3 تفسيرات لـسر حماس الحكومة باعتقال المتهمين بقصف عين الأسد

السومرية نيوز-خاص

على غير العادة، تعاملت السلطات الأمنية العراقية مع المرة الأخيرة لاستهداف قاعدة عين الأسد، بـ"حزم وجدية"، في اعتقالات طالت حتى قادة امنيين، وسط أحاديث واراء نظرت الى هذه الإجراءات بانها جاءت حازمة لانها "تستهدف الحشد العشائري" ولم تكن لتكون لو أن المتورطين فيها فصائل مسلحة.

يوم الاثنين الماضي، استهدف صاروخان قاعدة عين الأسد الجوية في الانبار والتي تضم قوات أمريكية، وتسبب الصاروخان بإصابة 5 جنود أمريكيين بعضهم باصابات خطيرة، وكان هذان الصاروخان من اصل 10 صواريخ، حيث فشلت 8 صواريخ أخرى بالاطلاق، ولو انها اطلقت، لتسببت باصابات اكبر وربما تسجيل قتلى في صفوف الأمريكيين في هجوم من الواضح انه يحمل نية عنيفة.

وعثرت القوات الأمنية على العجلة التي تم اطلاق الصواريخ منها في قضاء حديثة، وهو قضاء تسيطر فيه عشيرة الجغايفة التي قاتلت تنظيم داعش حتى ان قضاء حديثة هو الوحيد الذي لم يسقط في محافظة الانبار بيد داعش.

بعد ذلك، تسربت معلومات عن اعتقال قيادات في الحشد العشائري بحديثة، قبل ان تعلن القوات الأمنية اعتقال 5 متهمين بقصف قاعدة عين الأسد.

هذا الحماس الكبير والجدية بمتابعة واعتقال المتورطين، نظر اليه مراقبون من عدة زوايا، من بينها انه لم يكن ليكون لو ان المتهمين بالقصف هم من الفصائل، بل تم الامر لانه طال قيادات في الحشد العشائري.

الا ان زوايا تحليلية أخرى تقف وراء هذه الجدية بملاحقة مطلقي الصواريخ، من بينها تقارير تحدثت مؤخرا عن ان دبلوماسيين أمريكيين اجروا محادثات مع قيادات شيعية وسنية وكردية ووصفوا السوداني بانه رجل ضعيف ويشخى اتخاذ إجراءات لضبط الفصائل، فيما اشارت المعلومات الى ان الجانب الأمريكي طلب من الحكومة العراقية تحريك دعاوى قضائية، واعتقال بعض قيادات الفصائل بواسطة مذكرات قضائية بتهمة مخالفة إرادة وهيبة وسلطة الدولة العراقية.

ومن هنا يتوقع مراقبون ومحللون ان السوداني اقدم على اعتقال المتورطين بحماس وجدية، لاثبات وعكس رسالة ثانية للجانب الأمريكي بعد اتهامه بـ"الضعف".

وفي نفس السياق، فأنه جرت العادة عندما يتسبب هجوم بإيقاع إصابات او وفيات في صفوف القوات الامريكية، فان الجانب الأمريكي سيرد حتما وبضربة قاسية ضد الفصائل او القيادات، ويبدو ان هذا الامر الذي يخشاه السوداني دفعه للتحرك سريعًا واعتقال بعض المتورطين او المتهمين دون ثبوت حقيقة وقوفهم وراء الحادثة.

وفي كل الأحوال، تطرح تساؤلات عما اذا كان الاجراء العراقي الأخير سيكون "مرضيًا" للجانب الأمريكي ام لا؟، بمعنى هل ان اعتقال 5 متهمين سيدفع واشنطن للتخلي عن "الانتقام" الذي تريد ان تشنه ضد بعض الفصائل او تنفيذ ضربات في العراق انتقاما لجنودها الـ5 الذين أصيبوا، ام انها ستنفذ ضربتها بغض النظر عن إجراءات بغداد.