فقد وضعت الحكومة الجديدة في البلاد خططًا لتطبيق ما يُسمى بمعاش التقاعد المبكر، والذي يُمكّن الأطفال من سن السادسة من الحصول على معاش تقاعدي لاحقا.
وبموجب الخطة الجديدة، يُمكن للأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 6 و18 عامًا والذين يلتحقون بالمؤسسات التعليمية الحصول على 10 يورو (11 دولارًا) شهريًا من الحكومة، ليصل إجمالي المبلغ إلى 1440 يورو لكل طفل على مدار 12 عامًا، بالإضافة إلى أي أرباح قد تتحقق من هذه الأموال، مع إمكانية ادخارها لهم.
وبحسب شبكة سي إن بي سي، ابتداءً من سن 18 عامًا، يُمكن للأشخاص زيادة هذه المدخرات بإضافة أموالهم الشخصية إلى الحساب ضمن حدود سنوية.
ومن المقرر أن يكون أي ربح من هذه المدخرات معفي من
الضرائب حتى سن التقاعد، عندما يصبح النقد المدخر متاحًا لأصحاب الحسابات.
وسن التقاعد الحالي في
ألمانيا هو 67 عامًا، وهو قابل للزيادة دائمًا، مما يعني أن المدخرات ستتراكم على مدى فترة تزيد عن 60 عامًا.
وزعم صناع السياسات أيضًا أن المبادرة لن تقتصر على إعداد الشباب للمستقبل فحسب، بل ستساعدهم أيضًا على أن يصبحوا أكثر وعيًا ومعرفة بالمال والادخار والاستثمار.
خطة واقعية؟
لا تزال تفاصيل كثيرة غير مؤكدة حول هذه المبادرة، ولم تُصدر حتى الآن أي توجيهات بشأن كيفية استثمار المدخرات ومن سيديرها.
ويقول بعض الخبراء إن إجمالي هذه الاستثمارات لا يُمثل مبلغًا كبيرًا لكل فرد، حيث صرّح يوهانس غاير، نائب رئيس قسم الاقتصاد العام في معهد الأبحاث DIW
برلين، لشبكة
cnbc بأن المبلغ
رمزي في معظمه.
ويقول إنه من الناحية المثالية، يمكن لهذه السياسة أن تُحفز الناس على التفكير في الأمن المالي طويل الأجل في مرحلة مبكرة من حياتهم، وتُعرّفهم على أسواق رأس المال، بما في ذلك الأسر التي قد لا يُطرح هذا الموضوع في أحاديثهم.
لكن غاير يُشير إلى أن هذا السيناريو ليس واقعيًا بالضرورة.
وقال، وفقًا لشبكة CNBC، "من غير الواضح ما إذا كان ذلك سيزيد من دافعية الادخار للشيخوخة أم سيُحسّن المعرفة المالية".
وعندما يتلقى الناس المال بشكل سلبي، ولا يضطرون لاتخاذ أي قرارات استثمارية بأنفسهم، لا يتضح كيف يُفترض تحسين معرفتهم المالية، فمجرد "الاطلاع" على قرارات الاستثمار لا يؤدي بالضرورة إلى خيارات جيدة، كما أوضح غاير.
وعبّر
كريستوف شميدت، رئيس معهد RWI لايبنتز للأبحاث الاقتصادية، عن رأي مماثل.
وقال لشبكة CNBC في تصريحات، "إن الخطأ الجوهري في الخطة هو أن الدرس الحقيقي من الادخار - الاستغناء عن المال الآن لكسب المزيد غدًا – وهو ما لا يتحقق من هذه المبادرة"، وأضاف أنه من الأفضل استخدام الأموال في نظام التعليم الألماني.
واختتم قائلًا: "إن الفكرة الأساسية لمعاش التقاعد المبكر، أي منح الشباب رأس مال ابتدائي عند بلوغهم سن الرشد، هي فكرة حسنة النية، ولكن عند التدقيق فيها، لا توجد فوائد مقنعة تُذكر لهذا المفهوم".