السومرية نيوز/
كركوك
أكدت القنصلية الأميركية في كركوك، الاثنين، أهمية انتشار القوات المشتركة في المحافظة، وفيما شددت قوات حرس
إقليم كردستان أنها تعمل ضمن المنظومة الأمنية الوطنية لتعزيز أمن كركوك، كشف مصدر عن قرب توجه لواء منها لضبط الأمن في المناطق المتنازع عليها بديالى، على خلفية انسحاب الجيش العراقي منها لتأمين العاصمة بالتزامن مع انعقاد قمة
بغداد.
وقال القنصل الأميركي في كركوك، توماس يايزكاردي، في تصريحات لعدد من وسائل الإعلام بينها "السومرية نيوز"، إن من "المهم وجود قوات أمنية مشتركة في المحافظة تسهم في حفظ أمنها"، مشيراً إلى أن "وفداً من القنصلية زار مقر لواء كركوك الأول لقوات البيشمركة في ناحية قرهنجير (35 ﻛﻢ شمال كركوك) لمناقشة الأوضاع الأمنية في المحافظة".
من جانبه قال آمر اللواء الأول للبيشمركة في كركوك، شيركو فاتح شواني، إن "قوات بيشمركة
كردستان حملت على عاتقها القسم الأساس من مهام ترسيخ الأمن والاستقرار في كركوك بالتعاون مع القوى الأمنية الأخرى"، مبيناً أن "قوات البيشمركة تبذل كل جهودها لتطهير المحافظة من المجموعات الإرهابية والحفاظ على أمن الأهالي بمكوناتهم وأطيافهم كافة".
وأوضح شواني، أن "اللقاء مع الوفد الأميركي تناول أهمية وجود القوات المشتركة في المحافظة والتنسيق بين حكومة إقليم
كردستان العراق والحكومة الاتحادية بهذا الخصوص".
إلى ذلك كشف مصدر أمني في كركوك، أن "لواءً من قوات البيشمركة سيدفع باتجاه ديالى خلال أيام لضبط الأمن في المناطق المتنازع عليها"، لافتاً إلى أن "أفواجاً من الجيش العراقي ستنسحب من عدة مدن لتأمين بغداد بالتزامن مع انعقاد مؤتمر
القمة العربية فيها".
يذكر أن مؤتمر القمة العربية سينعقد في العاصمة العراقية بغداد في التاسع والعشرين من آذار 2012 الحالي.
وقال المصدر، الذي طلب عدم الكشف عن اسمه، في حديث لـ"السومرية نيوز"، إن "قوات البيشمركة ستتمركز في جلولاء (70 كم شمال بعقوبة)، والسعدية (60 كم شمال بعقوبة)، ومناطق أخرى سيتم الاتفاق عليها من المسؤولين الأمنيين في
محافظة ديالى بالتنسيق مع
وزارة الدفاع الاتحادية".
يذكر أن لواءً من قوات البيشمركة ينتشر في مناطق محددة من شمال كركوك باتجاه محافظتي أربيل والسليمانية، كجزء من القوات الأمنية المشتركة في المحافظة، ويعمل ضمن
اللجنة الأمنية المشتركة التي يرأسها محافظ كركوك،
نجم الدين عمر كريم، ويطالب عرب كركوك وتركمانها بإخراج قوات البيشمركة من المحافظة واقتصار عملها في حدود إقليم كردستان
العراق.
وأعلن محافظ كركوك، في (9 من آذار 2012)، عن الإبقاء على لواء من البيشمركة للاستعانة به عند الحاجة.
لكن النائب عن
محافظة كركوك ياسين
العبيدي، اعتبر أمس السبت (10 من آذار 2012)، أن نشر قوات من البيشمركة في المحافظة "تجاوزاً" على الدستور، داعياً إلى نشر قوات من الجيش العراقي في المحافظة.
وكان من المفترض أن تنسحب القوات المشتركة التي دخلت إلى كركوك عقب التوترات التي حصلت على خلفية التصريحات التي دعا فيها رئيس الجمهورية
جلال الطالباني (في 8 من آذار 2011 الماضي)، إلى تشكيل ائتلاف استراتيجي كردي تركماني في كركوك لتحريرها ممن وصفهم بـ"الإرهابيين والمحتلين الجدد"، وطالب الكرد بعدم نسيان موضوع المناطق "المستقطعة" من كردستان وضمها إليها، كما وصف كركوك بأنها "قدس كردستان" التي لم تعد لحد الآن إلى الإقليم، خصوصاً أن وزارة البيشمركة أوعزت في آذار من العام الماضي لقواتها المنتشرة في مناطق
جنوب غرب كركوك بالانسحاب إلى مقراتها في محافظات الإقليم، بعد استقرار الأوضاع الأمنية فيها.
وتعتبر محافظة كركوك (250 كم شمال العاصمة بغداد)، التي يقطنها خليط سكاني من العرب والكرد والتركمان والمسيحيين والصابئة، من أبرز المناطق المتنازع عليها، وفي الوقت الذي يدفع العرب والتركمان باتجاه المطالبة بإدارة مشتركة للمحافظة، يسعى الكرد إلى إلحاقها بإقليم كردستان العراق، فضلاً عن ذلك تعاني كركوك من هشاشة في الوضع الأمني في ظل أحداث عنف شبه يومية تستهدف القوات الأجنبية والمحلية والمدنيين على حد سواء.