السومرية
نيوز/
بغداد
اعتبر
وزير الخارجية
هوشيار زيباري، الخميس، أن المبادة
العربية التي أطلقتها
الجامعة العربية بشأن حل الأزمة في
سوريا قد فشلت عمليا،
وفيما بين أن خطة المبعوث الأممي كوفي عنان بهذا الشأن "تعثرت"، أكد أن
العراق متخوف من تبعات وتداعيات الأزمة السورية.
وقال
زيباري خلال مؤتمر صحفي عقده، اليوم، بمقر الوزارة وحضرته "السومرية
نيوز"، إن "العراق شارك في اجتماع مجموعة العمل، الذي عقد بجنيف بشأن
سوريا باعتباره رئيسا للقمة العربية وبسبب دوره الفعال والمؤثر كبلد جار لسوريا،
حيث كان هذا الاجتماع مهم"، معتبرا أن "المبادرة العربية التي أطلقتها
الجامعة العربية لم تؤد إلى أي نتيجة وفشلت عمليا".
وأضاف
زيباري أن "خطة المبعوث الأممي كوفي عنان بشأن سوريا تضمن ست نقاط، حيث طالب
في أخر فقراتها بالبدء بعملية الحوار السياسي والانتقال السياسي للسلطة
هناك"، مشيرا إلى أن "هذه الخطة تعثرت والجميع يلوم الأخر بسبب هذا
التعثر".
وأكد
زيباري أن "العراق لديه مخاوف حقيقية من تبعات وتداعيات الأزمة السورية على
أوضاعه الداخلية، فلذلك لا بد أن نطمأن حول سير هذه العملية إلى نهايتها
المنشودة"، لافتا إلى أن "البيان الذي صدر عن اجتماع جنيف لن يطالب
برحيل رئيس النظام
بشار الأسد عن السلطة، بل دعا إلى حوار سياسي ذا مصداقية بين
الحكومة والمعارضة".
وعقد
في المدينة السويسرية جنيف، في الـ30 من حزيران الماضي،
المؤتمر الدولي بشأن
سوريا بمشاركة وزراء خارجية الدول الخمس الدائمة العضوية في
مجلس الأمن، أي
الولايات المتحدة والصين وروسيا وفرنسا وبريطانيا، وثلاث دول تمثل الجامعة العربية
هي العراق والكويت وقطر، إضافة إلى
تركيا والأمين العام للجامعة العربية نبيل
العربي والأمين العام للأمم المتحدة كوفي عنان ووزيرة خارجية
الاتحاد الأوروبي
كاثرين اشتون.
وتنص
مبادرة
مبعوث الأمم المتحدة والجامعة العربية إلى سوريا كوفي أنان التي أطلقها، في
ختام اجتماعات مجموعة العمل الدولية في جنيف حول سوريا، في (30 حزيران الماضي)،
الدعوة إلى وقف فوري لإطلاق النار في سوريا، والتعاون بين المعارضة والحكومة، وحث
الحكومة السورية على إطلاق سراح المعتقلين، كما دعا إلى حوار وطني يكون خطوة نحو
مرحلة انتقالية تضم المعارضة الحكومة على حد سواء.
وتعرض
نظام دمشق لحزمة متنوعة من العقوبات العربية والدولية، كما تتزايد الضغوط على
الأسد للتنحي من منصبه، إلا أن الحماية السياسية والدبلوماسية التي تقدمها له
روسيا والصين اللتان لجأتا إلى استخدام حق الفيتو مرتين ضد أي قرار يدين ممارسات
النظام السوري العنيفة أدى إلى تفاقم النزاع الداخلي الذي وصل إلى حافة الحرب
الأهلية.
يذكر
أن سوريا تشهد منذ 15 من آذار 2011، حركة احتجاجات شعبية واسعة بدأت برفع مطالب
الإصلاح والديمقراطية وانتهت بالمطالبة بإسقاط النظام بعدما ووجهت بعنف دموي لا
سابق له من قبل قوات الأمن السورية وما يعرف بـ"الشبيحة"، أسفر حتى
اليوم عن سقوط ما يزيد عن 15 ألف قتيل بحسب
المرصد السوري لحقوق الإنسان في حين
فاق عدد المعتقلين في السجون السورية على خلفية الاحتجاجات الـ25 ألف معتقل بحسب
المرصد، فضلاً عن مئات آلاف اللاجئين والمهجرين والمفقودين، فيما تتهم السلطات
السورية مجموعات "إرهابية" بالوقوف وراء أعمال العنف التي تشهدها
البلاد.