بعد أكثر من ألفين ومئتي يوم على دخول الجيش الاميركي إلى
العراق بمدنه وصحرائه وأريافه وشواطئه يحل تاريخ الثلاثين من حزيران هذا العام ليرسم بداية عهد جديد من السيادة والاستقلال.
ففي هذا اليوم ينسحب اكثر من مئة وخمسة وثلاثين ألف جندي أميركي إلى خارج المدن والقصبات ليبقى منهم النزر اليسير ممن سيتولون مهماما تدريبة واستشارية ولن يسمح بعدها لهم بالدخول إلا بطلب قوات الامن العراقية عند الحاجة.
غير أن الوصول إلى هذا الانجاز، لم يكن بالعمل السهل. فسنوات ست كاملة وقفت حائلا أمام عودة السيادة على اصحابها، وهي سنوات تخللها الكثير من الوعود والتراجع والعنف.
- في الاول من أيار ألفين وثلاثة، أي بعد ستة اسابيع على الاجتياح، الرئيس الاميركي
جورج بوش يعلن نهاية المعارك الرئيسية في العراق ومواصلة \"الحرب على الارهاب\".
- في السادس من تموز من العام نفسه، بول بريمر الحاكم الاميركي السابق يقرر انشاء مجلس حكم موقت يتمتع بسلطات تنفيذية لكنه يحتفظ لنفسه بحق الفيتو.
- وفي الثامن من آب الجيش الجديد يبصر
النور.
- الاول من أيلول يشهد ولادة حكومة اولى معينة من خمسة وعشرين وزيرا من دون رئيس لهم.
- في الخامس عشر من أيلول، نقلة اقتصادية جديدة تتمثل بوضع الدينار الجديد في التداول
- ولم ينبلج فجر السادس عشر من الشهر نفسه على العراق من دون ان يجتمع مجلس الامن ليصدر القرار 1511 معلنا تشكيل تشكيل قوة متعددة الجنسية بقيادة اميركية.
- بعدها بشهر واحد، وتحديدا في الخامس عشر من تشرين الأول بول بريمر يتفق مع مجلس الحكم الموقت على جدول زمني لنقل السلطات إلى العراقيين وتنظيم انتخابات تشريعية.
- عام ينتهي ويدخل العراق العام ألفين وأربعة عبر توقيع الدستور الموقت في الثامن من آذار.
- في الاول من حزيران، العراق يطوي صفحة الرئيس السابق
صدام حسين وتعيين الشيخ غازي عجيل الياور رئيسا للجمهورية واياد
علاوي رئيسا للحكومة.
- 8 حزيران القرار الدولي 1546 ينقل السيادة إلى العراقيين، -
- وفي الثامن والعشرين من حزيران ايضا قوات التحالف تسلم السلطة إلى الحكومة الانتقالية وبريمر يحل قيادته ويغادر العراق.
- بعد هذا التاريخ، دارت عجلة السياسة المحلية والحكومة تدشن في الخامس عشر من آب أول مؤتمر وطني في
بغداد لبدء العملية السياسية وتعيين برلمان انتقالي.
العام الفين وخمسة شكل نقلة سيادية نوعية.
- فنهاية شهر كانون الثاني شهدت اولى الانتخابات التشريعية الحرة منذ أكثر من نصف قرن.
-وفي خطوة ثانية، انتخب
جلال طالباني رئيس جمهورية العراق وعين ابراهيم
الجعفري رئيسا للوزراء في السادس عشر من نيسان.
- العاشر من أيار شكلت لجنة صياغة الدستور التي قدمت مسودتها الاولية في الخامس عشر من تشرين الاول الذي يلي بنفحة فدرالية.
- وطوى العام اوراقه بفوز كبير للائتلاف الشيعي الموحد في الانتخابات التشريعية الجديدة.
- نتيجة هذه الانتخابات، جاءت بنوري
المالكي رئيسا للوزراء في أيار من العام ألفين وستة بعد ان جدد للرئيس
طالباني في موقعه في الثاني والعشرين من نيسان.
- شهر تموز شهد تسلم القوات العراقية لمحافظة
المثنى من قوات التحالف وهي اولى المحافظات التي عادت الى السيادة العراقية كاملة من اصل ثلاث عشرة محافظة سلمت للعراقيين في العامين التاليين. وفي
الحادي عشر من تشرين الاول اقر قانون تشكيل الاقاليم.
- في العام ألفين وسبعة، حان وقت البريطانيين للانسحاب من مدينة
البصرة وتحديدا في اليوم الثالث من شهر أيلول.
- اما في العام ألفين وثمانية فبدأت بوادر السيادة بالظهور دبلوماسيا، مع الزيارة البارزة لاول زعيم عربي يزور العراق منذ الاجتياح وهو الملك الاردني عبدالله الثاني في الحادي عشر من آب.
- السادس عشر من تشرين الثاني، أشرق فجر جديد على العراق مع توقيع العراق لاتفاقية سحب القوات الاميركية من العراق، ومصادقة البرلمان عليها في السابع والعشرين من الشهر نفسه.
- في اليوم الاول من العام الحالي استعاد العراق
المنطقة الخضراء في ابلغ اشارة إلى عودة الاستقلال كما سلمت القوات البريطانية السلطات العراقية
مطار البصرة،
- والرئيس الاميركي باراك اوباما يطلب في الحادي والعشرين من الشهر نفسه مضاعفة الجهود لسحب الجنود من العراق بطريقة مسؤولة في موعد أقصاه الحادي والثلاثين من آب العام ألفين وعشرة ليطوي بذلك صفحة من تاريخ العراق لا يزال الوقت مبكرا للحكم عليها.
للمزيد من التفاصيل، شاهد الفيديو الخاص بهذا التقرير لهيثم خوند