السومرية نيوز/
بغداد
وصفت دولة ليبيا، الأربعاء، الأحداث التي تشهدها
سوريا بـ"المأساة"، متهمة نظام الرئيس
بشار الأسد بالاستبداد، فيما
أعربت عن أسفها لعدم اتخاذ العالم موقفاً حازماً إزاء الأزمة، ودعت الجامعة
العربية إلى بذل المزيد من الجهود لوقف "نزيف الدم" في سوريا.
وقال وزير الخارجية الليبي
عاشور بن خيال في كلمة
ألقاها خلال
مؤتمر وزراء الخارجية العرب ضمن أعمال
القمة العربية الـ23 التي تضمنت
تسليم
العراق رئاسة المؤتمر "نعيش مأساتنا في العزيزة سوريا، حيث الشعب لا يزال
منذ أكثر من عام يعاني من نظام تعسفي استبدادي".
وأعرب خيال عن أسفه لـ"عجز العالم عن اتخاذ
موقف حاسم من الأزمة السورية بسبب تعنت بعض الأطراف الدولية التي تتذرع بادعاءات
النظام السوري بأنه يواجه مجموعات إرهابية، في حين أن ما نشهده كل يوم في كافة
أنحاء سوريا هو عملية إبادة وقتل وتشريد لشعب كل ذنبه أنه طالب بحريته
وكرامته".
وطالب خيال
الجامعة العربية بـ"المزيد من
العمل الجماعي والفردي لإيقاف نزيف الدم وتمكين الشعب السوري من تحقيق طموحاته في حياة
حرة وكريمة"، مثنياً على "جهود الجامعة العربية، لكن الأمر يحتاج إلى
المزيد".
وبدأت في القصر الحكومي وسط العاصمة العراقية
بغداد، اليوم الأربعاء، أعمال
مؤتمر وزراء الخارجية العرب بحضور رئيس الحكومة
العراقية
نوري المالكي، والتي تخللتها تسليم ليبيا العراق رئاسة المؤتمر.
ويهدف اجتماع وزراء الخارجية العرب اليوم إلى
إعداد البيان الختامي للقمة والاتفاق على الخروج بموقف موحد خصوصاً في ما يتعلق
ببعض القضايا التي تثير "شرخاً عربياً كالأزمة الحالية في سوريا.
وتشهد سوريا تشهد منذ 15 آذار 2011 حركة احتجاج
شعبية واسعة بدأت برفع مطالب الإصلاح والديمقراطية وانتهت بالمطالبة بإسقاط النظام
بعدما ووجهت بعنف دموي لا سابق له من قبل قوات الأمن السورية وما يعرف
بـ"الشبيحة"، أسفر حتى اليوم عن سقوط ما يزيد عن 9000 قتيلاً بحسب المرصد
السوري لحقوق الإنسان، فضلا عن عشرات آلاف الجرحى والمفقودين والمعتقلين، فيما تتهم
السلطات السورية مجموعات "إرهابية" بتنفيذ أعمال عنف.
وكان الأمين العام للجامعة العربية
نبيل العربي
أعلن، أمس الثلاثاء، أن القضايا المتعلقة بسوريا وفلسطين والصومال ستكون أبرز محاور
مؤتمر وزراء الخارجية العرب، مؤكداً أنهم سيدعمون مساعي مبعوث الجامعة العربية والأمم
المتحدة كوفي أنان لحل الأزمة في سوريا.
وانطلقت، أمس الثلاثاء، أعمال القمة العربية باجتماع
وزراء المال والاقتصاد العرب بحضور سبع وزراء فقط ووكلاء الوزارات ومندوبي
الدول العربية،
وتقرر فيه اعتماد استراتيجيات أمنية وسياحية ومتابعة تنفيذ البنود الصادرة عن القمم
الاقتصادية السابقة، فيما دعا رئيس
الحكومة العراقية نوري
المالكي الوزراء إلى
"وقفة تضامنية" للنهوض بالاقتصاد العربي كما هو معمول به في العالم، كما
دعا الشركات العربية إلى المشاركة في إعمار العراق.
وتشهد العاصمة العراقية بغداد إجراءات أمنية
مشددة وغير مسبوقة بمناسبة القمة، تتمثل بانتشار أمني الكثيف ونصب نقاط تفتيش في
شوارع العاصمة، فضلاً عن التفتيش الدقيق للمركبات والمواطنين، مما تسبب بشل حركة
السير وزخم مروري خانق.
وكشفت
لجنة الأمن والدفاع البرلمانية، في 26
آذار الحالي، عن تخصيص نحو 100 طائرة مقاتلة ومروحية لتأمين الأجواء خلال القمة،
مؤكدة أن القوات الأمنية سيطرت على مخارج ومداخل بغداد والمناطق السائبة، فيما
كانت
وزارة الداخلية قد أعلنت (في 23 آذار الحالي) عن اتخاذ التدابير
الاحترازية
كافة لاستقبال الوفود المشاركة في مؤتمر القمة وتوفير الحماية اللازمة لهم ولجميع
الإعلاميين الوافدين لتغطيته، كما أعلنت
قيادة عمليات بغداد بدورها (في 13 آذار
الحالي) أن نحو 100 ألف عنصر أمني سيشاركون في الخطة الأمنية للقمة.
يذكر أن عقد القمة العربية في بغداد يعد الحدث
الدولي الأكبر الذي ينظمه العراق منذ العام 2003، إذ شكلت أمانة بغداد لجنة لتهيئة
وتأمين المتطلبات الخاصة بمؤتمر القمة العربية وتقديم الرؤى والأفكار والتحضيرات
المطلوبة لتحسين وتطوير الواجهة العمرانية للمدينة، بما يتناسب مع تاريخها
ومكانتها بالتنسيق مع الوزارات والجهات المختصة.