السومرية نيوز/بغداد
اكدت
الولايات المتحدة الأميركية، الأحد، أنها
ستعيد الارشيف اليهودي للعراق بعد اكمال عملية ترميمه وصيانته ،
فيما أتهمت
الحكومة العراقية بعدم التعاون مع الحكومة الامريكية في مجال التنقيب عن الاثار.
وقال النائب الأول المساعد لوزيرة الخارجية للشؤون
التعليمية والثقافية آدم آيرلي خلال لقاءه بعدد من وسائل الاعلام منها "السومرية
نيوز" إن "الارشيف اليهودي يحتاج الى ترميم بملايين الدولارات وهو في طور
الصيانة في الولايات المتحدة الأميركية"، مؤكدا أن "
واشنطن ستعيد هذا الارشيف
الى
العراق بعد ترميمه".
وأضاف ايرلي أن "الولايات المتحدة ساعدت
العراق في استعادة الكثير من القطع الاثرية المسروقة"، مشيرا إلى أن "هناك
الكثير من المشاريع المشتركة في مجال التنقيب عن الاثار منها برنامج للتنقيب في موقع
بابل الاثري".
وأكد النائب الأول المساعد لوزيرة الخارجية للشؤون
التعليمية والثقافية أن "الولايات المتحدة ارسلت خبراء عراقيين إلى
نيويورك وواشنطن
للتزود بالخبرة في مجال صيانة وتنقيب الاثار".
ولفت ايرلي إلى أن "الحكومة العراقية لا
تساعدنا في زيارة بعض المواقع الاثرية"، مضيفا "حاولنا زيارة بعض المواقع
الاثرية إلا أن العاملين في الموقع قالوا إن لدينا اوامر من الوزير بمنعكم".
وكانت
وزارة السياحة العراقية حملت، في (27 حزيران
الماضي)، الولايات المتحدة مسؤولية تهريب الأرشيف اليهودي إلى
إسرائيل في حال ثبت الأمر،
مطالبة إياها بالإجابة عن استفساراتها بشأن الموضوع أو نفيه، فيما هددت بطرح الموضوع في المحافل الدولية.
يشار إلى أن
وزارة الثقافة العراقية أعلنت في
(13 أيار 2010)، عن اتفاق تم بين العراق والولايات المتحدة، يقضي باستعادة أرشيف اليهود
العراقيين وملايين الوثائق التي نقلها الجيش الأميركي من
بغداد عقب اجتياح العراق عام
2003، من بينها الأرشيف الخاص بحزب البعث المنحل.
ويضم العراق عدداً كبيراً من مراقد
الأنبياء
اليهود ومن بينهم مرقد النبي حزقيال في ناحية الكفل (17 كم
جنوب مدينة الحلة)، وقبر
عزرا في منطقة العزير في
محافظة ميسان (300 كم جنوب بغداد)، وقبر الشيخ أشا جوان ومرقد
النبي دانيال في بغداد.
وتؤكد النصوص الدينية اليهودية أن عدداً من الأنبياء
اليهود مثل دانيال وحزقيال وأشيعا وارميا "الذي دعا إلى الاندماج مع المجتمع البابلي
لأنه يمثل أكثر المجتمعات تطورا في العالم حينذاك"، عاشوا في منطقة بابل في القرن
السادس
قبل الميلاد، وتمكنوا من كتابة جزء كبير من أهم الكتب والتعاليم اليهودية في
بابل، وهناك عدد كبير من الباحثين الذين يشيرون إلى أن هؤلاء الأنبياء أطلعوا وبشكل
عميق على التراث الديني والحضاري العراقي واستعانوا به في كتابة مخطوطاتهم الدينية.
ويعتبر اليهود في العراق من أقدم الطوائف اليهودية
في العالم بأسره، إذ يرجع تاريخ وجودهم إلى عهد
الإمبراطورية الآشورية الأخيرة
911-612 ق.م، وذلك في أعقاب عدة حملات قام بها الآشوريون على فلسطين وحرروها من اليهود
ونقلوا من فيها إلى أماكن جبلية نائية شمال العراق.
ولما قضى الكلدانيون البابليون على الآشوريين
وأسسوا دولتهم في بابل 612-359 ق.م كان من أهم أعمالهم القضاء على مملكة يهوذا في فلسطين،
فسبي يهودها إلى بابل على يدي نبوخذ نصر الثاني الذي حكم بين 605-562 ق.م.
ومنذ العهد البابلي والوجود اليهودي في العراق
مستمر ومتواصل حتى احتلت الجالية اليهودية العراقية مكانة مرموقة بين سائر الجاليات
اليهودية الأخرى، إذ أصبحت في عصر التلمود مركزاً لليهودية وموجهاً دينياً وروحانياً
ليهود الشتات في العالم كله ولعصور متوالية، وذلك عن طريق مراكزها العلمية الشهيرة
في نهر دعه وصورا وبومباديتا، كما نمت الطائفة طبقات من رجال العلم والتوراة قاموا
بشرح كثير من نقاط وقضايا "المشنا" (الشريعة الشفوية) حتى تجمعت هذه الشروح
والتفسيرات من جيل إلى جيل مكونة ما يسمى بالتلمود البابلي.