السومرية نيوز/ كركوك
طالب عرب كركوك، الجمعة،
الحكومة المركزية بحماية المكونات وإخراج
البيشمركة من المحافظة، فيما انتقدوا تصريحات النائب الثاني لرئيس
مجلس النواب
عارف طيفور بوصفهم شوفينيين عاديين، معتبرين أن تصريحاته غير موفقة وهو لا يعلم ما
يجري في كركوك.
وقال بيان صدر اليوم عن المجلس السياسي العربي وتلقت
"السومرية نيوز"، نسخة منه، إن
"البيشمركة والأجهزة الأمنية الكردية تفرض سيطرتها في كركوك خلافا للدستور
مما يجعل قيادة شرطة المحافظة عاجزة تماما عن أداء دورها أمام الحزب الذي ينتمي
إليه النائب عارف طيفور".
وطالب المجلس، الحكومة المركزية بـ"تحمل مسؤولياتها تجاه
مواطنيها في كركوك وحمايتهم وإخراج الأسايش والبيشمركة من كركوك وبسط نفوذ الأجهزة
الدستورية من جيش وشرطة"، معتبرا أن "
الأجهزة الأمنية الحكومية هي الحل
الأمثل لتأسيس للتعايش الاجتماعي السلمي بين جميع المكونات في المحافظة".
وأشار المجلس إلى أن "تصريحات النائب الثاني لرئيس البرلمان
عارف طيفور ورميه للعرب ووصفه إياهم بالشوفينيين، غير موفقة"، لافتا إلى أنه
"يستنكر التفجيرات التي حدثت في محافظات العراق ودون الإشارة إلى أعمال القتل
والاغتيال التي تعرض لها أبناء المكون العربي في كركوك وكان آخرها تعرض شباب عربي
للخطف والاغتيال والرمي بجثته على قارعة الطريق".
ووصف المجلس اتهام طيفور لقادة العرب في كركوك بخلق المشاكل وتعكير
الأجواء بـ"بابا لخلط الأوراق للتملص من المسؤوليات الأخلاقية والتاريخية،
ومحاولته نسيان ما تواردت من بيانات وخطب ومقولات على السنة قادة أكراد معروفين
تجاه كركوك وأهلها".
وتساءل المجلس السياسي العربي "كيف يمكن لطيفور أن يحافظ على
التعايش السلمي الأخوي بإلغاء الآخر وتهميشه ومحاولات طمس الهوية الرئيسة للعراق
عن طريق أجندة ممنهجة".
وأضاف المجلس أن "طيفور لم يحصل على الأصوات الكافية التي
توصله إلى مقعد مجلس النواب، لعدم معرفته بواقع كركوك السابق والحالي وكيفية تعايش
الأهالي فيها، وهي لم تكن يوما من الأيام كردستانية كما يدعي طيفور الذي لم يزرها
إلا مرتين في أيام التصويت على انتخابات مجلس النواب العراقي".
وكان النائب الثاني لرئيس مجلس النواب عارف طيفور انتقد، أمس
الخميس،(19نبسان 2012) تصريحات "بعض الشوفينيين" في كركوك الذين طالبوا
بطرد الكرد منها، وفيما أكد أن كركوك ستبقى "كردستانية"، دعا الى
الابتعاد عن التصريحات المتشنجة التي تؤدي إلى توتر الأوضاع، مستنكرا في الوقت
نفسه الأعمال "الإرهابية" التي استهدفت عددا من المدن العراقية.
وكانت الجبهة التركمانية العراقية طالبت، أمس الخميس (19 نيسان
2012)، القادة الأمنيين في كركوك بتقديم تفسير للخروق الأمنية وسلسلة التفجيرات
التي هزت المحافظة، معتبرة أن التفجيرات تؤكد الفشل في إدارة الملف الأمني
بالمحافظة، كما طالبت
وزارة الداخلية بتقديم تفسير عن انتشار عناصر البيشمركة.
واعتبر
مجلس محافظة كركوك، امس الخميس، أن التفجيرات التي هزت
المحافظة دقت ناقوس الخطر، وفيما لفت إلى أن المحافظة فيها حواضن فاعلة
"للإرهاب"، طالب بإعادة الخطط الامنية التي أثبتت عجزها في التصدي لتلك
الهجمات.
وشهدت
محافظات بغداد وكركوك وديالى وصلاح الدين وبابل والانبار
ونينوى، امس الخميس، سلسلة تفجيرات بسيارات مفخخة وعبوات ناسفة وحزام ناسف أسفرت
عن مقتل وإصابة 176 شخصا بينهم
عناصر امن ومسلحان، فيما أكدت
قيادة عمليات بغداد، وقوع تلك التفجيرات، وفي حين
اعتبرتها محاولة "يائسة" لإرباك الوضع الأمني، لفتت إلى أنها مستمرة
برفع الحواجز الكونكريتية من جميع المناطق.
حيث شهدت كركوك لوحدها، امس الخميس، مقتل أربعة أشخاص بينهم
امرأتان وإصابة ستة آخرين بينهم ضابط في الشرطة برتبة نقيب، نتيجة سقوط ست قذائف
هاون على قرية الملح التابعة لقضاء الدبس
شمال غرب كركوك، كما قتل أربعة أشخاص
وأصيب 19 شخصا بينهم
مدير مركز شرطة المقداد العقيد طه محمد واثنين من عناصر
حمايته بتفجير سيارة مفخخة استهدف موكبه في منطقة طريق بغداد، وسط كركوك، كما قتل
عنصري شرطة وإصابة أربعة آخرين، فيما أصيب عنصري شرطة بتفجير عبوة ناسفة على
دوريتهم في الحي العسكري
جنوب كركوك، وأصيب ثلاثة من عناصر الجيش العراقي بتفجير
ثلاث عبوات ناسفة وسط قضاء
الحويجة جنوب غرب كركوك.
وكانت المجموعة العربية في مجلس
محافظة كركوك، أعلنت في (20
أيلول 2011)، عن مقاطعتها اجتماعات المجلس احتجاجا على تردي الأوضاع الأمنية
وزيادة معدلات القتل التي تستهدف عرب المحافظة، فيما طالبت
الحكومة الاتحادية
بالتدخل لمعالجة استهداف المكون العربي هناك، كما هددت بتشكيل لجان شعبية لحماية
بعض المناطق من الهجمات والاغتيالات وحالة الاختطاف.
يذكر أن محافظة كركوك، 250 كم شمال بغداد، التي يقطنها خليط سكاني
من العرب والكرد والتركمان والمسيحيين والصابئة، تعتبر من أبرز المناطق المتنازع
عليها، ففي الوقت الذي يدفع العرب والتركمان باتجاه المطالبة بإدارة مشتركة يسعى
الكرد إلى إلحاقها بإقليم
كردستان العراق، كما تعاني من هشاشة في الوضع الأمني في
ظل أحداث عنف شبه يومية تستهدف القوات الأجنبية والمحلية والمدنيين على حد سواء.