السومرية نيوز/
البصرة
أعلنت
مديرية الزراعة في البصرة، الجمعة، انها قررت منع نقل فسائل النخيل من والى قضاء
الزبير الواقع غرب المحافظة بسبب تفشي آفة السوسة الحمراء في ناحية سفوان الحدودية الواقعة ضمن القضاء، فيما استبعدت
نقابة المهندسين الزراعيين انتقال الحشرة الى مناطق أخرى من المحافظة بسبب بعد الناحية.
وقال
مدير مديرية الزراعة في البصرة
عامر سلمان عبد الحسين في حديث لـ
السومرية نيوز، إن "حشرة السوسة الحمراء التي تم تشخيصها في احدى مزارع ناحية سفوان الحدودية أواخر عام 2015 للمرة الأولى في
العراق، أصبحت منتشرة الآن في عدد من مزارع الناحية"، مبيناً أن "المديرية سارعت الى فرض حظر على نقل فسائل النخيل من والى قضاء الزبير بأكمله للحد من فرص انتقال الحشرة الى مناطق أخرى من المحافظة، فيما يقوم منذ بداية الشهر الحالي فريق من هيئة وقاية المزروعات بتنفيذ حملة جديدة لمكافحة تلك الحشرة في الناحية".
ولفت عبد الحسين الى أن "تلك الآفة الخطيرة من المحتمل أن تكون وصلت الى مزارع سفوان من خلال زراعة فسائل مصابة بالحشرة في مزارع كانت تقع ضمن الأراضي العراقية وتم ضمها بقرار أممي الى الأراضي
الكويتية"، مضيفاً أن "القاطع الصحراوي للمحافظة شهد خلال الأعوام القليلة الماضية زراعة الكثير من النخيل، إلا أن ظهور السوسة الحمراء في سفوان صار يهدد ذلك التوسع في زراعة النخيل بسبب شعور المزارعين بالقلق".
من جانبه، قال نقيب المهندسين الزراعيين في البصرة علاء البدران في حديث لـ السومرية نيوز، إن "خطورة السوسة الحمراء على النخيل تكمن في صعوبة مكافحتها وتأخر اكتشاف الاصابة بها، حيث تقوم تلك الحشرة بنخر القمة النامية للنخلة من الداخل، وذلك يؤدي الى هلاكها بشكل محقق"، معتبراً أن "فرص انتقال السوسة الحمراء من ناحية سفوان الى مناطق أخرى من المحافظة تبدو ضعيفة بسبب بعد الناحية عن المناطق تتميز بكثافة النخيل".
وكانت أعلنت مديرية الزراعة في (2 تشرين الثاني 2015) عن تسجيل أول حالة إصابة بحشرة السوسة الحمراء داخل
بستان في ناحية سفوان التابعة إدارياً لقضاء الزبير، ورجحت في حينها انتقال الحشرة من
دولة الكويت باعتبارها قادرة على الطيران لمسافة تصل الى 1200م، في حين أن البستان لا يبعد أكثر من 3 كم عن الأراضي الكويتية، وفي (19 تشرين الثاني 2015) عقدت نقابة المهندسين الزراعيين مؤتمراً تباحث المشاركون فيه بشأن كيفية معالجة حالة الإصابة التي تم تسجيلها ومنع انتشار الآفة في المحافظة، وقال في حينها
مدير مركز أبحاث النخيل في جامعة البصرة د. محمد حمزة إن "في حال انتشار الحشرة فإن أشجار النخيل في المحافظة سوف تواجه
كارثة"، وفي (15 آذار 2015) قامت
الهيئة العامة لوقاية المزروعات بالتعاون مع السلطات المحلية في قضاء الزبير بحرق ودفن 600 نخلة من نوع (البرحي) مصابة بالحشرة كانت في بستان يقع في ناحية سفوان.
يشار الى أن السوسة الحمراء تعد أخطر عدو للنخيل، وقد اكتسبت اسمها من لونها البني المائل الى الاحمرار، كما تعرف باسم (سرطان النخيل)، وهي نوع من الخنافس ذات الخطم، ويبلغ طولها عند نضوجها نحو 4 سم وعرضها لا يزيد عن 1سم، وتعد الهند موطنها الأصلي، لكنها انتشرت خلال النصف الثاني من
القرن الماضي في الكثير من الدول، وقد سجلت
السعودية أول إصابة بالحشرة مطلع عام 1987، ثم ظهرت الحشرة في دول خليجية أخرى منها دولة
الكويت المجاورة لمحافظة البصرة، وبحسب خبراء ومختصين فإن خطورة الحشرة تكمن في صعوبة اكتشافها لأنها تقضي معظم دورة حياتها داخل جذوع النخيل، ولنفس السبب تصعب مكافحتها باستخدام المبيدات التقليدية.
يذكر أن
محافظة البصرة كانت حتى عهد قريب تحتوي على 140 صنفاً من النخيل من أصل 650 صنفاً في جميع المحافظات العراقية، لكن زراعة النخيل شهدت خلال العقود الثلاثة الماضية تدهوراً كبيراً، حيث تراجعت أعداد النخيل من 33 مليوناً مطلع العقد الثامن من القرن الماضي إلى أقل من ثلاثة ملايين خلال المرحلة الحالية، والكثير من أشجار النخيل القائمة لم تعد مثمرة لقدمها، وكذلك لتضررها من جراء الحروب المتكررة، والآفات الزراعية، وظواهر الجفاف وملوحة المياه، إضافة الى موجات الحر التي عصفت بالواقع الزراعي خلال الأعوام الأخيرة، وقد إنعكس هذا الحال سلباً على تجارة التمور، بحيث أصبحت البصرة من المحافظات المستوردة للتمور من
إيران والكويت والسعودية ومصر بعد أن كانت المحافظة أكبر منتج ومصدر على مستوى العالم لأجود أنواع التمور، ومنها البرحي، الحلاوي، الخضراوي، الساير، والبريم.