بالنظام المصرفي وأزمة الوقود واضمحلال الكهرباء وأزمة غياب الاطمئان على الحياة والممتلكات".
وتابع مصطفى "على مستوى العراق، هناك خلافات مع بغداد تتفاقم احياناً حد الاقتتال، اما
حركة التغيير وبالتعاون مع أطراف اخرى، فقد تقدمت بمشروعين منفصلين الى قيادة الإقليم في مناسبتين مختلفتين، احدهما يخص تغيير نمط العلاقة بين الإقليم والعراق من علاقة حزبية خاصة الى علاقة مؤسساتية بين حكومة الإقليم والحكومة الاتحادية"، مبيناً أن "المشروع الآخر كان بمثابة خارطة طريق لحلحلة المشاكل بين الإقليم والحكومة الاتحادية، لكن كلا المشروعين كغيرهما من المشاريع الإصلاحية الاخرى تركا على رفوف الإهمال".
وأشار مصطفى الى أنه "على المستوى القومي، فإن الأمة الكردية في كل أرجاء كردستان والعالم اجمع كانت تتطلع الى حكومة إقليم كردستان منذ انبثاقها وتضع فيها كل الآمال لتكون نواة لدولة كردستان المستقبلية، في حين باتت تتجه نحو التحول الى نموذج قبيح من الإدارة الكردية، إذ إنها ورغم كل ما تتسم به من فساد بمختلف أشكاله ورغم انعدام العدالة الاجتماعية بكل أبعادها، ورغم غياب الشفافية في علاقاتها الخارجية بكل ابعادها، باتت تتحول الى شقيق منبوذ عوضا عن دعمها لحقوق ومكاسب الكرد في أجزاء كردستان الاخرى".
ونوه الى أنه "على المستوى الدولي، فإنها (حكومة كردستان) كرست كل جهودها في مجال تكثيف علاقاتها التجارية مع
تركيا وخصوصا في مجال النفط، وقد عتّمت على هذا القطاع على نحو لا يعرف مكنوناته سوى الباري
عز وجل، ولا احد يعلم ما فوائد النفط وكم هي عائداته ومن المستفيد منها والى متى يبقى الوضع على هذا المنوال".
يشار الى أن حركة التغيير التي تسمى "گوران" باللغة الكردية، هي حزب ينشط في اقليم
كردستان العراق أسسه السياسي الكردي نوشيروان مصطفى في عام 2009 بعد استقالته من
حزب الاتحاد الوطني الكردستاني الذي يتزعمه الرئيس العراقي
جلال الطالباني.
ورفعت حركة التغيير منذ تأسيسها شعارات ضد الفساد والعمل من إجل الإصلاحات السياسية والاقتصادية في إقليم كردستان العراق.
وتمكنت خلال الانتخابات البرلمانية الأخيرة من إحراز 24 مقعداً في برلمان إقليم كردستان وله
ثمانية مقاعد في
البرلمان العراقي.