طالب رياضيون عراقيون،أمس السبت،
الحكومة العراقية بعدم التدخل في الشأن الرياضي بعد صدور قرار
الاتحاد الدولي لكرة القدم، الجمعة، بإيقاف النشاط الدولي الرياضي للعراق، فيما اعتبر خبير رياضي أن \"الأمر بات معروفاً للقاصي والداني بأنه صراع على الكراسي بين الكتل السياسية للسيطرة على مقدرات الرياضة\".
وكان
الاتحاد الدولي الفيفا أعلن الجمعة، في بيان له عن توقيف
اتحاد الكرة العراقي، وذكر البيان \"أن
لجنة الطوارئ في الفيفا قررت إيقاف
الاتحاد العراقي لكرة القدم بسبب التدخل الحكومي، رداًعلى قرار اللجنة الاولمبية العراقية في 16 تشرين الثاني الماضي بحل
مجلس إدارة الاتحاد العراقي لكرة القدم وسيطرة قوات الأمن على مقر الاتحاد\".
وأضاف البيان أن \"الإجراء الذي اتخذته اللجنة الاولمبية العراقية بمساعدة قوات الأمن بحل الاتحاد غير مقبول ويتعارض مع النظام الأساسي للاتحاد العراقي والاتحاد الدولي\"، لافتا إلى أن \"الأعضاء الحاليين في
اللجنة التنفيذية للاتحاد العراقي هم الممثلون الوحيدون للعراق الذين يعترف بهم الفيفا ويجب إعادتهم سريعاً إلى مناصبهم ليتمكنوا من إجراء الانتخابات ومراجعة النظام الأساسي لها\".
وقال الخبير الكروي ولاعب المنتخب العراقي السابق فاضل
عبد المجيد في حديث لـ\"
السومرية نيوز\"، إن \"قرار الفيفا بوقف جميع المشاركات العراقية في المحافل الدولية، هو جناية على الرياضة العراقية، لأن
العراق من الدول الملتزمة بجميع الفعاليات التي تنظم بإشراف الاتحاد الدولي\".
وأضاف عبد المجيد أن \"ما يحدث الآن على الساحة الرياضية العراقية هو صراع سياسي بين الكتل، وتدخل في الشأن الرياضي عموماً واتحاد كرة القدم خصوصاً\"، مشيراً إلى أن \"قرار حل الاتحاد السابق من قبل اللجنة الاولمبية كان متسرعاً لأنه كان بصدد إجراء انتخابات جديدة بحضور
الهيئة العامة للاتحاد\".
واعتبر الخبير الكروي أن \"الأمر بات معروفاً للقاصي والداني بأنه صراع من أجل الكراسي بين كتل سياسية للسيطرة على مقدرات الرياضة، وهو تدخل سياسي وحكومي في الشأن الرياضي، وكان الأجدر بمن تدخل أن يسعى إلى إيجاد أرضية واتفاق مشترك بين الجميع لحل الأزمة وليس تعقيدها، بالسيطرة على مقر الاتحاد بالقوة، وبطريقة بعيدة عن الروح الرياضية\"، حسب قوله.
ورأى عبد المجيد أن \"ما فعله الاتحاد الدولي صائب لأن الاتحاد السابق اتحاد شرعي ويمثل العراق في المحافل الدولية ويجب التعامل مع الموضوع بشكل عاجل لعدم حرمان العراق من المشاركات والاستحقاقات الدولية\"، موضحاً أن \"حل الأزمة يكمن بإعادة
الشرعية للاتحاد السابق وإجراء الانتخابات في موعد يتفق عليه من أجل رفع الحظر الشامل عن المشاركات العراقية\".
من جانبه، قال نائب رئيس ممثلية اللجنة الاولمبية في كركوك فاضل أسود إن\" القرار الصادر من الفيفا يضر بالمصلحة العليا للرياضة العراقية ويحرم الرياضيين من المشاركة في العديد من البطولات التي كانوا يستعدون لها\"، داعياً \"الحكومة العراقية والبرلمان للتدخل لحل المشكلة والاتفاق على صيغة مشتركة بين الاتحاد واللجنة الاولمبية على إجراء الانتخابات بإشراف دولي\".
وأضاف أسود أن \"الرياضة العراقية ستخسر الكثير إذا استمر الحظر، وهي بحاجة إلى الدعم الحكومي وإلى فصل السياسة عن الرياضة\"، مشدداً على أن \"هذا الأمر يجب أن يحسم خلال هذه الأيام وبالاتفاق مع الاتحاد الدولي الفيفا\"، بحسب تعبيره.
من جهته، قال الصحافي الرياضي رزكار شواني، أن \"الأزمة سياسية لأن هناك أطرافاً ترغب بالسيطرة على الحركة الرياضية في العراق، وهذا الأمر لا يجوز\"، مضيفاً أن \"قرار الاتحاد الدولي صائب لأن قرار اللجنة الاولمبية كان متسرعا وله أهداف معروفة\". \"، بحسب قوله.
وأوضح شواني أن \"المشكلة ليست جديدة وكان الأجدر باللجنة العمل بشكل مشترك وبدعم حكومي على فض المشكلة وتحديد موعد لإجراء الانتخابات، وتشكيل هيئة مؤقتة بإشراف الاتحاد الدولي لعكس صورة حقيقية عن الرياضة العراقية بعيداً عن الخلافات الشخصية والتجاذبات السياسية الضيقة والتي أدت إلى تجميد مشاركات العراق الخارجية\".
ودعا الصحفي الرياضي \"
اللجنة الأولمبية لإعادة الاتحاد السابق، لأن قرار الفيفا واضح ويؤكد على ذلك ولا طريق للحل سوى تطبيق قرار الاتحاد الدولي\"، على حد تعبيره.
يذكر أن جهات حكومية عراقية كانت قد اتهمت رئيس الاتحاد العراقي المنحل
حسين سعيد بالفشل في قيادة الاتحاد العراقي لكرة القدم، وأنه يقود الاتحاد من خارج العراق، وكان قرار قد صدر قبل 18 شهراً بتجميد عضوية العراق في الفيفا بسبب التدخل الحكومي في شؤون اتحاد الكرة، إلا أن الخلاف حل في حينه بعد اتفاق مع الاتحاد السابق على تحديد موعد لإجراء الانتخابات، غير أن تقديم موعد إجرائها من قبل الاتحاد أدى بممثلية اللجنة الاولمبية في 16 تشرين الحالي إلى حله، وتشكيل هيئة مؤقتة تدير شؤون الكرة إلى حين إجراء الانتخابات.