السومرية نيوز/
كركوك
نظم صاغة الذهب في
محافظة كركوك، الثلاثاء، اعتصاماً
مفتوحاً وسط المدينة احتجاجاً على تكرار استهداف أقرانهم وعدم تأمين الحماية الكافية
لهم، محذرين من خسارة المحافظة بورصتها التي تتعامل بعشرات المليارات من الدنانير
يومياً، فيما أكدت
قيادة شرطة كركوك وضع خطة أمنية لحماية الصاغة
في المدينة.
وقال رئيس مجلس تجار الذهب في كركوك
جمال عبد
الجبار في حديث لـ"السومرية نيوز"، إن "العشرات من أصحاب المحال في
مجمع الصاغة،
وسط كركوك نظموا، اليوم، اعتصاماً مفتوحاً احتجاجا على عدم تأمين الحماية
اللازمة للمجمع"، مؤكدا أن "المجمع الذي يضم 125 محلاً و250 صائغاً يعتبر بمثابة بورصة
المحافظة وقلبها النابض وعاملاً لتشجيع الاستثمار وجلب رؤؤس الأموال".
وأضاف
عبد الجبار، أن "صاغة كركوك يتعرضون
لتهديدات بسبب انعدام الإجراءات الأمنية المناسبة"، مشيراً إلى أن "الصاغة
قرروا الاعتصام وغلق محلاتهم لحين تلبيه مطالبهم الخاصة بتأمين حماية على مدار 24 ساعة
ومنحهم إجازات حمل السلاح".
وحذر رئيس مجلس تجار الذهب في كركوك من "خسارة
المحافظة بورصتها التي تتعامل بعشرات المليارات من الدنانير يومياً نتيجة الاعتصام"، لافتا إلى أن "السوق العصري تعرض مطلع العام الماضي 2011، إلى
عمليتي سطو على بعد 150 متراً من مقر
قيادة شرطة محافظة كركوك، وأسفرتا عن فقدان أربعة
من الصاغة وسرقة أكثر من 30 كغم من الذهب قيمتها مليوني دولار".
من جانبه قال الصائغ سامان جباري في حديث لـ"السومرية
نيوز"، إن "الأوضاع الأمنية في
العراق تشهد تدهوراً وظهوراً للعصابات المنظمة
المافيات المتخصصة باستهداف تجار الذهب ورجال الأعمال"، مضيفاً أن "حادثاً
استهدف الصاغة في
بغداد، يوم أمس الاثنين، (12 من آذار 2012) وقبلها في
البصرة والموصل وكركوك".
وكان مصدر في الشرطة العراقية قال في حديث لـ"السومرية
نيوز"، أمس الاثنين، إن مسلحين مجهولين اقتحموا، محال للذهب في سوق الـ4000 في
منطقة الشعب،
شرق بغداد، وأطلقوا النار من مسدسات كاتمة للصوت، مما أسفر عن مقتل اثنين
من صاغة الذهب، مضيفاً أن قوة من الجيش العراقي والشرطة كانت قريبة من مكان الحادث
اشتبكت مع المسلحين، مما أدى إلى مقتل عنصري شرطة ومدنيين اثنين وإصابة عشرة بينهم
أربعة من الجيش والشرطة.
وأعرب جباري عن "شعوره وأقرانه من الصاغة
في كركوك بالخوف الشديد وعدم القدرة على مواصلة العمل في ظل الظروف الأمينة السائدة
حالياً"، مشيرا إلى أن الصاغة "لايمكنهم العمل إلا بتامين الحماية الكافية لنا وإلا فإن
الشلل سيستمر في سوق الذهب وستخسر كركوك أكبر بورصة عراقية تتعامل بعشرات المليارات
من الدنانير يومياً".
من جهته قال الصائغ سركوت سامي في حديث لـ"السومرية
نيوز"، إن "الجميع بات يخاف من العمل في سوق الصاغة على خلفية الهجمات المتكررة
التي تستهدفهم في أنحاء العراق"، لافتا إلى أن "هجوم الأمس على سوق الذهب
في بغداد، دق جرس الخطر مجدداً ما يتطلب تحركاً فعالاً من القوات الأمنية لتأمين السوق
ومنع حدوث أي خرق أمني جديد فيه".
بدوره قال قائد شرطة كركوك، اللواء جمال
طاهر بكر، في حديث لـ"السومرية نيوز"، إن "قوات شرطة كركوك أخذت الاحتياطات
اللازمة كافة وزادت عدد العناصر الأمنية لحماية السوق العصري وغيره من أسواق الصاغة
لمنع حدوث أي عملية إرهابية قد تحدث على غرار هجوم بغداد"، مؤكداً أن "مراكز
الشرطة المعنية أبلغت بضرورة تأمين الحماية للصاغة في كركوك".
وأوضح بكر أن "كركوك تشهد تحسناً أمنيا
ملحوظاً"، مستدركاً بالقول "لكن إجراءات مشددة اتخذت لمنع تكرار أي هجوم على الصاغة".
وشهدت عمليات السطو على محال الذهب والمصارف
في العراق، ارتفاعاً ملحوظاً خلال السنوات الثلاث الماضية، إذ بدأت مع حادثة مصرف
الزوية
في
منطقة الكرادة ببغداد، سنة 2009، مروراً بحالات سطو كثيرة على المصارف الحكومية
ومكاتب الصيرفة الأهلية، ومحال بيع المجوهرات، ومنها تلك التي حدثت في بغداد يوم
18 من نيسان 2011، على محلات للذهب بسوق الأمين الشعبية في منطقة الأمين، شرق بغداد،
وأدت إلى مقتل اثنين من أصحابها.
كما شهد العام 2010، العديد من عمليات السطو
إذ تعرضت محال الصياغة في سوق الطوبجي شمال بغداد، في التاسع عشر من نيسان، إلى عملية
سطو أدت إلى مقتل سبعة أشخاص، بينهم ثلاثة من الصياغة الذين ينتمون لطائفة
الصابئة
المندائيين الذين كانت مهنة صياغة الذهب محصورة بهم، وحدثت عملية سطو أخرى يوم الأول
من أيار 2010، على محل لبيع الذهب في منطقة حي القاهرة شرق بغداد، من قبل مجموعة مسلحة
تمكنت من سرقت كل محتوياته ولاذ أفرادها بالفرار، تاركين سيارتهم أمام المحل، التي
انفجرت على عدد من الشرطة الذين هرعوا إلى موقع الحادث، ما أسفر عن مقتل أربعة منهم.
يذكر أن محافظة كركوك، يبعد مركزها 250كم شمال
العاصمة بغداد، التي تعد من المناطق المتنازع عليها، تشهد أعمال عنف شبه مستمرة، تستهدف
عناصر
الأجهزة الأمنية والمدنيين في عموم المحافظة على حد سواء.