السومرية
نيوز/
بغداد
أعلن
مستشار رئيس
الحكومة العراقية لشؤون
الأمن الوطني فالح الفياض، الاثنين، أن
العراق
بدأ حوارا مع المسؤولين في المملكة
السعودية من اجل توقيع مذكرة تفاهم في مجال مكافحة
الإرهاب والجريمة المنظمة، وفيما لفت إلى أن المملكة أبدت استعدادها للتعاون في
هذا المجال، اكد أن العراق بدأ بإبرام اتفاقيات ممثالة مع فرنسا وبريطانيا.
وقال الفياض في حديث نقلته جريدة
الرياض السعودية، إن
"العراق حالياً بصدد توقيع مذكرات تفاهم مع الدول التي يستطيع التفاهم
معها"، مؤكداً أن احد أهداف زيارته للسعودية "هو السعي لتوقيع مذكرة
تفاهم بين الحكومتين العراقية والسعودية من اجل التنسيق في مكافحة الإرهاب".
وأضاف الفياض أن "المملكة أبدت استعدادها الكامل
للتعاون من أجل مكافحة الإرهاب وتجارة المخدرات والجريمة المنظمة والاقتصادية وهذا
مهم جداً"، مؤكداً "عدم وجود تعاون بمعنى التعاون المؤسسي مع المملكة
الذي يستند لضوابط وآليات واتفاق، لكن مباحثاتنا كانت تنصب على هذا الموضوع وأسسنا
لفهم مشترك وسنبدأ بتنفيذ الآليات خلال الفترة القريبة المقبلة".
وكشف الفياض أن "العراق بدأ بإبرام اتفاقيات مع دول
أخرى مثل فرنسا وبريطانيا من اجل التنسيق وتبادل المعلومات"، مشيراً إلى أن
"العراق إلى الأمس القريب لم يكن لديه منظومات تعاون مع دول الجوار مثل تركيا
وإيران والكويت ويوجد بعض التعاون مع الحكومة الأردنية لكن بعد الانسحاب الأميركي
الذي كان يفرض ظلاله على
الأجهزة الأمنية من خلال وجود منظومة استخبارية عملاقة هي
المنظومة الأميركية".
وكان مسؤول سعودي رفض الكشف عن اسمه قال بتصريحات صحافية
في (20 شباط 2012) إن المملكة قدمت إلى
السفارة العراقية لدى الرياض ترشيح سفيرها
لدى
الأردن فهد عبد المحسن الزيد ليكون سفيراً غير مقيم في بغداد، فيما أكد وزير
الخارجية العراقي
هوشيار زيباري، في (21 شباط 2012)، أن السعودية عينت سفيراً لدى
العراق لإعادة العلاقات الدبلوماسية بشكل كامل بين البلدين في خطوة تعتبر الأولى
منذ العام 1990.
واعتبرت
لجنة العلاقات الخارجية في
البرلمان العراقي، أن
تعيين السعودية سفيراً لها في بغداد بعد أكثر من 20 عاماً رسالة خليجية لتأكيد
حضور
القمة العربية، واصفة الخطوة بالإيجابية لدفع العلاقات الثنائية إلى الأمام.
ويعتبر قرار السعودية بتعين سفير لها في العراق هو الأول
منذ أكثر من 20 عاماً عقب قطع العلاقات الدبلوماسية بين الطرفين بعد غزو نظام صدام
حسين للكويت في الثاني من آب عام 1990، حيث اتخذت الرياض موقفاً متشدداً من النظام
آنذاك وأصبحت قاعدة لتجمع القوات المتعددة الجنسيات التي تألفت من أكثر من 30 دولة
لتحرير
الكويت.
وعلى الرغم من المحاولات نظام صدام لإعادة العلاقات مع
الرياض والتي بدت أكثر وضوحاً في قمة بيروت عام 2002 باجتماع نائب الرئيس العراقي
عزة الدوري مع العاهل السعودي الملك عبد الله بن
عبد العزيز الذي كان آنذاك ولياً
للعهد لكن نية
الولايات المتحدة الأميركية بمهاجمة العراق وإسقاط صدام فشلت أي
مسعى لإعادة العلاقة بين البلدين.
وبعد سقوط نظام
صدام حسين في نيسان عام 2003، لم تشهد
العلاقات أي تطور ايجابي بل شهدت توتراً شبه مستمر بين الطرفين على خلفية اتهامات
الرياض للحكومة العراقية بالطائفية واتهامات سياسيين عراقيين شيعة للسعودية بدعم
أعمال العنف في البلاد خلال السنوات الماضية، ولم يؤد افتتاح السفارة العراقية في
عام 2007 وتعيين غانم الجميلي سفيراً في الرياض بعد عامين، إلى إعادة العلاقات
الطبيعية في البلاد.