السومرية نيوز/بغداد
اكد رئيس الحكومة
نوري المالكي، الجمعة، وجود قلق شديد لدى
العراق
بشان الأوضاع الحالية التي تمر بها مصر وليبيا بعد سقوط نظامي مبارك والقذافي، فيما اشار الى أن ثورات الربيع العربي فسحت المجال لتنظيم القاعدة
للحصول على فضاءات واسعة في عدد من
الدول العربية.
وقال
المالكي في مقابلة مع قناة "الميادين" التي تبث من بيروت،
إن "لدينا قلق شديد على مصر وما يتمخض عنه الحراك السياسي الداخلي من تشكيل
نظام سياسي قادر على توحيد مصر وتوفير الاستقرار لها وتحسين اقتصادها".
واضاف المالكي أن" الباب في مصر انفتح أمام كل الذين يريدون أن يكونوا
شركاء ولكن لا يعرفون طريق الشراكة"، مبينا أن "مصر دولة كبيرة ولديها
عدد نفوس كبير تحتاج الى نظام مستقر حتى يستطيع ان ينهض بمهامه".
وتشهد مصر حاليا ازمة سياسية بعد قرار
المحكمة الاتحادية امس
الخميس (14حزيران 2012) حل مجلس الشعب والشورى المصري على خلفية بطلان مواد في
قانون الانتخابات المصري، فضلا عن السماح للمرشح الرئاسي احمد شفيق بالاستمرار في سباق
الرئاسة الامر الذي اعتبرته حركة الإخوان ومرشحهم للانتخابات الرئاسية محمد مرسي وعدد من قادة
الاحزاب المصرية انقلابا على
الثورة المصرية.
وجاء القرار بالتزامن مع حصول استقطاب هائل مشوب باحتقان بين الفريقين
المؤيدين لشفيق ومرسي، فيما تتبارى وسائل الاعلام مستعينة بخبراء القانون والمحللين
في رسم سيناريوهات ما بعد حكم المحكمة الدستورية وسط مخاوف من تفجر العنف.
وتابع المالكي أن "الوضع في ليبيا مقلق لانه اصبح صراع عشائر
وظهرت فصائل مسلحة وجهادية كما يسمونها وبدأت تقتل بالتزامن مع الضعف الذي
حصل في النظام الامني".
واكد رئيس الحكومة نوري المالكي أن "الضعف الذي حصل بعد ثورات
الربيع في السيطرة والنظام الامني فتح الباب امام القاعدة للحصول على فضاءات مفتوحة
تتحرك في اليمن وليبيا وربما في تونس ومصر وسوريا ومناطق اخرى من دول
العالم"، لافتا الى ان "هذا الامر يدعونا الى القلق".
وتشهد المدن
الليبية انفلاتا امنيا وصراعات قبلية منذ سقوط نظام العقيد
معمر القذافي ومقتله في
(20 تشرين الاول 2011) فضلا عن سيطرة المليشيات التابعة للثوار على مدن بالكامل
وعزلها عن سيطرة المجلس الانتقالي الليبي وقواته النظامية بالتزامن مع ظهور دعوات
في بنغازي لاعلان اقليم برقة الذي يضم مناطق شرق ليبيا.
ولفت المالكي
الى أن "الحالة التونسية ربما تكون افضل حالات الربيع العربي واكثرها
استقرارا على الرغم بروز بعض الحالات التي تبعث على التوتر".
وأسهمت حركة الاحتجاجات
الشعبية الواسعة التي شهدها العام 2011 للمطالبة بالتغيير والإصلاح ومكافحة الفساد،
التي باتت تعرف بتسمية "الربيع العربي"، في إسقاط نظم الحكم التي كان يتربع
على سدتها زين العابدين بن علي في تونس، وحسني مبارك في مصر، ومعمر القذافي في ليبيا،
وإجبار الرئيس اليمني
علي عبد الله صالح على التخلي عن الحكم، في حين تتواصل حركة الاحتجاجات
والعنف في
سوريا مما أسفر عن سقوط اكثر من 10000 قتيل حتى الآن، كما كان لهذه الحركة
امتدادها في العديد من الدول العربية الأخرى، ومنها العراق،
البحرين،
الأردن، الجزائر
والمغرب، لكن دول الربيع العربي بعامة، لاسيما ليبيا ومصر واليمن وسوريا بخاصة، تشهد
حالة من الاضطراب وعدم الاستقرار فضلاً عن أعمال العنف لم تتمكن من السيطرة عليها حتى
الآن.